اقتصادمجتمع

كيف يساعد رجل واحد مليار شخص حول العالم؟

ماناف أسس مشروعه “مليون من اجل مليار” ويحاول مساعدة العديد من المجتمعات المحرومة في الدول النامية

فوربس – بريان راشد – ترجمة: محمد الصباغ

يساعد ماناف سابود مليار شخص في التحكم الكامل بمصائرهم. وفي منظمته “مليون من أجل مليار” (1M1B)، سيتم تدريب مليون شاب من أجل خلق فرص عمل لمليار شخص. وتركز (1M1B) على الشباب والنساء الذين تتراوح أعمارهم من  18إلى 25 عاماً في الأماكن الأكثر نقصاً في الخدمات حول العالم. يسافر ماناف إلى كل أرجاء العالم لتدريب المشاركين على مهارات الكمبيوتر والاتصالات والمحاسبة والتمويل.

كما يشرف على ربط المتدربين بمرشدين قادرين على الوصول لموارد أكثر، وبالتالي يساعدونهم على تحقيق رؤية أفضل.  ويساعدونهم على تصور وتخيل أمور لم يروها من قبل باعتبارها ممكنة.  يدعمهم ماناف من أجل التفكر في سبب وجودهم على الأرض، ثم تأسيس عمل أو الحصول على وظيفة. وبحلول عام 2020، سوف يصل ماناف إلى مليار شخص. كان الحديث مع ماناف أكثر من ملهم.

لا تترك عملك: عمل ماناف لشركة إنتل لخمس سنوات كمسؤول دعم تقني في برنامج التدريب الهندي. وبعد تلك السنوات، كان على استعداد لترك العمل وبداية مشروع (1M1B). تحدث ماناف بصراحة ووضوح مع مديره حول رغبته. وأحب مديره ما فكر فيه ثم خلق برنامجاً عبر إنتل لإخراج تلك الفكرة إلى الضوء. ثم انعكست آثارها على الناس حول العالم.

نفكر في مرات كثيرة أن نترك وظائفنا من أجل مشروعنا الحلم، لكن هذا غير صحيح. فأنت بكل بساطة على بعد محادثة واحدة (مع مديرك) من الحصول على وظيفتك وراتبك الحلم في نفس الوقت. قبل أنت تترك وظيفتك الحالية، دوّن رؤيتك ومشروعك، ثم اسأل مديرك او رئيسك حول كيفية القيام بذلك سوياً. فالبحث عن وظيفة أمر مرهق. والأكثر إرهاقاً هو أن تبدأ شركة من الصفر. تجنب الإرهاق. تحدث إلى مديرك، ولا تخشاه. قضى ماناف السنوات الخمس التالية لحديثه مع مديره كمدير دولي لإدارة المشروعات والمؤسسات في شركة إنتل وحصل على راتب أكبر، ووصل أيضا إلى أشخاص أكثر. لقد قام بعمل جيد.

كن على استعداد للموت من أجل ما تؤمن به: قد يبدو ذلك تشدداً، لكن سمعت بذلك مرات قليلة من مفكرين كبار. بدأ ماناف مشروعاً في مصر وكان جاهزاً لتسليمه. وقبل أسبوع من مغادرته لمصر، بدأ الربيع العربي وتم تأجيل المشروع لستة أشهر. وبعد ستة اشهر، سمحت الحكومة المصرية لماناف بالحضور، لكن أتته تحذيرات بالسفر إلى هناك. رفض مدرب ماناف السفر. كان الأمر خطير جداً، ومع ذلك ذهب ماناف. كانت المدرسة على بعد عدة بنايات من ميدان التحرير. رأى ماناف أن هذا هو الوقت لإظهار أن العقول والمشروعات الصغيرة تستطيع أن تحلّ محل الأسلحة والكراهية. ذهب إلى مصر، وكان تدريباً قوياً، ثم عاد إلى بلاده بأمان. آمن ماناف بعمله ورسالته كثيراً لدرجة أنه كان من الممكن أن يموت من أجلها، حرفياً.

أظهر ماناف للناس العالم الذي لم يتخيلونه من قبل. معظم الأشخاص في العالم لا يعرفون شيئاً عن الفرص المتاحة أمامهم. عندما تأتي من شركة عالمية كبيرة مثل إنتل أو تعيش في مكان مثل “سيليكون فالي” (أهم منطقة لشركات التكنولوجيا في أمريكا)، فأنت تفترض أن العالم كله يسير بنفس الطريقة. هذا غير صحيح. يحب ماناف التدريب حول العالم لأنه يجعل طلابه يرون حياة لم يعرفوا أنها ممكنة. يطلب منهم التفكير فيما يهتمون به، لماذا هم هنا، وكيف يحلّون المشكلات الحقيقية في مجتمعاتهم. ثم يقدم لهم كيفية تحويل ذلك إلى عمل أو مشروع. تبدأ الأفكار في التوهج. في تونس، ولبنان، والهند وكوستاريكا. تبدأ في إدراك شئ جديد ومشروع تجاري جديد، إنه أمر جيد.

بناء موارد متعددة للدخل. أتحدث عن ذلك دائماً، وكل من أتحدث معه يؤكد من جديد على ذلك. عندما ترك ماناف شركة انتل في يناير من أجل البدء في مشروعه (1M1B)، والتفرغ له بشكل كامل، أدرك أنه في حاجة إلى بناء موارد دخل إضافية. قام باستشارت لعدة شركات، وعمل بدوام جزئي لجامعات أمريكية قليلة. دائماً ما فكر في تنويع مصادر دخله أثناء بناء مشروعه. فلو اعتمدت على مصدر دخل واحد فأنت في مأزق.

عقود الرعاية شئ رئيسي. يعيد ماناف الكثير من نجاحات مشروعه إلى رعاته. يعمل مع ماكنزي الذي يهتم بتنمية المواهب في كل من الولايات المتحدة والهند. بسبب هذه الشراكة كان هناك قدرة على خلق نظام متابعة يركز على مجال الرعاية الصحية في الهند. سمح للشباب ذوي المهارت القليلة بالتواصل مع مشرفين من نفس مرحلتهم العمرية لتعليمهم ما هم في حاجة إليه للحصول سريعاً على فرصة عمل بدوام كامل. يؤدي ذلك إلى الصداقة، والثقة والتوظيف. بالنسبة للكثير من هؤلاء الأطفال، فهذا البرنامج هو سبيلهم الوحيد للخروج من الفقر.

كما شارك ماناف في أجزاء من مشروعه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية  (UN-Habitat). ويعود الفضل في تلك الشراكة إلى رافي كاركارا، وساعدت الشباب على خلق مشاريعهم الصغيرة التي تتماشى مع طموحهم. كما يتم عرض أعمالهم بالأمم المتحدة في الشرق الأوسط في منتصف أكتوبر.

عندما تحاول البحث عن رعاة، فكر فيما يهتمون به. هم بشر، فكر في إيجاد أرض مشتركة للتعاون.

كن إنسانا: لم يمثل ماناف أي شىء للمجتمعات المحرومة في الهند والكاريبي أو أغلب أجزاء العالم عندما كان مسؤولا تنفيذيا في إنتل. الأشخاص الذين تخدمهم يريدون معرفة أنك مهتم بذلك. وأنك تفعل لذلك للأسباب الصحيحة. يريدون التأكد من أنك تعمل من أجلهم. أظهر لهم أنك تهتم، دعك من الألقاب، ولا تكن جادا طوال الوقت.

أنا أريد أن اكون جزء من المستقبل، ويريد ماناف أيضا أن يكون جزء من المستقبل. الفتاة البالغ عمرها 18 عاماً من نيودلهي تريد أن تكون جزء من المستقبل. الشاب البالغ 24عاماً، من الدومينيكان يريد أن يكون جزء من المستقبل. يريدون مستقبلا حيويا يتماشى مع الرؤية والحلول. مستقبل متفتح ومثير ومتاح في نفس الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى