ترجماتسياسة

بعد فوزه الساحق.. هذه التحديات تنتظر بوتين في ولايته الرابعة

“CNBC” الأمريكية: بوتين لا يمكنه حُكم روسيا بطريقته القديمة

ترجمة: ماري مراد

المصدر: CNBC

حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارا ساحقا جديدا، في الانتخابات الرئاسية يوم الأحد، كما كان متوقعا، وسط اتهامات بمخالفات في التصويت، لكن هناك محللين يتوقعون أن يواجه بوتين ضغوطا متزايدة من أجل تفعيل الإصلاحات واستعادة جيل الشباب الذي يشعر بخيبة أمل متزايدة.

وحصد بوتين نسبة 76.6% من الاصوات، وفقا لما ذكرته لجنة الانتخابات المركزية الروسية اليوم الإثنين، إذ بلغت نسبة الإقبال 67.4%، أي أعلى من نسبة 65.2% المسجلة عام 2012.

ومع بدء ولايته الرابعة كرئيس، يصبح بوتين ثاني أطول زعيم حاكم في روسيا، بعد جوزيف ستالين، الذي قاد البلاد لما يقرب من 30 عامًا، ورغم هذا، أكد موقع شبكة “CNBC” الأمريكية، أن فوز الرئيس الروسي يأتي وسط تصاعد خيبة الأمل، لا سيما بين الشباب حول قيادته ونقص التعددية السياسية في روسيا.

الإنصات لدعوات التغيير

ومن جانبه، أوضح ألكسندر راهر، المحلل السياسي في المنتدى الروسي الألماني للشبكة، الإثنين، أن الانتخابات “تصويت روسي نموذجي”، لكنه أضاف أنه رغم التصويت الضخم لصالحه، سيكون على بوتين الاستماع إلى الدعوات المتزايدة من أجل التغيير ولا سيما من الشباب.

وقال: “أعتقد أنه على بوتين أن يتغير، وهذا ما يقوله جميع المحللين. هو لا يمكنه حكم البلاد مثل الماضي، هو يفهم أن الشباب معترضون والكثير من الأشخاص يريدون مزيد من الإصلاحات، وعليه أن يفتح البلاد، فدعونا نرى كيف تتطور الأمور”.

أما أندرو وود، زميل مشارك في برنامج روسيا ويوروآسيا في مؤسسة “شاثام هاوس” للأبحاث، فيرى أن بوتين لم يجلب “أي شيء جديد” إلى روسيا، إذ قال: “من المثير للاهتمام أن بوتين يتحدث عن الترشح مرة تلو الأخرى، لكن ربع قرن في المنصب فترة طويلة للغاية، لم يكن لديه أي جديد ليقدمه في هذه الانتخابات، فهو سيواصل مقاومة الحاجة إلى الإصلاح الاقتصادي في روسيا لأن ذلك سيشمل المساءلة الصحيحة، ونظام محاكم مناسب، وصحافة لائقة، وكل تلك الأشياء التي تشكل الدولة الحقيقة”.

وفوز عميل مؤسسة الاستخبارات “كيه جي بي” يعني استمراره في السلطة على الأقل حتى عام 2024.

وفي حديثه بعد تأكيد فوزه، لم يستبعد الزعيم القوي الإصلاح الدستوري من أجل الترشح للرئاسة مرة أخرى، وفي الوقت الحالي تسمح روسيا للرؤساء بالترشح لفترتين فقط على التوالي، وفي عام 2012 تم تمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات.

وقال بوتين: “في هذه اللحظة ليس لدي خطط لتنفيذ أي إصلاح دستوري. لقد قلت بالفعل أنني أفكر في ذلك، ولكنني سأبدأ التفكير بشكل جاد من اليوم لأنني في حاجة إلى انتظار نتائج الانتخابات، لكن جميع التغييرات سيعلن عنها بعد الانتخابات”.

وبحسب “رويترز”، أفادت تقارير بحدوث مخالفات انتخابية في أجزاء من روسيا، لكن اللجنة الانتخابية قالت إنها لم تسجل “شكاوى مهمة بشأن الانتهاكات” حتى الآن، والمخالفات التي جرت في الانتخابات نصف التي وقعت في 2012.

فساد الانتخابات

 علاوة على ذلك، كان خصوم بوتين السبعة في وضع سيء، فحصل أقرب منافسيه “بافل جرودينين” من الحزب الشيوعي، على أقل من 12% من الأصوات في حين حصل مرشحون آخرون على أقل من هذا بكثير.

وقد منع أليكسي نافالني، أبرز المنافسين لبوتين وربما الذي كان التهديد الخطير الوحيد لسلطته، من الترشح للرئاسة بعد إدانته بتهمة الاحتيال، وهي تهمة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها ذات دوافع سياسية.

وقبل انتخابات عام 2018 ، قاد نافالني الاحتجاجات ضد بوتين ودعا الروس إلى مقاطعة الانتخابات، قائلا إن العملية الانتخابية كانت فاسدة.

وفي تصريح له بعد الانتخابات، ذكر مرشح الحزب الشيوعي بافل جرودينين أن نافالني كان على حق فيما يتعلق بفساد الانتخابات، وقال: “نحن فهمنا جيدا ولسوء الحظ أن نافالني كان على حق وكانت هناك إمكانية للتصويت مرتين وثلاث مرات. ورأينا مثل هذه الحالات في منطقة موسكو. من الواضح أن فرز الأصوات وجميع إجراءات الانتخابات كانت غير عادلة”.

وانتشرت فيديوهات عبر “تويتر” تظهر مخالفات في العملية الانتخابية، مثل حجب كاميرات مراكز الاقتراع، ونشر نافالني فيديو مشابه وأعرب عن رفضه لنتائج الانتخابات لأنها كانت مثلما توقع، لكنه لم يدع حتى الآن إلى التظاهر.

تفتت المعارضة

وفيما يتعلق بالمعارضة، لاحظ محللون أنها بقيت مفككة جدا لتحدي بوتين على نحو فعال، وأشار أحدهم إلى أنها المعارضة كانت أكثر انقسامًا من أي وقت مضى.

“أتوقع أن يبدأ نافالني بعض أنواع الاحتجاج، لكن مجددا المشكلة هي تلك التي نراها في كل انتخابات روسية، وهي أن القوى الليبرالية لا تريد الاتحاد” هذا ما أكده راهر، مضيفا: “كان هناك 3 أو 4 سياسيين يمكن أن يتحدوا ليكونوا قوة واحدة وبالتالي يكون لديهم فرصة، لكن كل سياسي ليبرالي يريد الترشح بنفسه، هذه المشكلة”.

وفي السياق نفسه، لفتت أوتيليا داهد، نائب الرئيس في شركة تينو هولدينجز، إلى أن أحد الآثار المهمة للانتخابات كان “انهيار التعاون الناشئ داخل حركة المعارضة”.

وأردفت قائلة: “اشتبكت المرشحة المناهضة للكرملين كسينيا سوبتشاك على الهواء مباشرة مع زعيم المعارضة ألكسي نافالني الذي رفض عرضها للتعاون واتهمها ببيع نفسها للكرملين”.

بحسب التقرير، فوز بوتين السحق كان متوقعا على نطاق واسع لدرجة أن رد فعل الأسواق المالية كان ضعيفا، فبالكاد تحرك الروبل مقابل الدولار، وكان اقتصاديون، بمن فيهم نيل شيرينج من “كابيتال إيكونوميكس”، قد توقعوا استجابة صامتة.

وقال شيرنيج، مساء الأحد: “نتيجة الانتخابات لن تكون مفاجأة لأحد، ونتيجة لذلك من غير المرجح أن يكون لها أي تأثير على الأسواق المالية المحلية، حينما يتم فتحها (الإثنين)”، مضيفا: “عدم الاستقرار المدني في أعقاب انتخابات 2012 أثار بعض التقلبات في الأسواق الروسية لكن من غير المرجح تكرار هذا حاليا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى