سياسةكل شيء عن

ترامب يُهدّد والقوات السورية تتأهب لضربة أمريكية وشيكة

القوات الحكومية وحلفاؤها في حالة تأهب بعد تهديد ترامب

أكدت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أنه بعد أقل من يوم، منذ هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضربة عسكرية وشيكة ضد سوريا، قال مراقبو الحرب هناك إن القوات الحكومية وحلفاءها في حالة تأهب واتخاذ إجراءات احترازية في القواعد العسكرية في جميع أنحاء البلاد وسط مخاوف من هجوم أمريكي مرتقب.

ويترقب العالم بحذر شديد تنفيذ ترامب تعهده برد سريع وقوي على ما يعتقد بأنه هجوم كيماوي في مدينة دوما السورية، ودفع “ثمن باهظ” لهذا الهجوم، إذ أشار ترامب إلى أنه يبحث الأمر مع القادة العسكريين وسيقرر من المسؤول عن الهجوم، سواء كانت الحكومة السورية أو روسيا أو إيران أو جميعها.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، أن روسيا ستتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي تقترح فيه أن يزور مفتشون دوليون موقع هجوم كيماوي مزعوم في دوما السورية، موضحا أن القرار سيقترح إرسال مفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتحقيق في الهجوم المزعوم.

جاء هذا، بعدما أعلنت، أمس، منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها تحقق في التقارير المتعلقة بوقوع هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية.

من جانبه، قال رئيس الجمعية الطبية الأمريكية السورية أحمد طارقجي إن المنظمة استقبلت مرضى يعانون من أعراض تشبه التعرض لغاز الكلور العالي التركيز منهم من تدهورت حالته بطريقة لا تتوافق مع التعرض لغاز الكلور الخام، مضيفا: “الأطباء متخوفون من احتمال تعرض المرضى لغاز أعصاب منخفض التركيز”.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن المختصين الروس لم يجدوا أثرا لهجوم كيماوي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بعد اتهامات من قبل المجتمع الدولي.

والإثنين، التقى أعضاء مجلس الأمن الـ15 في جلسة طارئة في نيويورك، لمناقشة الهجوم الكيماوي المفترض الذي وقع، السبت، في دوما، بناء على دعوة 9 أعضاء في المجلس لعقد هذه الجلسة بمبادرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وسبق الاجتماع اتهامات من واشنطن ودول غربية لموسكو بدور في الهجوم الكيماوي الذي شهدته دوما، ورد المندوب الروسي في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في الجلسة بالقول إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا تسعى للمواجهة مع روسيا في سوريا، واتهم الغرب بدعم “الإرهابيين”.

وأضاف نيبينزيا أن هناك تصعيدا غير مسبوق ضد روسيا، ودعا محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للتوجه إلى سوريا، الثلاثاء، قائلا إن القوات السورية والروسية سترافقهم إلى منطقة الهجوم الذي وصفه بالمزعوم، معتبرا أن “الإرهابيين هم من يملكون الأسلحة الكيماوية” في سوريا، محذرا من “تداعيات خطرة” إذا تعرضت سوريا لضربة عسكرية غربية.

من ناحيتها، اتهمت مندوبة الولايات المتحدة، نيكي هايلي، روسيا بعرقلة مجلس الأمن، مؤكدة أن واشنطن سترد بغض النظر عما سيترتب عن اجتماع مجلس الأمن، وأن الإيرانيين يقفون وراء أعمال قذرة في سوريا، وأن نظام الأسد يقف في وجه من يحاول الدخول إلى دوما.

كما قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة، فرانسوا دي لاتر، إنه لا يوجد شك في تورط النظام السوري في هجوم دوما، وأكدت مندوبة بريطانيا في الأمم المتحدة، كارن بيرس، أن لندن تؤمن بأن دمشق مسؤولة عن هجوم الكيماوي.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن بريطانيا تعمل مع حلفائها للاتفاق على رد مشترك على ما قيل إنه هجوم بغاز سام على دوما، متابعا: “إذا كان هناك دليل مؤكد واضح على استخدام أسلحة كيميائية، وكان هناك مقترح يمكن لبريطانيا أن تلعب فيه دورا مفيدا، فسندرس الخيارات (المتاحة)”، كما أدانت برلين “الهجوم الكيميائي” على مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وقالت إن الأدلة تشير إلى أن نظام الرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن الهجوم.

وفي السياق نفسه، اتهم الجيشان الروسي والسوري طائرات حربية إسرائيلية بتنفيذ ضربات على قاعدة “تيفور” الجوية باستخدام طائرات “إف15” أمريكية الصنع، حلقت فوق الأجواء اللبنانية وأطلقت ثمانية صواريخ، تم اعتراض خمسة منها بينما وصلت ثلاثة صواريخ إلى الهدف، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي شن الغارة لكن سبق لها كثيرا استهداف مواقع للجيش السوري خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن، غير أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن قاعدة طياس أو التيفور الجوية تستخدمها قوات من إيران وإن إسرائيل لن تقبل بمثل هذا الوجود الإيراني في سوريا.

وعلى الجانب الآخر، حذرت روسيا، الإثنين، من اتهام النظام السوري بتنفيذ هجوم كيميائي مزعوم على دوما، معلنة أنها لم تعثر أي أدلة على وجود هجوم بأسلحة كيميائية على دوما، بعد خروج المعارضة المسلحة منها ودخول قوات روسية، وقال الكرملين في بيان “لا يجب القفز إلى نتائج نهائية بوقوع هجوم كيميائي مشكوك فيه بدون وجود معلومات”.

وأبلغ مسؤولون أمريكيون “رويترز” أن واشنطن تدرس ردا عسكريا جماعيا على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام في سوريا، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية كأهداف محتملة.

ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون الذين تحدّثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم عن أي خطط، لكنهم أقروا بأن الخيارات العسكرية قيد التطوير، ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع (البنتاجون) والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة أو ما إذا كان العمل العسكري محتملا.

وساق خبراء بشأن الحرب السورية فرنسا وربما بريطانيا وحلفاء في الشرق الأوسط كشركاء محتملين في أي عملية عسكرية أمريكية، والتي ستستهدف منع أي استخدام للأسلحة الكيماوية مستقبلا في الحرب الأهلية الوحشية في سوريا.

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر في فبراير من أن باريس ستوجه ضربة لسوريا إذا انتهكت المعاهدات التي تحظر الأسلحة الكيماوية.

وتوقع الخبراء بأن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا، وأشاروا إلى ضربات محتملة لقواعد تشمل قاعدة الضمير الجوية، التي توجد بها الطائرات الهليكوبتر السورية من طراز مي-8 والتي ربطتها وسائل التواصل الاجتماعي بالضربة في دوما.

وأطلقت الولايات المتحدة صواريخ على قاعدة الشعيرات الجوية قبل عام ردا على مقتل عشرات المدنيين في هجوم بغاز السارين على بلدة تسيطر عليها المعارضة في سوريا، ولم تلحق هذه الهجمات الصاروخية ضررا يذكر بالقوات الحكومية السورية على المدى البعيد وأصبح موقف الأسد أقوى بسبب الدعم الإيراني والروسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى