سياسة

أسوشيتدبرس: حملة مصر ضد “داعش” أكثر حسما من حرب 73

أسوشتدبرس وتايمز أوف إسرائيل: أخبرنا مسؤولون مصريون أن قوات  خاصة عبرت إلى ليبيا لتدمير أي مضادات طائرات قبل الغارة المصرية 

اسوشيتدبرس  “حمزة هنداوي” ، وإضافات من تايمز أوف إسرائيل – ترجمة: محمد الصباغ

بدأت مصر محاولة طموحة لوضع نفسها في قلب المعركة ضد المتطرفين في الشرق الأوسط. وبجانب قتالها للمسلحين في شبه جزيرة سيناء، تحاول تنظيم تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وتساعد أيضاً المملكة العربية السعودية على حماية حدودها وذلك ضمن خطة بعيدة المدى، يقول عنها مسئول رسمي إنها ”تساوي أو أكثر حسماً“ من حرب 1973 ضد إسرائيل.

ويرجع التحالف العسكري المتنامي إلى الاعتقاد المشترك بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسسي و قادة الخليج بأنه يجب مواجهة التطرف على نطاق إقليمي.

ويرتكز الأمر على المصالح المتبادلة، فدول النفط الخليجية مثل السعودية والإمارات والكويت أعطت مصر حوالى 30 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد المنهار، فيما يقدم الجيش المصري القوة البشرية بجانب نظرائه الخليجيين.

و بهذا التحالف، تحاول مصر الدولة العربية الأكبر في عدد السكان، أن تسترجع دورها القيادي الذي فقدته في الأعوام الأخيرة. وكان السبب الأول هو تضاؤل نفوذها تحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك والسبب الثاني هو الأزمات التى أعقبت الإطاحة بمبارك في 2011.

تنتشر وحدة من القوات المصرية بالفعل على الحدود السعودية مع العراق للمساعدة في حمايتها من المقاتلين الجهاديين الذين نفذوا هجوما كبيرا عبر الحدود في بداية هذا العام، حسب مايقول  مسئولون عسكريون وأمنيون  مصريون.

وعلى جبهة أخرى، قالت الدول الخليجية إنها تدرس ما ستفعله في اليمن، حيث استولي الحوثيون الشيعة، المشكوك بشكل كبير بعلاقتهم مع إيران، على السلطة في العاصمة ويقاتلون لتوسيع أماكن سيطرتهم.

ويقول المسؤولون المطلعون على الخطط المصرية، إن مصر لديها بالفعل مستشارين عسكريين على الحدود السعودية اليمنية، ومهمتهم تتركز على تطوير التكتيكات العسكرية مع السعوديين إذا ما حدثت أعمال عدائية. وتحدث المسؤولون بشرط عدم ذكر أسمائهم، لأنهم غير مصرح لهم بالحديث عن الانتشار العسكري، لكنهم لم يذكروا حجم هذا الانتشار.

عادت خطط تكوين التحالف العسكري مع دول (السعودية و الإمارات و الكويت و من المحتمل الأردن) إلى مسارها مرة أخرى بعد فترة من التوقف حسب ما قاله مسؤولون، وظهر الآن كل من فرنسا وإيطاليا والجزائر كشركاء محتملين.

وتمول السعودية والإمارات شراء مصر لأسلحة بمليارات الدولارات، وشمل ذلك طائرات مقاتلة وقطع بحرية من فرنسا وروسيا. وتناقش مصر صفقة لشراء غواصتين من ألمانيا بحسب مسؤولين.

و تحاول مصر إقناع الغرب بفتح جبهة جديدة ضد الدولة الإسلامية وهذه المرة في ليبيا الجار الغربي لمصر. وتطالب بـ”دعم سياسي و مادي“ من أجل احتواء التهديد القادم من ليبيا.

كان السيسي قد دعا الثلاثاء الأمم المتحدة للموافقة على تحالف جديد لشن غارات جوية في ليبيا حيث أسس المتطرفون أول فرع كبير لهم خارج سوريا والعراق. وقال السيسي أيضاً في مقابلة إذاعية إن الدولة الإسلامية في ليبيا لا تهدد مصر فقط بل أوروبا أيضاً.

وقال الرئيس المصري الثلاثاء لـ”راديو أوروبا وان الفرنسي”: ”أريد القول إن الإنسانية سوف تحاسبنا إذا لم نقاتل الإرهاب ونحمي البشرية“.

وأبدت كل من فرنسا وإيطاليا استعدادهما وتشجيعهما لعمل دولي في ليبيا. وتقع الدولتان في مواجهة ليبيا على الجانب الآخر من المتوسط. ويعقد الأربعاء مجلس الأمن جلسة طارئة لمناقشة الأزمة الليبية.

وقد تهدد تلك الحملة المصرية الخليجية الحازمة القاهرة بالإنغماس في حروب متعددة قد تؤجج الصراعات الدائرة. ويقاتل الجيش المصري بضراوة في سيناء،على سبيل المثال، إلا أنه غير قادر على كبح جماح الجهاديين الذين أعلنوا ولائهم للدولة الإسلامية. ويعتقد أن أعدادهم بلغت عدة مئات أو أقل آلاف قليلة، مدججين بالأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا.

قد تسبب الضربات الجوية في ليبيا رداً قاسياً من المتطرفين في سيناء، الذين نفذوا في السابق تفجيرات كبيرة في القاهرة ومدن مصرية أخرى.

ويقول الصحفي السعودي البارز، عبد الله ناصر العتيبي: ”تريد الدول الخليجية من مصر أن تقف بجوارهم في كل الأزمات الموجودة في المنطقة“، وأضاف في جريدة “الحياة” الإثنين: ”يريدون رؤية مصر صاحبة الثقل الكبير بجوارهم بدون شرط لإنهاء الأزمة السورية. ويريدون أيضاً موقفا واضحا وبرجماتيا مع خطة فعلية للتدخل في اليمن وانقاذها من سيطرة الحوثيين، الذين يتلقون الأوامر من النظام الديني في طهران“.

في اليمن، بالفعل بدأت السعودية تسليح رجال القبائل لقتال الحوثيين. لكن قد يكون للسعوديين والمصريين رغبة في تدخل بري في الدولة الجبلية المليئة بالفوضى.

كتب عبد الله السناوي، القريب من المؤسسة العسكرية، إن البحرية المصرية قد تنتشر لو وجد أي تهديد لحركة الملاحة التى تدخل عبر البحر الأحمر أو تخرج منه. وتقع اليمن على أحد ضفتي المدخل الضيق للبحر الأحمر، الذي يعتبر المدخل الوحيد لقناة السويس من قارة آسيا.

وأضاف في مقاله بصحيفة “الشروق” الإثنين أن مصر لا تستطيع ”تحمل حرب طويلة بالخارج“ أو إلهاء القوات المسلحة عن القتال في سيناء.

واعترافاً بالقيود، قال المسئول الأمني إن مصر لا تفكر، على الأقل الآن، في تدخل بري في ليبيا، لكن تفضل شن هجمات جوية كما يفعل التحالف في سوريا والعراق. وقامت مصر بموجتين من الغارات الجوية على ليبيا الإثنين، وفي العام الماضي نفذت ضربات جوية على درجة كبيرة من السرية بالتعاون مع الإمارات واستهدفت الجماعات الليبية المسلحة.

وأضاف المسؤول أن القوات المصرية عبرت إلى ليبيا لفترة وجيزة يوم الإثنين للبحث عن مضادات للصواريخ محتملة وتدميرها، لأنها قد تهدد الطائرات الحربية العائدة من ليبيا.

يبدو أن مصر ستستمر في ضرباتها الجوية ضد الدولة الإسلامية في ليبيا، وتركز فيها على مخازن الأسلحة ومعسكرات التدريب، بحسب المسئولين. وأضافوا أنه كمرحلة ثانية من الحملة العسكرية قد تتدخل القوات الخاصة ضد أهداف كبيرة داخل الأراضي الليبية. وقال مسئول مصري كبير: ”هذه الحرب ستكون أكثر حسماً من حرب 1973″ في إشارة إلى أخر حروب مصر ضد إسرائيل عندما اقتحم الجنود المصريون المواقع الإسرائيلية الحصينة على طول الضفة الشرقية لقناة السويس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى