مجتمع

تزوجتُ مثليا

أنا واحدة من زوجات عديدات تزوجن من رجال مثليين

سارة هيرست زوجة لاعب الرجبي كيجان هيرست

التيلجراف – (طلبت الكاتبة إخفاء اسمها)

ترجمة: محمد الصباغ

عندما أصبح كيجان هيرست أول لاعب رجبي محترف يعلن أنه مثليّ، كنت سعيدة من أجله. وكما صفقت إيما واطسون وستيفن فراي لشجاعة الشاب صاحب 27 عاماً، رفعت أنا ايضاً علم قوس قزح من على المقاعد الجانبية للملعب. لكن قلبي كان يفكر أيضاً في زوجته. فقد  أصبحت جزءا  من مجموعة نساء “معتدلات” – أنا جزء منها- تزوجن -بشكل ما – من رجال مثليين.

هناك كثيرات مثلنا، لكن بينما تم الإشادة بأزواجنا في الإعلام، وتم دعمهم  من مجموعات منظمة جيداً –حصل هيرست في الشهر الماضي على الكثير من الاستحسان عندما صعد إلى منصة مع السير إيان ماكلين بكرنفال ماردي جراس بمانشستر- فنحن -الزوجات –  نجد أنفسنا – نحن الزوحات- أكثر عزلة من أي وقت مضى.

مع تبخر الحياة التي كانت لدينا، يجب علينا أن نواجه أسئلة صعبة، ليس أقلها: ”بالتأكيد كنت تعرفين؟“

قابلت زوجي في العمل عام 1992، وكنا في أواخر العشرينيات وكنا قد مررنا بعلاقات عديدة. لم يخطر ببالي أبداً أن أسأله عن ميوله الجنسية عندما طلب مني الخروج سوياً في أحد الأيام. ذهبنا للطعام وأنهينا الليلة بعناق وقبلة أمام منزلي. ولم يمض طويلاً حتى صرنا سوياً. أخبرنا زملائنا في العمل، وقابل كل منا أصدقاء الآخر، وقضينا الإجازات سوياً – وأحداها  كانت مع أصدقاء لي مثليين والذين لم يشكوا في أي شئ.

ظللنا سوياً لأربعة أعوام ثم تزوجنا، في كنيسة محاطين بعائلتينا. بعت شقتي في لندن و تخليت عن وظيفتي من أجل حياة ومنزل معه في الريف.

لم أشك في طبيعته الجنسية  أي وقت من الأوقات. زوجي غير مرتب، ولا يستطيع الطهي ولا يحب الأفلام الغنائية. لكن ذلك لا يجعله غير مثليّ.

كان ضمن وحدة عسكرية إقليمية بالجيش، لذا كان أمراً عادياً له أن يقضي عطلة الأسبوع بعيداً.  كان يفعل ذلك طوال حياته البالغة، ولم أكن أشك إطلاقاً قفي سبب عودته مساء الأحد متأخراً.

ولكوني أثق به ثقة عمياء، كنت أصدق  قوله لي بأنه فوّت القطار مرة أخرى، أن  الزحام كان شديداً في طريق العودة، وأنه كان في منطقة ذات تغطية هاتف ضعيفة حين رن هاتفه مرات كثيرة. كنت أصدقه حتى بدأت في البحث وعرفت السبب.

عرفت بأن هناك شيئا خاطئ منذ 15 عاماً، ولم يكن تأثير الأمر أقل من قنبلة مدوية. كنت أرتب المنزل في أحد الأيام، فوجدت بطاقة بريدية. أرسلها له رجل آخر، كان يقابله لفترة. وكانت الرسوم والمحتوى واضح لا لبس فيه.

انفجرت في البكاء، وعندما جاء من العمل واجهته بحزن أكثر منه بغضب. جلسنا في المطبخ وتحدثنا وبكينا. أدركت أن هناك فارق بين اكتشاف الخيانة الزوجية وبين أن شريكك مثليّ.

وكما عبرت سارة هيرست، زوجة كيجان، في نهاية الأسبوع ”كنت مصدومة، لكن… كان الأمر أشبه ب (أنت فقط مثليّ) الأمر أشبه بالسريالية لكنني شعرت بأني في حال  جيدة. لم أكن غاضبة أبداً لكونه مثلياً. لدي أصدقاء مثليين. كان التفكير في (هل كل ما بيننا  كان كذباً؟ “

 

عندما جلسنا، توقعت بأنه  سيعلن  الأمر أمامي. كانت الصدمة الكبرى في أنه لم يفعل: في الحقيقة، لقد نفي أنه مثليّ.

طلبنا استشارات ومساعدات سوياً وبشكل منفصل، واقنعني أنا ومرشدنا بأنه في الحقيقة له ميول ثنائية. أصر بشدة على أنه ليس مثلياً بنسبة 100%. من الصعب أن تدرك أن شخصا ما ليس كما كنت تعتقد- لكنني أردت أن أصدقه. أحببته ومازلت، لذا أعطيته فرصة أخرى. ولو كان لديه ميول ثنائية، فهل من الممكن أن نكمل زواجنا؟

حاولنا البدء في تكوين عائلة. كان عمري 37 عاماً في تلك الفترة وكنا نتحدث حول فكرة الإنجاب لفترة. كنت اعلم أنني بدأت أكبر، ولو انفصلت عنه، سيكون الأوان قد  فات حين  أجد شخصاً آخر ت. لو كان عمري 25، لكنت تخليت عنه في الغالب.ثم إنه  كان سيكون والداً جيداً.

بشكل عام، كانت علاقتنا جيدة: كانت لدينا حظيرة في الريف، وكنا نحب كلابنا، ولدينا العديد من الأصدقاء. أحببنا الاهتمام بالحدائق، والسفر، والفن والعمارة. كنا نقضي وقتاً رائعاً. كانت تلك هي الحياة التي أردتها. كنت ملتزمة تماماً بنمط الحياة الذي قدمه إليّ أكثر حتى منه.

بعد الاستشارة، قررت البقاء معه. لن تقبل بذلك زوجات كثيرات. كان ذلك منذ 15 عاماً، مازلت لا أعرف عدد الأشخاص الذين قابلهم، أو عدد المرات التي زار فيها ملهى أو حمامات البخار عند عودته لعطلة نهاية الأسبوع. فكرت كثيراً في تأجير أحد لمراقبته لكن لك يكن هناك حاجة لذلك.

وجدت أجزاء من تذاكر دخول لأماكن تجمع للمثليين في جيوبه عند قيامي بغسلها، ووجدت في محفظته كروت عضوية لحمامات بخار للمثليين، ومجلات للمثليين في خزانته، ومواقع لنفس الشئ في ذاكرة جهاز الكمبيوتر الخاص به. ثم اتخذت قراراً بالتوقف عن البحث عن أدلة.

هل شككت في أمر؟ أبداً÷ حتى عندما اكتشفت، كان الأمر أشبه بارتدائي نظارات جعلت كل شئ أصبح مشوشاً. تسائلت عما إذا كانت العلاقة  سليمة، لكن ليس عن ميوله الجنسية.

بكيت على ذكريات حياتنا الجنسية الثمينة، عندما فكرت في أنه كان يتظاهر بأنه مستمتع. وفي أوقات أخرى، أعتقدت أنه يهتم بي بشدة وحياتنا الجنسية كانت جزءا على الأقل مما أراده.

لم نمارس الجنس لفترة طويلة، ليس لعقد من الزمن، لكن ليس لدينا حجرات منفصلة. بينناعاطفة إلى حد ما. هل يفرق ذلك كثيراً عن أي زواج تقليدي؟ بمرور الوقت، معظم المتزوجين تقل فترات حياتهم الجنسية وتتحول إلى رفقة أو (عشرة). هل كان الامر سيختلف معي لو تزوجت رجلاً عادياً؟

قد أتعاطف مع قراره بعدم الاعلان – نعيش في منطقة ريفية من بريطانيا وأشهد على تعليقات مخيفة صادمة ضد المثليين- لكن يبقى قراره في البقاء دون الكشف عن الأمر يجعل حياتي أصعب.

أما الآن ونحن في الخمسينيات من العمر، قريباً سيحدث الطلاق دون الإفصاح عن السبب الحقيقي: عائلته والكثير من الأصدقاء لن يستوعبوا، لماذا قد أترك حياتي الجيدة مع رجل محبوب جداً، وفي عمري المتقدم؟ أما عائلتي وأصدقائي ممن يعلمون بحقيقة الأمر فلن يستوعبوا أيضاً، لماذا بعد 15 عاماً، أكون مضطرة للطلاق الآن؟

لأكون صادقة، لقد تعبت من الأمر كله. فكوني متزوجة من رجل مثليّ هو كوجودي في قفص مطلي بالذهب. منذ اكشافي للأمر، كنت دائماً في انتظار حدوث الفاجعة ولم أدرك حجمها إلا مع اتخاذ قراري بالرحيل. كان علي تقوية نفسي معنوياً لليوم الذي سيأتي فيه زوجي ويعترف بالأمر، أو ليوم سيطرق فيه الباب صديق حميم طال انتظاره.

حاولت التخمين عما إذا كانت أزمة منتصف العمر أم وفاة والديه هي ما ستخرجه من كتم سره. سألت نفسي كل يوم، هل أبقى أم أرحل؟

لكنني في الحقيقة لا أرغب في الطلاق – فقط أريد ألا أكون زوجته.

لو اختار زوجي الاعتراف بحقيقته أخيرا، أعرف أنني لن أكون محاطة بأي دعم وأنا أواجه الحياة وحدي، على الرغم من أنني   -كزوجي-  ضحية  لمجتمع متعصب.

سيرى الآخرون  قراري كنهاية  رحلة مؤلمة. أما بالنسبة لنا، هي فقط البداية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى