سياسةمجتمع

بأمر الشعب: زواج المثليين قانوني في أيرلندا

صور: احتفالات أيرلندية صاخبة بإول إقرار قانوني لزواج المثليين 

 

دايلي ميل – أولي جيلمان – ترجمة: محمد الصباغ

أصبحت أيرلندا أول دولة في العالم تقر زواج المثليين بتصويت عام، و ذلك بعد أن دعم أكثر من 1,2 مليون شخصاً ارتباط المثليين في استفتاء تاريخي. عقب إحصاء الأصوات من 43 دائرة تصويت، أشارت بيانات رسمية إلى أن  62,1% دعموا التعديل وسط أكبر نسبة حضور في استفتاء أيرلندي منذ عقدين من الزمان.

انتشرت الاحتفالات في الشوارع و تجمع الآلاف ممن قالوا ”نعم“ في منطقة قلعة دبلن، مهللين و ملوحين بأعلام قوس قزح (المعبرة عن المثليين)، و بدأوا في ترديد النشيد الوطني عقب الإعلان عن النتائج. بينما فقد وزير الدولة لشئون المساواة الأيرلندي،اودهان او ريوردين، أعصابه في بداية اليوم بعدما اتضح مسار نتيجة التصويت و غرد على حسابه بتويتر، قائلا: إن أيرلندا لم تقل نعم فقط بل اكثر من نعم.

دعمت كل المناطق في أيرلندا منظمات المثليين في مطلبهم عدا واحدة و كانت روسكومون جنوب ليترم (Roscommon South Leitrim) قد عارضت التصويت بفارق بسيط بنسبة 51,42%. في مختلف أنحاء أيرلندا وافق أكثر من مليون شخص فيما رفض الأمر 734,300ين في مطلبهم عدا واحدة و كانت  و عم الأمر أكثر من 1,2 مليون شخصاً .

أما المنطقة الأكثر دعماً كانت جنوب دبلن حيث وافق حوالي 75% بينما كانت هناك نتائج متقاربة في أماكن أخرى.

من بين 3,221,681 شخصاً يحق لهم التصويت، أدلى بصوته 1,949,725 شخصاً في استفتاء الجمعة الماضية. مما يعني أن نسبة الحضور كانت 60,52%. و كانت نسبة التصويت ب ”لا“  37,93%.

و يبدو أن نسبة الحضور الكبيرة تعود إلى تشجيع الروابط الطلابية لأعضائها على تسجيل أسمائهم ليحق لهم التصويت، و التدفق الكبير من المصوتين المهاجرين الذين سجلوا عودتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاج #hometovote.

كان السؤال محدداً و بسيطاً للمصوتين حول ما إذا كانوا يؤيدون أم لا تعديل المادة 42 من دستور عام 1937 بوضع بند جديد في المادة بعنوان الأسرة.

كان السؤال عن الموافقة أو بالرفض لتغيير وثيقة منذ 78 عاماً تقول ”يمكن توثيق الزواج بين شخصين قانونياً دون تمييز حسب جنسهم.“

بكى نشطاء حقوق المثليين من فرحتهم وسط الاحتفالات خلف أبواب القلعة بدبلن، بينما احتفل من لم يستطيعوا الدخول بسبب الزحام داخل البارات القريبة. و لوح وزراء الحكومة بأعلام قوس قزح من على منصة أمام الحشود و قامت أحد أعضاء مجلس الشيوخ و هي مثلية بالتقدم للزواج من صديقتها على التليفزيون القومي على الهواء مباشرة.

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي ”الإجابة هي نعم لمستقبلهم، نعم لحياتهم، نعم لزواج عادل. سمعنا نعم التي قيلت بصوت مرتفع حول العالم، كما سمعنا صوت الريادة القائدة من بلادنا. شكراً أيرلندا.“

ستقدم قوانين جديدة متعلقة بزواج المثليين أمام البرلمان قبل الصيف و من المحتمل أن يمهد ذلك الطريق لأول الاحتفالات قبل نهاية العام

هذه النتيجة هي الأبرز في التحول الاجتماعي المبشر للدولة التي عادة ما كانت معقلاً للكاثوليكية و الحياة المحافظة. فيما صرح أسقف دبلن،ديامويد مارتن، عن دعمه الكبير لزواج المثليين و كان ذلك ثورة اجتماعية لم تحدث من قبل و أضاف ”على الكنيسة تقبل الأمر الواقع.“

فيما قال نائب رئيس الوزراء، والقائد بحزب العمل جون بارتون، إن أيرلندا صارت ”دولة من بلاد قوس قزح مع كمية كبيرة من التنوع“. وقال وزير الصحة ،ليوم فارادكار و هو أول عضو حكومة يصرح بمثليته، إنه يوم خاص. و أضاف ”يبدو لي أن الشعب الأيرلندي اعتاد عقله على ذلك منذ وقت طويل. شئ ما استيقظ عن الشعب الأيرلندي… لم يكن مجرد استفتاء لقد كان ثورة اجتماعية.“ و أضاف ”نحن أول دولة في العالم تضع حق زواج المثليين في الدستور و كان ذلك بتفويض شعبي. يجعلنا ذلك منارة لبقية العالم للحرية و المساواة. لذا فهو يوم للفخر لي كوني أيرلندي.“

كان عضو مجلس الشيوخ الأيرلندي ديفيد نوريس قد حارب بين اعوام 1970 إلى 1993 من أجل عدم تجريم المثلية الجنسية و قال في هذا اليوم إنها نتيجة رائعة.

أما كنيسة أساقفة أيرلندا فقالت ”نريد مخلصين الآن روح الكرم عموماً بين كلاً من الذين يعتبرون نتيجة الاستفتاء نصراً و هؤلاء الذين يعتبرونها كارثة.“

كانت استفتاءات على زواج المثليين قد أجريت في دول مثل كرواتيا، سلوفاكيا و سلوفينيا و تم التصويت ضد الأمر. بينما أيرلندا الآن انضمت ل 19 دولة تقنن زواج المثليين.

جرمت أيرلندا المثلية الجنسية منذ 22 عاماً و تحديداً عام 1993، فيما جعلت بريطانيا الأمر قانونياً عام 1967.

أول زواج بين المثليين حدث في بريطانيا العام الماضي، و لكن هذا النوع من الزيجات مازال محظوراً في أيرلندا الشمالية. و في استفتاء آخر في نفس اليوم سئل المصوتين عن رأيهم في الإقتراحات المقدمة بخفض حد سن الترشح للرئاسة من 35 إلى 21 عاماً.

.

راهبتان أثناء تصويتهما في الاستفتاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى