ثقافة و فنسياسة

الحنين إلى موسوليني

70 عاما على رحيل موسوليني : إيطاليون  حليقو الرؤوس يزورون  مسقط رأس موسوليني ثلاث مرات كل عام 

الدايلي بيست – باربي لاتزا نادو – ترجمة: محمد الصباغ

يقيم مجموعة من الإيطاليين – الرافضين للاعتذار عن فترة حكم موسوليني – احتفالا خاصا مع اقتراب حلول الذكرى السنوية لاستقلال إيطاليا التى توافق 25 إبريل من كل عام. هؤلاء يخلدون ذكرى وفاة  بينيتو موسوليني الذي قتل في 28 إبريل 1945 بشمال إيطاليا. الأمر لا يتعلق بالاحتفال لكن بظهور ما يعرف بالحنين إلى حقبة موسوليني حيث يتزايد عدد الإيطاليين الذين يكتشفون الجانب المضىء لحقبة مظلمة من التاريخ الإيطالي.

لا يعد إحياء ذكرى موسوليني بالأمر الجديد في إيطاليا. ولسنوات، يحج مجموعة من حليقي الرؤوس الذين يعتبرون أنفسهم فاشيين بعمل زيارات إلى مدينة بريدابيو مسقط رأس موسوليني لثلاث مرات في العام، في ذكرى ميلاده ووفاته وفي ذكرى الزحف إلى روما في أكتوبر عام 1922). يزورون الأراضي التي حطت عليها قدماه. ويتوجهون إلى المنزل الذي ولد فيه ويضعون الورود على ضريحه.

و في روما، يأتي زبائن مطعم سيرينو، الذى لا يبعد كثيرا عن فيلا تورلوينا الفارهة التى استأجراها موسوليني بليرة واحدة ليعيش فيها لمدة شهر، لتناول الأكلات والمشروبات التي كان يفضلها الديكتاتور موسوليني، ويشربون زجاجات النبيذ التي تحمل صورته. وتحتفظ مالكة المطعم، أندرينا كاروتشي، بما يشبه المزار يضم صور ممزقة بالأبيض والأسود لموسوليني وتذكارات من عصره الذي يرغب كثير من الإيطاليين في نسيانه.

تقول كاروتشي: ”أنا لا أعتذر عنه. أنا فقط أرغب في أن يعرف الناس أنه قام بالكثير من أجل دولتنا“.

ما يعتبر جديداً على ظاهرة الهوس بموسوليني هو طريقة تعامل إيطاليا مع ما اعتبر رسميا لفترة طويلة لحظات منسية من التاريخ. حتى في البلدة التي نشأ فيها موسوليني، سيقام متحفاً لفظائع الفاشية. وقال عمدة البلدة، جورجيو فراسينيتي، إن المتحف سوف يقدم مجموعة من الحقائق حول جرائم الديكتاتور السابق وسيساعد في مواجهة الهجمات التي يقوم بها عبدة موسوليني. وقال عند إعلان إنشاء المتحف في العام الماضي: ”بريدابيو قد تصبح مكاناً للتأمل، وأطمح أن يحرر ذلك المدينة من أيدي الذين يستخدمونها بشكل سيىء“.

و في جبال أبينيني الإيطالية يستطيع الزوار الآن أن يناموا في فندق (the Hotel Campo Imperatore) الذى سجن فيه موسوليني لمدة 12 يوماً في عام 1943. ويقول مالك المكان إن ذلك يساعد في الحفاظ على التاريخ وليس دليلا على الولاء.

منذ إعادة فتح فيلا تورولينا (The Villa Torlonia) بروما للعامة في أكتوبر عام 2014، أكثر من 5 آلاف زائر بينهم عشرات من طلاب المدارس والباحثين، قاموا بجولات في الملجأ الخاص بموسوليني الذي استخدمه أثناء الغارات الجوية.

درس الأطفال الإيطاليين مادة التاريخ لسنوات حتى نهاية الحرب العالمية الأولى فقط. وفي السنوات الحالية تم تحديث المواد لتشمل الحرب العالمية الثانية التى شهدت التاريخ الأسود لإيطاليا.

تسير التحركات لوضع موسوليني في مكانته بشكل بطئ. ففي العام الماضي فقط، قامت مدينة تورينو بشمال إيطاليا بعمل تصويت على تجريد القائد السابق من مواطنته الشرفية، التي كان قد حصل عليها عام 1942. وكان قد حصل على تكريم مماثل من مدن فلورنسا وبولونيا لكن تلك المدن لم تلغي هذا التكريم إلى الآن. وفي تورينو لم يتم التصويت بالإجماع. فقام ثلاثة من رجال البرلمان بالتصويت ضد ذلك، وجميعهم من الحزب اليميني المتطرف، ما يعرف بـ”رابطة الشمال”. وقالوا: ”هناك قضايا أكثر إلحاحاً تتطلب اهتمامنا“.

يبدو أن الاختلاف حول مكانة موسوليني في التاريخ الإيطالي مستمرة حتى الآن، ويعكس ذلك توجها إيطاليا للغاية يرى الأمور بوجهة نظر أخرى. ويوجد قول مأثور يستخدم عندما تصبح الأمور بشكل ما فوضوية وهو أن ”موسوليني جعل القطارات تتحرك في مواعيدها“. وفي عام 2013، قام رئيس الوزراء آنذاك سيلفيو بيرلسكوني بالثناء على موسوليني كقائد، وقال: ”القوانين العنصرية كانت أسوأ خطأ لموسوليني كقائد“، و أضاف في خطابه لتخليد ذكرى الهولوكوست: ”لكنه كان جيدا في أمور كثيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى