إعلامثقافة و فن

باسم يوسف عن رحيل والده: الله رحمه من النهايات الطويلة المؤلمة

باسم يوسف كان يخشى من تكرار هاجس مرض جدته و معاناتها في شيخوختها مع والديه

أعلن الإعلامي باسم يوسف صباح أمس السبت  وفاة والده المستشار رأفت يوسف، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر. كتب باسم ” توفي إلى رحمة الله والدي المستشار رأفت يوسف، إثر حادث سيارة، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون“، كما طالب وسائل الإعلام بعدم مضايقة أخيه أو أفراد أسرته أثناء إجراءات الدفن و الجنازة و كتب ”رجاء التحلي بالكياسة و الذوق في هذا الظرف“.

المستشار رأفت يوسف

و قدمت الشخصيات العامة من السياسيين و الإعلاميين و الفنانيين تعازيهم لباسم يوسف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. فقال الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي في تغريدة له ”قلبي عندك“، و كتب لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة ”البقاء لله ربنا يرحمه و يصبرك إن شاء الله“، فيما وصف المخرج عمرو سلامة خبر الوفاة بأنه ”حزين و مؤلم“، و كتب الإعلامي يوسف الحسيني بحسابه على موقع تويتر ” “البقاء لله وحده.. توفى المستشار رأفت يوسف، والد الزميل باسم يوسف.. رحم الله الفقيد والهم أسرته الصبر والسلوان”، و عبرت الإعلامية ليليان داوود عن تعازيها و كتبت على حسابها بتويتر “البقية فى حياتك. ربنا معكم لتحمل الألم”.

أما باسم يوسف فوصف حياة والده بأنها كاملة و قال إن والده و والدته قد فرحوا بأبنائهم و أحفادهم و لم يبتلوا بمرض أو عجز و أضاف ”قصة حلوة بس نهايتها قاسية“. و روى باسم عن الهاجس الذي طالما طارده في حياته منذ وفاة جدته لأمه، فقد كانت كبيرة في السن و عانت في أيامها الأخيرة من الشيخوخة و المرض و أضاع ذلك من ”آدميتها و كرامتها“، فخاف يوسف من أن يرى ذلك يحدث لأمه أو أبيه. كما دعا لوالديه بالرحمة و أضاف أنهم عاشوا حياة سعيده و رحمهم الله من النهايات الطويلة المؤلمة التي تجعل الحياة نقمة و ليست نعمة.

كتب باسم على حسابه بالفيسبوك ”و انا صغير فاكر قوي لما جدتي (والدة والدتي) وقعت في الحمام و جالها كسر في الحوض و عملت عملية. بعد العملية دي ما رجعتش زي الاول و فضلت حالتها تتدهور لغاية لما الشيخوخة و عوامل تانية خلتها عايشة عيشة معاناة على السرير و آدميتها وكرامتها استقلاليتها بتضيع منها يوم ورا التاني. فاكر امي و خالتي لما كانوا بيتناوبوا على خدمتها و ازاي ده اثر في امي جدا لدرجة ان وصيتها المستمرة طول حياتها “بلاش تخلوا حد يشوفني بالمنظر ده”. و فضل العذاب ده سنوات طويلة لحد ما اتوفت جدتي. جدي و جدتي لابويا مروا بمصير مشابه لكن لفترة اقل. و اصبح الهاجس ده مسيطر عليا. حاعمل ايه لو ابويا و امي حصلهم كده؟ هل حييجي اليوم اننا نطلب لهم الرحمة من ربنا بدل ما ندعي انهم يستمروا في الحياة من كتر القهر و المعاناة؟ من سنة و نص امي كانت في المصيف، مش بتشتكي من حاجة. قامت، صلت الفجر، نامت، . ما قامتش. ما اتعذبتش و ما عذبتش حد معاها. و يمكن ربنا رحمها انها ما شافتش ابنها بيسيب البلد و مش عارف يرجع تاني. ابويا بعديها الحمدلله ما انكسرش. و فضل عايش. و سافر و لف الدنيا و فضل يدي مشورات قانونية و يعيش حياة كاملة. و جه زارني في مكاني الجديد و انبسط و اتطمن عليا. ولسه من يومين حضر عيد ميلاد حفيدته الكبيرة بين ابنه الكبير و احفاده التانيين. لما عرفت ان عربية خبطته و انه مش فايق و انهم بيعملوا اشعة مقطعية على دماغه. اتمنيت انه يا يقوم بكامل صحته يا ما يخشش في المصير اللي طول عمر الهاجس بتاعه بيطاردني. ساعة واحدة و الموضوع ما طولش. ابويا حرفيا مات واقف على رجليه. الحياة مكان قاسي، ظالم. و حتى الناس اللي بنتعرف عليهم و بنحبهم بيتاخدوا مننا بعنف و بقسوة كأننا بندفع تمن اللحظات الحلوة اللي عرفناهم فيها. لكن في نفس الوقت انا احب افكر في ابويا و امي انهم عاشوا حياة كاملة. فرحوا بولادهم و احفادهم و لم يتم ابتلاؤهم بمرض او عجز في جسمهم او مخهم. قصة حلوة بس نهايتها قاسية و ما يخففش منها الا ان ربنا رحمهم من نهايات طويلة مؤلمة مهينة تجعل الاستمرار في الحياة نقمة مش نعمة. ابويا النهاردة ما ماتتش. ابويا عاش حياة حلوة.

الله يرحمك يا ابويا الله يرحمك يا امي. شلتوا همنا طول ما انتم عايشين. و ما شيلتوش حد همكم لما مشيتوا و سيبتونا.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى