مجتمع

تليجراف: “تحيّز” القاضي يلغي تعويضا بـ20 مليون إسترليني لزوجة الملك فهد السرية

تليجراف: “تحيز” القاضي يلغي تعويضا بـ20 مليون جنيه إسترليني لزوجة الملك فهد السرية

تيليجراف- جون بينجهام

ترجمة: محمد الصباغ

ألغي التعويض المقدر بعشرات الملايين لزوجة سرية لملك سعودي سابق، بعد طعن على الحكم اتهم القاضي الرئيسي في القضية بالتحيز.

قضت المحكمة في نوفمبر السابق بتعويض لفلسطينية المولد، جنان حرب، 68 عاما، قدره 20 مليون جنيه إسترليني نقدا وعقارات، بعدما زعمت أن أفراد من العائلة الملكية السعودية وعدوا بالدفع لها مقابل عدم حديثها عن العلاقة مع الملك فهد، المتوفى عام 2005.

قبل القاضي بالمحكمة العليا في لندن، بيتر سميث، بتأكيداتها أن الأمير عبد العزيز، الابن الأكبر للملك من زوجة أخرى، قد وافق على دفع تعويض لها خلال اجتماع بفندق دورت شيستر في يونيو عام 2003، حينما كان الملك الراحل في حالة صحية خطيرة.

ونفى الأمير هذه المزاعم بعد ذلك.

القاضي بيتر سميث

لكن محاميي الأمير مؤخرًا تقدموا باستئناف لإلغاء التعويض الذي لا يمكن تحمله.

وأعلن القضاة الثلاثاء أنهم قبلوا طعن الأمير وأقروا في حكمهم أن نهج القاضي السابق للوصول إلى الدليل كان ”غير مقبول في عدد واضح من الجوانب.“

لكنهم رفضوا مزاعم تحيز القاضي.

جاء ذلك بعد مزاعم بأن ”خطابا صادما“ كتبه القاضي ”بيتر سميث“ كشف عن ”تحيز محتمل“ ضد مجموعة بلاكستون القضائية، وهي الدوائر القانونية التي وفرت المحامين الممثلين للأمير السعودي.

أقر القضاة الثلاثة الذين نظروا الاستئناف بأن مزاعم السيدة ”حرب“ ضد الأمير سيتم النظر فيها أمام قاض مختلف بالمحكمة العليا.

وقال اللورد دايسون، أحد قضاة الاستئناف، إن المحكمة ”توصلت إلى أن نقاط ضعف في طريقة تعامل القاضي مع الأدلة في القضية، كانت خطيرة وبالتالي توجب قبول الطعن.“

وخلال جلسة الاستماع في الشهر الماضي، قال ممثل الأمير السعودي، اللورد جرابينر، إن القاضي فشل في تحليل الأدلة بشكل صحيح.

وتابع أن القاضي أيضا كتب ”خطابا صادما كشف فيه عن احتمالية تحيزه“ بسبب مقال نشر بإحدى الجرائد كتبه اللورد ”بانيك“ الذي مثل الأمير في مراحل متقدمة من القضية.

وانتقد اللورد ”بانيك“ في مقالته طريقة تعامل القاضي في قضية أخرى متعلقة بالخطوط الجوية البريطانية، وفيها أنقذ القاضي نفسه بعدما طلب معرفة ما حدث لأغراضه الشخصية في رحلته إلى بريطانيا قادما من فلورنسا بإيطاليا.

وفي رد فعله كتب القاضي في خطاب إلى أحد رؤساء ”بلاك ستون“ قائلا: ”المقال الذي تجاوز الحدود وكتبه بانيك سبب لي حزنا كبيرا ومشاكل كثيرة.“

وأضاف: ”لن أدعمكم مرة أخرى وليكن هذا واضحا لأعضائكم. لا أريد أن أتعاون مع من يتعاونون مع شخص مثل بانيك.“

جنان حرب

وقال اللورد ”جرابينر“ لقضاة الاستئناف إن الخطاب ”الصادم وغير المبرر“ كان دليلا واضحا على تحيز محتمل ضدهم وقد يؤثر ذلك على نتيجة وسير القضية.

وقال اللورد ”دايسون“ إن الطعن يعتمد على احتمالية وجود تحيز من جانب القاضي ضد الشركة التي توفر محامين للأمير، وبالتالي ضد الأمير نفسه.

وأضاف أن المحكمة ”في موقف محرج بسبب خطاب القاضي“، لكنه توصل إلى أنهم لم يتأكدوا من وجود احتمالية حقيقية لتحيز القاضي ضد الأمير.

كانت ”جنان حرب“ قد قالت خلال جلسات المحكمة إن عمرها كان 19 عاما حينما تزوجت الملك فهد في احتفال سري، وكان الزواج وفقا للشريعة الإسلامية في مارس 1968، في قصر الشرفية.

لكن أفراد من عائلة الملك عارضوا تلك العلاقة لأنها كانت تنتمي إلى عائلة مسيحية في فلسطين، ووفقا لحديثها فقد تم نفيها من السعودية عام 1970.

تزوجت مرة أخرى بالملك. وقالت للمحكمة أيضا إنه وعدها بالاهتمام بها طيلة حياته.

وقال ”ستيفن موريس“ الشريك في مكتب ”هاورد كينيدي“ للقانون، ويمثّل الأمير عبد العزيز: ”حكم المحكمة أكد على ثقة الأمير في عدالة واستقلال القرارا في المحاكم الإنجليزية.“

وتابع: ”تلك الثقة كانت قد قوضها القاضي بيتر سميث، وتتعارض جوانب رئيسية من هذا الحكم مع شهادات شفوية ومكتوبة للسيدة جنان حرب، ومع الوثائق والاحتمالات الممكنة.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى