أخبار

بعد السعادة والتسامح.. “اللا مستحيل” أحدث وزارة في حكومة الإمارات

"اللا مستحيل".. وزارة بدون وزير

الإمارات اليوم – زحمة

ما زالت دولة الإمارات تفاجئ العالم باستحداث وزارات غريبة لم نسمع بها من قبل منذ اخترع الإنسان القوانين والعقد الاجتماعي وتشكيل الدول.

ولم يذكر التاريخ مثلا أن قامت حكومة بتأسيس وزارة مسؤولة عن سعادة المواطنين وتسامحهم كما حدث في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم إنشاء وزارة للتسامح وأخرى للسعادة في عام 2016، ويسمّى الوزير في تلك الوزارات وزير دولة للسعادة ووزير الدولة للتسامح، ومن أهم مهام هؤلاء الوزراء مواءمة كل خطط دولة الإمارات العربية المتحدة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع والتسامح في ما بينهم. استحدثت هذه المناصب في 8 فبراير 2016، وأول وزيرة شغلت منصب وزير السعادة هي عهود خلفان الرومي، وأول وزير للتسامح هي لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي.

كان الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي، أعلن عن إطار منظومة عمل جديدة ضمن حكومة الإمارات، أطلق عليها “وزارة اللا مستحيل”، موضحا أنها تعد وزارة غير تقليدية، وسوف تعمل دون وزير على أن يكون طاقمها من أعضاء مجلس الوزراء، في ضوء ملفات وطنية مهمة وبناء أنظمة حكومية جديدة للمستقبل.

وتعد المبادرة حكومية غير مسبوقة عالميا، من خلال وزارة تتبنى منظومة عمل افتراضية غير تقليدية، ستعمل على إعادة هندسة المنظومات الحكومية والسلوكيات المجتمعية والتفكير الاستباقي من خلال توليها ملفات وطنية مهمة.

ووجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالبدء بالعمل على عدد من ملفات المهام المتعلقة بعمل وزارة “اللا مستحيل” في مرحلة أولى تشمل كلا من: إدارة الخدمات الاستباقية، وإدارة المكافآت السلوكية، وإدارة اكتشاف المهارات، وإدارة منصة المشتريات الحكومية.

وتمثل وزارة “اللا مستحيل” الجيل القادم من الممارسات الحكومية وتعمل على ملفات وطنية مهمة تتطلب معالجات سريعة وجريئة وقرارات فاعلة، وتتضمن مهامها تطوير حلول استباقية وجذرية لمواضيع معينة ضمن فترة زمنية محددة، وتضم فرق عمل بمهام مشتركة من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والأفراد ويتم تغيير تشكيلاتها حسب الملفات المطروحة على أجندة العمل.

“اللا مستحيل” الجيل القادم للممارسات الحكومية

ويقوم مفهوم “اللا مستحيل” على إعادة تصميم مفهوم الحكومة من خلال تأسيس منصة للتغيير الجذري في منظومة العمل الحكومي، لتطوير حلول للتحديات الصعبة عبر تبني نماذج عمل جديدة ومبتكرة وآلية فكر تدعم ثقافة المخاطر المدروسة، بما يحسن حياة المجتمع ويقدم للعالم نموذجا جديدا للجيل القادم من الممارسات الحكومية.

وقال محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، إن وزارة “اللا مستحيل” لا تأتي من فراغ ولا تؤسس لمفهوم جديد بالمطلق، فدولة الإمارات عانقت ثقافة اللا مستحيل منذ قيامها كمشروع وحدوي وتنموي هو الأقوى والأكثر تقدما، وكمنظومة عمل وبناء هي الأكثر ابتكارا وتطورا في المنطقة، وكفكر مستقبلي هو الأكثر استشرافا واستباقية، مضيفا: “القيادة الإماراتية حرصت دوماً على غرس مفهوم اللا مستحيل في الوعي الإماراتي، في ميادين العمل والحياة، وسخَّرت كل الإمكانات والموارد والطاقات والأهم الإرادة الواعية والمخلصة لجعل اللاممكن ممكناً”.

وتابع القرقاوي: “لطالما أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يقف أمام الطموحات والتطلعات اللا محدودة لدولتنا الفتية، وأن المستحيل كلمة غير موجودة في قاموس الإمارات، قيادة وشعباً”.

وأكد أن “وزارة اللا مستحيل ستكون معنية بالتصدي للملفات الحكومية العاجلة من خلال العمل على إيجاد حلول جذرية واستباقية لعدد من التحديات الملحة بما يكفل الارتقاء بكل الخدمات والإجراءات الحكومية وبناء أرضية عمل استشرافية تمكننا من رصد الاحتياجات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية أولا بأول وتوفيرها حتى قبل الطلب”.

وذكر القرقاوي أن “وزارة اللا مستحيل ستعمل بالشراكة مع كل الوزارات والجهات الحكومية والخاصة في الدولة للتصدي لأبرز الملفات الملحة، والعمل في إطار تنسيقي تام لتحقيق المستهدفات والنتائج وفق جدول زمني محدد”.

عمل “اللا مستحيل”

ويتضمن نطاق عمل “اللا مستحيل” المخاطر المدروسة، والتغيير الجذري في أنظمة العمل، وتجربة واختبار أساليب جديدة في طريقة العمل الحكومي، بينما تشمل معايير اختيار ملفات المهام الخاصة بهذه المبادرة الحكومية الفريدة، أن تكون المهمة تغيرّ الأنظمة بشكل جذري، وتحسّن حياة الناس بطريقة ملموسة، وذات علاقة بالعمل الحكومي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى