سياسة

نيويورك تايمز: أوباما يتصرّف وحده في سوريا

افتتاحية نيويورك تايمز تبدي استنكارها لقرار أوباما ضرب داعش دون الحصول على موافقة   الأمريكيين، وتخشى من تداعيات الضربة الأمريكية في منطقة الشرق الأسوط المعقدة .

us-airstrikes-syria

مجلس التحرير – نيويورك تايمز

ترجمة – محمود مصطفى

وضع الرئيس أوباما أمريكا في مركز حرب متنامية بتوسعه في الغارات الجوية في سوريا ضد الدولة الإسلامية، التنظيم السني المتطرف المعروف أيضاً باسم داعش.

أوباما فعل ذلك بدون السماح بنقاش عام يجب حدوثه قبل أن تدخل هذه الأمة صراعاً آخر مكلف ومحتمل أن يكون مطولاً في الشرق الأوسط.

ويقول أوباما إن لديه تبريرا  للقيام بعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية وخراسان، جماعة مسلحة أخرى، لكن تأكيداته لم يتم اختبارها أو فحصها من قبل ممثلي الشعب في الكونجرس. كيف يعرف الأمريكيون ما إذا كان لديهم المعلومات للحكم على حكمة أفعاله؟

لا توجد صورة كاملة، لأن السيد أوباما لم يقدم واحدة، تشرح كيف ستضعف هذه الغارات الجماعات المتطرفة بدون إطلاق العنان لعواقب غير متوقعة في منطقة عنيفة ومضطربة. في غياب تفهم جماهيري أو مناقشة عامة وخطة متماسكة، فإن الغارات في سوريا قرار سيء.

فشل السيد أوباما في طلب أو تلقي تصريح من الكونجرس من أجل القيام بعمل عسكري كهذا، ويزعم البيت الأبيض أن السيد أوباما لديه كل السلطة التي يحتاجها بموجب قانون في عام 2001 أقر استخدام القوة في أفغانستان وقانون في عام 2002 سمح باستخدام القوة في العراق، لكنه ليس لديه هذه السلطة.

أوباما أخطر الكونجرس بعمل عسكري في العراق وسوريا وفقاً لقانون سلطة الحرب لعام 1973 ولكن هذا ليس بديلاً لتصريح الكونجرس.

وزعمت الإدارة أيضاً أن الضربات الجوية قانونية بموجب القانون الدولي لأنها جاءت دفاعاً عن العراق. في 20 من سبتمبر الجاري وفي خطاب للأمم المتحدة تقدمت العراق بشكوى من أن الدولة الإسلامية كانت تهاجم أراضيها وقالت إن المساعدة الامريكية كانت ضرورية لدفع هذا التهديد، لكن يجب أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على هذه القضية.

في الوقت ذذاته، فشل الكونجرس تماماً في مسئولياته الدستورية، فالكونجرس ترك واشنطن وتحول إلى وضع حملات جمع التبرعات، متملصاً دون خجل من التصويت على هذه القضية الحرجة. هذا حرم البلاد من نقاش كامل وبناء حول المهمة في سوريا وحمى مسئولي الإدارة والقادة العسكريين من أسئلة صعبة حول كل نواحي هذه العملية، من تكاليفها إلى أخطارها الواضحة جداً، يجب أن تطرح ويجاب عليها علناً.

إذاً، حتى وإن أظهرت استطلاعات الرأي دعماً جماهيرياً للضربات الجوية في سوريا فإن هذا الدعم قد لا يدوم. قال السيد أوباما إن هناك حاجة لمهمة متواصلة ضد داعش لفترة غير محددة؛ من غير المرجح أن يدعم الأمريكيون حملة مطولة إذا لم يفهموا بشكل كامل أهداف واحتمالات نجاح هذه الحملة.

العمل العسكري صباح الثلاثاء كان مختلفاً إلى حد كبير عما شرحه السيد أوباما في خطاب تلفزيوني في العاشر من سبتمبر. ركزت الإدارة لأشهر على خطر داعش ومع ذلك فإن هذه الضربات استهدفت خراسان كذلك، وهي جماعة تقول الحكومة إنها مرتبطة بالقاعدة ومنخرطة في “تخطيط نشط يشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة قد يمتد لحلفائنا كذلك.”

 من المحير أن يخاطب السيد أوباما الأمة عن خطر إرهابي وألا يذكر جماعة يقول المسئولون الآن إنها تشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة، لا تمثله داعش. يقولون إنهم أبقوا التفاصيل حول خراسان سراً لكي لا تعرف الجماعة أنها يتم تعقبها، لكن التهديدات السابقة، بما فيها أسامة بن لادن، نوقشت علناً حتى وهم قيد التعقب.

هذه التضاربات: عدوان الآن بدلاً من واحد، تدعو للتساؤل حول حس التخطيط والشعور بالهدف الذي تأمل الإدارة في أن تظهرهما.

السيد أوباما قال إن الضربات الجوية وجدها لا تكفي وأنه سيتم الإعتماد على قوات أرضية محلية في كل من العراق وسوريا بعد الضربات، لكن الأمر سيستغرق شهوراً لكي يستطيع الأمريكيون المعارضة السائدة إلى قوة مقاتلة؛ ففي العراق وبعد ستة أسابيع من الضربات الجوية الأمريكية، زحزحت قوات الجيش العراقي بالكاد داعش من معاقلها.

وأخيراً، هناك تساؤل حول الرئيس السوري بشار الأسد. تقول إدارة أوباما إنها تستطيع مواجهته ببناء معارضة معتدلة. كما انها تتبنى وجهة نظر غريبة بأن عملا عسكريا لتحالف من خمسة شركاء عرب، السعودية والإمارات وقطر والبحرين والأردن، هو صفعة على وجه الأسد، لكن الأسد  بالتأكيد يرحب بالضربات الجوية لداعش.

هناك الكثير على المحك والكثير من المجهول، يحتاج السيد أوباما قبل أن ينخرط أكثر في هذه العملية إلى أن يحصل على موافقة الكونجرس وأن يثبت أنه مسئول كلياً عن عواقب هذه الغزوة في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى