منوعات

بعد 100 عام من تشريعه.. “التوقيت الصيفي” يخيّب آمال الأمريكيين

لم يحقق الهدف المنشود

المصدر: PBS

ترجمة وإعداد: رنا ياسر

يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحذو حذو المفوضية الأوروبية، إذ برزت أصوات تطالب بإلغاء التوقيت الصيفي، بعد أكثر من 100 عام على إقراره في أمريكا.

وفي الشتاء الماضي، مرر المشرّعون في ولاية فلوريدا “قانون حماية الشمس المشرقة”، الأمر الذي سيوفر ضوء النهار في الولاية.

وإذا وافقت الحكومة الفيدرالية على ذلك، فسيؤدي إلى تحريك التوقيت في ولاية فلوريدا إلى الشرق، ومواءمة المدن من جاكسونفيل إلى ميامي مع نوفا سكوتيا بدلاً من نيويورك وواشنطن العاصمة.

ويعتقد المشرعون في ولاية فلوريدا، أن إلغاء التوقيت الصيفي سيوفر مدخرات هائلة من الطاقة، وسيوفر أيضا المنتجات الزراعية التي يتم حصادها قبل ندى صباح وسيقلل هذا الإجراء إجهاد العين بالنسبة للمزارعين.

ووجدت دراسات أن الأمريكيين يستخدمون المزيد من الكهرباء المحلية عند العمل بالتوقيت الصيفي، علاوة على ذلك، حتى في حالة إيقاف تشغيل التليفزيون يذهب الأمريكيون إلى الحدائق أو المراكز التجارية في ضوء الشمس المسائي بسياراتهم، الأمر الذي يزيد من استهلاك البنزين، وهو بديل خادع لسياسة الحفاظ على الطاقة الحقيقية.

ويرى معارضون أن فكرة المشرعين في فلوريدا قد تفشل خاصة في ديسمبر ويناير، إذ تشرق الشمس في تمام الساعة 8 صباحًا تقريبًا.

وقبل شهر من الموافقة على قانون “حماية الشمس” تلقى ثمانية أطفال حتفهم في حوادث المرور في فلوريدا، وعزت متحدثة باسم إدارة التعليم في فلوريدا ستا من هذه الوفيات مباشرة إلى الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة في الظلام.

الجدير بالذكر أن المفوضية الأوروبية وافقت في أغسطس الماضي على مقترح، يقضي مضمونه بتغيير التوقيت في الشتاء والصيف والإبقاء على نظام توقيت موحد داخل الدول الأعضاء.

ووجد الاتحاد الأوروبي في التسعينيات نظاما يلزم الدول الأعضاء بتقديم التوقيت ساعة في يوم الأحد الأخير من مارس وتأخيره ساعة في الأحد الأخير من أكتوبر، ورفض المتحدث باسم المفوضية إنريكو بريفيو التكهن بكيفية تعامل المفوضية مع الطلب الفنلندي قائلا “هذه قضية معقدة”.

وكان الأميركي بنجامين فرانكلين أول من طرح فكرة التوقيت الصيفي في عام 1784، إلا أنها قوبلت بالتهكم. ونشر فرانكلين، خلال فترة عمله كمبعوثٍ أميركيّ في فرنسا، رسالة باسمٍ مجهولٍ تقترح أن يقتصد الباريسيُّون في استخدام الشموع بالاستيقاظ المبكّر للاستفادة من ضوء شمس الصباح.

واقترحت على إثر هذا التهكم حلول عدة لتلك المشكلة، منها سن ضرائب على إقفال النوافذ لمنع دخول ضوء الشمس، وتقنين استخدام الشموع، وإيقاظ الناس بقرع أجراس الكنائس وإطلاق المدافع عند الشروق. الجدير ذكره أن فرانكلين لم يقترح التوقيت الصيفي، فأوروبا القرن الثامن عشر لم تكن تعتمد على جداول زمنيًّةٍ دقيقة كما هي اليوم.

هناك دول عربية عديدة لا تتبع التوقيت الصيفي، وفي البلدان العربية التي تتبعه ليست مواعيد بداية تطبيقه ونهايته ثابتة، وقد تتغير من سنة إلى أخرى حسب الظروف الزمنية، مثل حلول شهر رمضان أو ضرورة خاصة لتوفير الطاقة في سنة معينة. تشير القواعد الواردة في القائمة التالية إلى المواعيد العادية في الدول العربية التي تتبع التوقيت الصيفي:

لبنان – سوريا – فلسطين: من الأحد الأخير في مارس حتى الأحد الأخير في أكتوبر.

المغرب: من أول أحد في مايو إلى 27  أكتوبر.

وجرى إلغاء العمل بالتوقيت الصيفي في العراق عام 2008، وفي مصر ألغي العمل به في 20 أبريل 2011. ثم تكرر إعادة العمل بالتوقيت الصيفي مرة أخرى من قبيل انتخابات رئاسة الجمهورية بتاريخ 7 مايو 2014 وذلك اضطرارياً بسبب أزمة الطاقة المتكررة وانقطاع التيار الكهربي، قبل أن يُلغى نهائيا مرة أخرى منذ 2015.

وفي الأردن تم العودة لاستعمال التوقيت الشتوي في ليلة 19-20 من شهر ديسمبر لعام 2013.

وفي تونس جرى العمل بهذا النظام به بين عامي 2005 و2008، وكان يبدأ في الأحد الأخير من شهر مارس ويستمر حتى الأحد الأخير في أكتوبر، وفي ليبيا أُعيد العمل بالتوقيت الشتوي بدءا من نوفمبر عام 2012 حتى كتوبر من عام 2013.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى