اقتصاد

بعد أزمة خاشقجي.. كيف يمكن للسعودية أن تضرّ بالاقتصاد العالمي؟

30 إجراء للضغط تدرسها الرياض.. وتأثيرات عالمية على أسعار الوقود والسلع

المصدر: Theguardian

ترجمة: هبة حامد

شهدت العلاقات الأمريكية السعودية توترًا واضحًا بعد أزمة اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي، فبينما تضغط أمريكا على السعودية وتهدد باتخاذ عقوبات اقتصادية واضحة ضدها، رفض الجانب السعودي أيّ تهديدات أو محاولات للنيل منه، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية، وذلك وفق لما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن مصدر سعودي مسؤول.

إلا أنه، وفق تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، في حال تصاعد التوتر بين الجانبين فإن السعودية تمتلك مجموعة من المقومات التي تجعل لها يدا قوية، ففضلا عن أنها تحتلّ موقعا متميزا جغرافيا واقتصاديا، فهي تمتلك احتياطيا ضخما من النفط، حيث تشير المملكة العربية السعودية إلى أنها تمتلك نحو 260 مليار برميل، لم يتم استخراجها بعد، لتكون هي أكبر مصدّر للنفط في العالم بضخها ما يقرب من 7 ملايين برميل في اليوم الواحد، وهو الأمر الذي يقوّي موقفها ويزيد من نفوذها نظرًا لإمكانيتها السيطرة على السعر.

ويقول المدير العام للقناة السعودية الرسمية، تركي الدخيل، محاولًا توضيح ما يمكن أن يحدث مستقبلًا من ضغوط سعودية اقتصادية، إن الرياض تدرس 30 إجراء بهدف ممارسة الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية في حال فرض الأخيرة عقوبات على السعودية بسبب أزمة خاشقجي.

وأشار تركي إلى أن هذه الإجراءات تتضمّن خفض إنتاج النفط الذي من شأنه رفع السعر من 80 دولارا للبرميل إلى أكثر من 400 دولار، أي أكثر من ضعف أعلى مستوى وصل له في عام 2008 بقيمة 147.27 دولارا.

وأوضح أن هذه الخطوة ستكون لها عواقب قوية على المستوى العالمي فلن ينعكس ذلك على ارتفاع تكلفة الوقود على المواطنين، لكنه سينعكس أيضًا على أسعار البضائع التي يتم نقلها بريا.

وعبر شرائها للأسلحة فإن السعودية تدعم آلاف الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ إنها تعدّ ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند، و61% من وارداتها تأتي من الولايات المتحدة.

وخلال العام الماضي كانت السعودية أهم عميل للولايات المتحدة في شراء الأسلحة، إذ وقعت صفقة بقيمة 17.5 مليار دولار، وهو الأمر الذي من المتوقّع أن يستمر بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية الدفاع مع الرياض والتي بلغت قيمتها 110 مليارات دولار في نفس العام.

المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للدراسات والتحليل، سيث فرانتزمان، يقول إن السعودية دولة لها أهمية كبرى، وبخاصة أنها تقف مع الولايات المتحدة ضد إيران، فضلًا عن كونها جزءا من تحالف أمريكي سعودي إماراتي ضد الدولة الإيرانية، وهو ما يجعل الولايات المتحدة تدين بالفضل -في بعض النواحي- للسعودية.

لكن ليس معنى ذلك أن السعودية ليس لديها ما تخسره، فالنقد الأجنبي هو أحد البنود الأساسية في خططها لدعم اقتصادها بعيدًا عن النفط ومعالجة معدل البطالة الذي ارتفع إلى 13%، فضلًا عن أن الأسهم السعودية شهدت انخفاضًا بنسبة تصل إلى 7% بقيمة 33 مليار دولار وسط مخاوف من تهديدات الدولة بالانتقام من الولايات المتحدة.

يذكر أن عددًا من الأسماء البارزة والشركات الكبرى انسحبت من مؤتمر “دافوس” الاستثماري خلال الشهر الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى