مجتمع

بنسبة 99%.. 2016 الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة

بنسبة 99%.. 2016 هي الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة

Scientificamerican – ndrea Thompson

ترجمة- محمد الصباغ

تتزايد الاحتمالات التي تشير إلى أن عام 2016 سيكون الأكثر ارتفاعًا في درجات الحرارة على الإطلاق مع استمرار شهر أبريل الماضي في تسجيل سلسلة مذهلة من درجات الحرارة المرتفعة.

كان أبريل الماضي هو الأكثر حرارة على الإطلاق وفقًا لوكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). أعلنت هذه البيانات هذا الأسبوع.

قبل الثورة الصناعية، كانت درجات الحرارة ترتفع وتقل بمعدل 1.5 درجات سيليزية. وهو الأمر الذي صار الخبراء الدوليون ينظرون إليه كهدف للحد من ارتفاع العالمي في درجات الحرارة.

كما تسببت القوة غير المتوقعة لظاهرة “النينو” في تعزيز ارتفاع درجات الحرارة في الأشهر الأخيرة، لكن السبب الرئيسي في هذا الارتفاع الأكبر منذ عقود هو الانبعاثات المستمرة منذ عقود والمسببة للاحتباس الحراري.

أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) يوم الأربعاء عن بيانات درجات الحرارة خلال شهر أبريل، مع ارتفاع 1.1 درجة سيليزية فوق المعدل الذي كان في القرن العشرين (13.7 درجة سليزيوس). وكانت أعلى حرارة سجلت في أبريل 2010 بفارق (0.3 درجات سيليزيوس).

وأظهرت بيانات وكالة ناسا أن هذا الشهر كان يعادل حجم الارتفاع في درجات الحرارة نفسه في الفترة من 1951 إلى 1980. تستخدم الوكالتان طرقا مختلفة في قياس درجة الحرارة العالمية ويكون الاختلاف بينهما طفيفًا، لكن يؤدي إلى اختلافات محتملة في درجات الحرارة نفسها خلال أي شهر أو سنة.

كلتا الوكالتين أظهرت أن درجات الحرارة العالمية انخفضت بشكل طفيف منذ الوصول إلى ذروتها في فبراير ومارس.

أعاد مركز المناخ تحليل بيانات درجات الحرارة خلال الأشهر الأخيرة، ووضع متوسطًا لأرقام وكالتي ناسا و”الوطنية للمحيطات”، وقارنها بالمعدلات العالمية في الأعوام بين 1881 و1910، وأظهر ذلك مدى ارتفاع  درجات الحرارة في فترات قريبة من عصر ما قبل الثورة الصناعية.

يشير التحليل إلى أنه حتى هذا العام، كانت درجات الحرارة خلال شهر أبريل مرتفعة عن المعدل الطبيعي بمقدار 1.45 درجة سيليزية. واتفقت الحكومات على الحد من الاحتباس الحراري في هذا القرن لتصل درجات الحرارة إلى زيادة أكبر من معدل ما قل قبل الثورة الصناعية بـ2 درجة سيليزية. كما يحاولون الوصول إلى هدف أكثر طموحًا وهو 1.5 درجات سيليزية، والتي تقترب منها درجات الحرارة حاليًا.

قال مايكل مان، عالم المناخ، بجامعة ولاية بنسلفانيا: ”الحقيقة هي أننا بمجرد اقترابنا من معدلات معينة شهريًا، فهذا في الواقع مؤشر على أننا قريبون من اجتيازها.“

وتابع أن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يتطلب جهدًا كبيرًا، ومثله بقية الغازات المسببة للاحتباس الحراري. معدلات ثاني أكسيد الكربون بمرصد “موانا لو” في هاواي، من المتوقع أن تزيد. وارتفع المعدل عما كان عليه قبل عصر الصناعة حيث كان 280 في المليون.

ومع استمرار ظاهرة النينو، تتراجع درجات الحرارة الشهرية بشكل بطيء، حيث ما زالت مرتفعة عما كانت عليه خلال العام الماضي. وبعيدًا عن بداية العام، هناك احتمال بنسبة 99% أن عام 2016 سيتفوق على سابقه في ارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لجافين سكيمدت، رئيس معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لوكالة ناسا، والذي يحتفظ ببيانات درجات الحرارة، ليصبح هذا العام هو الأعلى حرارة في تاريخ كوكبنا.

ولو حقق عام 2016 هذا الرقم، سيكون ثالث رقم قياسي خلال ثلاث سنوات متتالية.

ويبدو أن هذا الارتفاع المتتالي سينتهي هذا العام، حيث ستتبع ظاهرة النينو ظاهرة أخرى هي لانينا، ومن المتوقع أن يتسبب ذلك في تراجع درجات الحرارة العالمية.

لكن حتى سنوات “لا نينيا” في هذه الأيام أكثر حرارة من سنوات “النينيو” في العقود السابقة، وهي إشارة واضحة إلى مدى تسبب الإنسان في ارتفاع درجات الحرارة عالميا.

في الحقيقة، لم يشهد العالم أي انخفاض قياسي في درجة الحرارة منذ عام 1911.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى