سياسة

بعد الحظر الالكتروني: قصة راكب حاول التسلل بـ”تابلت” إلى الطائرة

مراسل “تليجراف” يجرب دخول الطائرة حاملًا جهاز الكتروني

Raf Sanchez at Istanbul's Sabiha Gökçen airport

تليجراف: راف سانشيز

ترجمة: سلمى خطاب

آلاف المسافرون أجبروا على ترك أجهزتهم الالكترونية “الآي باد وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والشاشات اللوحية” في حقائب سفرهم أمس السبت بعدما بدأ تطبيق الحظر البريطاني الذي يمنع حمل الأجهزة الالكترونية داخل الطائرات القادمة من ستة بلدان مسلمة.

وتطبق السياسية الجديدة بناء على تحذيرات من المخابرات بأن تنظيم القاعدة يحاول زرع متفجرات داخل الأجهزة الالكترونية، ورغم أن القرار أحبط العديد من رجال الأعمال والمسافرين ممن سيقضون رحلات طويلة بدون أي وسيلة للترفيه، إلا أن تطبيقه بدا سلسًا.

حاولت “تليجراف” اختبار الحظر من خلال محاولة إحضار “تابلت” على طائرة قادمة إلي المملكة المتحدة من تركيا، لكننا وجدنا أن السياسة الجديدة تطبق بقوة، حيث اكتشفت قوات الأمن التركية الجهاز سريعًا.

ويشمل الحظر البريطاني تركيا، والمملكة العربية السعودية، والأردن، ولبنان، ومصر وتونس، بينما يشمل حظر الولايات المتحدة الأمريكية الذي بدأ تطبيقه منذ يوم السبت تركيا ومصر والأردن والمغرب والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات.

السياح البريطانيون الذين سافروا في رحلات منخفضة التكلفة على خطوط  بيجاسوس للطيران وقفوا صباح يوم السبت في مطار صبيحة جوكشن التركي، وكانوا أول من واجهوا الحظر الذي يمنع حمل أي أجهزة الكترونية غير الهاتف المحمول في حقائب اليد على الطائرة.

وقال مالكوم ساندرز 58 عامًا، والذي أجبر على وضع عدد من “الآي باد” في حقيبته التي ستشحن، “هذا سخيف، هذا مثل “قمامة ترامب” الذي  منع الناس من عدة دول من الدخول إلي الولايات المتحدة”، وأضاف “إنهم لا يهتمون بأن لا يجد السياح شيئا يفعلونه طوال الرحلات الطويلة،  كما أنهم لا يهتمون بالناس في الشرق الأوسط، لكنهم لا يستطيعون تطبيق ذلك على الرحلات الأوربية، لأن رجال الأعمال سيستشيطون غضبًا”.

electronics ban

 ديان هاردي والتي تعمل في إدارة الممتلكات، قالت أنها قلقة للغاية على كاميرات وأجهزة لوحية باهظة الثمن، من أن تُسرق أو تُحطم خلال الرحلة، وأضافت “وضعت كل متعلقاتي في خزائن الأمتعة، وأشعر بالقلق الشديد أن تتحطم ، خاصة بعد ما رأيت كيف يتعامل عمال المطار مع الحقائب، يلقونها فقط على العربات”.

وتساءل أحد الركاب “لماذا منعوا حمل الأجهزة الالكترونية داخل الطائرة، بينما سمحوا بها في مخزن الأمتعة، ألا يمكن للقنبلة أن تنفجر هناك وتدمر الطائرة أيضًا”.

بينما قال آخرون أن حظر الأجهزة ما هو إلا ثمنًا قليلًا يمكنهم دفعه للحفاظ على سلامتهم وسلامة الطائرة، حيث قالت سو بوم إحدى الراكبات، “إن هذا مزعج قليلًا، لكن لا بأس به إذا كان سيبقينا آمنين “

وفي محاولة للتخفيف من تأثير قرار الحظر على الركاب، سمحت الخطوط الجوية الإماراتية والتركية للركاب بأن يحتفظوا بأجهزتهم الالكترونية حتى بوابة الصعود إلي الطائرة، ومن ثم يسلمونها لطاقم الطائرة، والذي يضعها في خزانة الأمتعة.

وواجهت “التليجراف” ثلاثة فحوصات أمنية في مطار صبيحة جوكشن التركي، الأول كان عند مدخل المطار، والثانية بعد الدخول، والثالث كان عند بوابة الصعود للطائرة، وحدد عمال الأمن تابليت صغير بداخل الحقيبة، فأخرجوه ونقلوه إلي خزانة الأمتعة.

واستقبلت تركيا وضع مطاراتها ضمن قرار الحظر بغضب شديد، وقالت أن مطارتها لديها نظام أمني مطور، كما من المرجح أن يشهد مطار دبي اضطرابات عديدة، لأنه أحد أكبر المطارات الدولية ازدحامًا، كما أنه البوابة الرئيسية لدولة الإمارات، ومركز السفر الرئيسي للكثير من رجال الأعمال الذين يطيرون إلي أمريكا من الشرق الأوسط وآسيا.

واعتبرت الإمارات التي يخرج منها 18 رحلة يوميًا إلي الولايات المتحدة القرار، “معطلًا ويشكل تحدي من الناحية العملية”.

وقال محللون في الخطوط الجوية، أن هذا القرار من شأنه دعم المطارات الأوربية، التي ستعمل على إغراء المسافرين حول العالم بقدرتهم على السفر في رحلاتهم الطويلة إلي الولايات المتحدة، بينما يحتفظون بأجهزتهم الالكترونية.

ومن المتوقع أن تصدر كل  من كندا وفرنسا قرارات بحظر الأجهزة الالكترونية أيضًا.

وقالت وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة “منظمة الطيران المدني الدولي”، أن لكل دولة الحق في تحقيق التوازن بين الاعتبارات الأمنية ومصلحة الركاب، لكنها حذرت من وضع الأجهزة الالكترونية في خزائن الأمتعة، من الممكن أن ينتج عنه حرائق يصعب التعامل معها، كنتيجة لانفجار بطاريات الليثيوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى