ثقافة و فن

برناردو برتولوتشي.. رحيل راقص التانجو الأخير في باريس

نجاح برتولوتشي جعله يحصل على إذن تصوير في المدينة المحرمة

المصدر: The guardian

ترجمة- إسراء رمضان

برناردو برتولوتشي، المخرج الإيطالي الفائز بعدة جوائز عن أفلامه “التانجو الأخير في باريس” و”الحالمون” و”الإمبراطور الأخير”، توفي عن عمر يناهز 77 عامًا بعد معركة مع السرطان.

بيرتولوتشي كان محصورا في كرسي متحرك لأكثر من عشر سنوات، بعد عملية جراحية على قرص انفتاق في عام 2003 لم تنجح، وجعلته غير قادر على المشي.

في مهنة صنع الأفلام التي امتدت إلى أوائل الستينيات، أصبح بيرتولوتشي شخصية رئيسية في الموجة الإيطالية الجديدة غير العادية، ولكن -بشكل فريد- جسد الانتقال الناجح بتصوير فيلم The Last Emperor عام 1987، الذي فاز بتسع جوائز أوسكار، بما في ذلك أفضل صورة وأفضل مخرج لبيرتولوتشي.

ولد بيرتولوتشي في بارما في عام 1940، وهو ابن شاعر ومعلم، ونشأ في جو أدبي وفني، ودرس في كلية الأدب الحديث في جامعة روما بين الأعوام 1958 حتى 1961، وبعد ذلك بفترة وجيزة ترك برتولوتشي الجامعة دون الحصول على الشهادة.

كان والده أتيليو صديقاً لبيير باولو بازوليني، الذي كان آنذاك روائيًا وشاعرًا، وقام بازوليني بتوظيف بيرتولوتشي (20 عامًا) كمساعد له في أول إخراج له في عام 1961، وهو فيلم أكاتون.

كان الاختراق الكبير لبيرتولوتشي، عندما ساعده بازوليني أكثر من خلال التوصية به ككاتب سيناريو لفيلم La Commare Secca، وهو فيلم ارتكز على قصة من تأليف بازوليني، والذي أصبح أول ظهور لبيرتولوتشي في عام 1962.

واصل بيرتولوتشي المساهمة ككاتب ورجل أفكار، لا سيما في Once Upon a Time in the West، هو فيلم ملحمي شهير من أفلام الغرب الأمريكي من نوعية “الوسترن سباجيتي”، أخرجه الإيطالي سرجيو ليوني عام 1968 ليكون رابع أفلامه في هذه النوعية.

إلا أن مهنته في الإخراج كانت انطلقت مع Before the Revolution 1964، وThe Conformist 1970 المؤثر للغاية، وكلاهما يبرز التزام بيرتولوتشي بسياسة اليسار الراديكالية، “لقد عشت في نوع من حلم الشيوعية”، قال ذلك سابقا.

ومثّل هذا بداية تعاون بيرتولوتشي مع المصور السينمائي فيتوريو ستورارو الذي كان يعمل في تشغيل الكاميرا في فيلم Before the Revolution، وصنع الاثنان سلسلة من الأعمال الرائعة المغرية بصريًا، بما في ذلك The Strider’s Stratagem (1970) و Last Tango  (1972) و 1900 (1976)، ولكن التانجو الأخير في باريس، الذي لعب دور البطولة مارلون براندو وماريا شنايدر، جعل بيرتولوتشي مشهوراً دولياً وسيئ السمعة، لكنه أعطى له أيضا مساحة في تجنيد ممثلين من المستوى الرفيع مثل روبرت دي نيرو، وجيرار ديباردو، وبورت لانكستر، في ملحمة 1900، والتي استمرت لمدة 300 دقيقة.

أصبح فيلم الإمبراطور الأخير، المدعوم من المنتج البريطاني جيريمي توما، أكبر نجاح لبرتولوتشي، حيث حصل صانعو الأفلام على إذن غير مسبوق للتصوير داخل مدينة بكين المحرمة.

وبعد أن نجح بيرتولوتشي مع توماس على نطاق كبير، ذهبا الاثنان ليصنعا The Sheltering Sky وStealing Beauty و The Dreamers. وفي فيلم “الحالمون”، عاد برتولوتشي إلى خليط من السياسة الراديكالية والإثارة الجنسية، التي كان قد جعلها علامته قبل عقود.

وفي سياق حملة #MeToo، اندلع جدل في عام 2016 حول مدى موافقة الممثل ماريا شنايدر في مشهد “butter” المشهور في فيلم التانجو الأخير، بعد أن أعيد عرض فيديو عمره ثلاث سنوات اعترف فيه برتولوتشي أنه ومارلون براندو لم يبلغا شنايدر بتفاصيل المشهد المقترح.

وآخر ما أطلقه برتولوتشي هو Me and You، بعد أن تم اقتباسها من رواية لـNiccolò Ammaniti.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى