ثقافة و فن

انفراد.. نقابة الصحفيين تلغي حفل جائزة شعر وهمية لشاعر سعودي “زعم رعاية السيسي”

مؤسس الجائزة استغل اسم رئيس الجمهورية ووزيرة الثقافة والأمين العام لجامعة الدول العربية

 

تقرير: غادة قدري

قبل أيام تلقت محررة موقع “زحمة” دعوة لحضور مؤتمر إطلاق مسابقة تحمل اسم “شاعر مصر” من مؤسس الفاعلية وهو السعودي عبدالله الخشرمي بشكل شخصي.

وأُرسل مع الدعوة ملفين أحدهما عن برنامج الفاعلية، والملف الثاني كان سيرة ذاتية عن إنجازات الخشرمي.

اللافت للنظر في الملف الأول هو برنامج الاحتفالية إذ كان مكتوبًا أنه برعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، وكان مقررًا أن يقام في المسرح الكبير بنقابة الصحفيين يوم 24 ديسمبر الحالي.

ويشمل كلمة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، ثم كلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وكلمة للراعي الرسمي للمسابقة الذي لم يتم ذكر اسمه أو صفته.

ويشمل برنامج الحفل إطلاق موقع يحمل اسم “الاتحاد العالمي للشعراء” على شبكة الإنترنت رغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق موقع “الاتحاد العالمي للشعراء” في كل مرة تقام فيها فاعلية لهذا الكيان!

وقد كان مقررًا أن يشمل الحفل أيضًا تكريم عدد من الشخصيات.

عبدالله الخشرمي وعمرو موسى ونبيل العربي

دعوة لحفل تكريم وجوائز دون إبلاغ الجهات المسؤولة

قام موقع “زحمة” بالبحث عن هذا الكيان والاحتفالية التي لم يأت ذكر لها في وسائل الإعلام، وبسؤال أحد المسؤولين عن النشاط الثقافي في وزارة الثقافة أكد أنه لا يعلم عن مثل تلك الفاعلية، لتتكشف المفاجأة بالصدفة بقيام المصدر بالاتصال بالوزيرة إيناس عبدالدايم لتؤكد بدورها أنها لم تتلق أي دعوات لمثل تلك الفاعليات، وتم الاتصال بنقابة الصحفيين للتحري عن الأمر.

وكانت المفاجأة بحسب المعلومات التي شهدها “زحمة” أن أحد أعضاء النقابة وهو ع.ط رسام كاريكاتير متقاعد وصل لسن المعاش بجريدة الجمهورية قام بحجز المسرح الكبير في نقابة الصحفيين يوم 24 ديسمبر.

تحقيقات بنقابة الصحفيين

وبسؤال سكرتير عام نقابة الصحفيين، حاتم زكريا، أكد لـ”زحمة” أنه لا حقيقة لإقامة مثل هذا الحفل وتم إلغاء أي فاعلية في اليوم المحدد لأن النقابة لم تتلق أي معلومات ولم تصدر أي موافقة على برنامج الحفل، وضيوفه ولا عن هوية صاحب الفاعلية عبد الله الخشرمي.

وأضاف زكريا أن الإعلان عن برنامج حفل سيقام في المسرح الكبير في نقابة الصحفيين دون علم النقابة والزج بأسماء دون علمها هو تجاوز كبير مؤكدًا أن هناك تحقيقات تجري في النقابة.

في غضون ذلك صدر بيان من نقابة الصحفيين – حصل “زحمة” على نسخة أصلية منه- أعلنت فيه عن عدم مسؤوليتها عن أي دعوات أو فعاليات غير صادرة بإعلان رسمي مُعتمد من الأمين العام أو النقيب، وممهور بختم النقابة.

بيان صحفي

وقالت النقابة، في بيانها، إن ذلك بسبب ما لوحظ عن بعض أعضاء النقابة بعمل دعوات لشخصيات عامة ووزراء ودبلوماسيين لتكريمهم على مسرح النقابة دون علمها.

وأضافت النقابة أن في ذلك استغلالا لاسمها لتحقيق منافع شخصية، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية والنقابية اللازمة تجاه كل من يخالف هذه الإجراءات.

وأهابت النقابة بجميع الجهات والأعضاء تحري الدقة، ومراجعة إدارة النقابة فيما يتعلق بتكريم أي شخص أو تنظيم أي احتفالات.

حفلات تكريم وتدشين عشوائية متكررة

في يوم 4 فبراير عام 2016 أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب احتفالية لتدشين مبادرة “الاتحاد العالمي للشعراء” لمؤسسها الشاعر السعودي عبدالله الخشرمي بحضور الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة والدكتور صلاح فضل، ليصبح هذا الحفل هو الافتتاح الثاني لنفس الكيان في مصر والرابع على مستوى الدول العربية، فقد سبق أن افتتحه في مارس عام 2015 الوزير الأسبق الدكتور عبدالواحد النبوي بجامعة الدول العربية وحضره الدكتور صلاح فضل أيضًا، والأمين العام لجامعة الدول العربية وقتها نبيل العربي، ووزير الثقافة السعودي الأسبق عبدالعزيز خوجة (حضر زحمة هذا المؤتمر وقتها)

كيان غامض

يقول الشاعر أشرف أبو جليّل، مدير عام بالإدارة العامة بالهيئة العامة لقصور الثقافة، في مقال له أرسله لـ”زحمة”: “الغموض هو السمة الغالبة على هذا الكيان بداية من اسمه الذي لا علاقة له بواقعه، فكل من حضر وكرم فيه هم شعراء عرب فأين العالمية هنا؟ والغموض كذلك في حفلات تدشينه المتكررة”.

وتابع أبو جليّل: ” اعترف الوزير السابق الدكتور عبدالواحد النبوي يوم الافتتاح الأول في مارس 2015، أن الدعوة وصلت إليه صبيحة يوم الافتتاح، فترك أعماله في الوزارة، وهرول إلى جامعة الدول العربية، ونفس الحال في التدشين الثاني أتت التعليمات لمدير الندوة وهو صاحب دار نشر مصرية غير معروفة يدعى فتحي المزين أن يترك عمله صبيحة التدشين الثاني ويتوجه إلى القاعة الرئيسية لإدارة ندوة الاتحاد العالمي للشعر، (كان مقررا لها أساسا أن تعقد في قاعة ضيف الشرف لكن صاحب المشروع السعودي رفض وطلب أن تعقد في الصالة الرئيسية).

وفي نفس المقال قال أبو جليّل: إن الخشرمي اعتمد على الذاكرة الثقافية الضعيفة واستطاع تكرار احتفالياته وبنفس الاسم وبنفس العجلة وبنفس الأسماء مع تغيير طفيف وهو الأمر الذي كان مثار دهشة من المثقفين.

هذا سبب رفض أحمد عبد المعطي حجازي تكريم “الاتحاد العالمي للشعراء”

في حوار أجرته الزميلة منة الأبيض بصحيفة “الأهرام” مع الشاعر أحمد عبدالمعطي حيث كان مقررًا تكريمه ولم يحضر في عام 2015، علق قائلا في حواره: “لقد دعاني الشاعر عبد الله الخشرمي، رئيس الاتحاد العالمي للشعراء، إلا أنني لم أجد ما يطمئنني في هذا المشروع، فأنا لا أشارك في “كلام”، بحد قوله

من هو عبدالله الخشرمي؟

لم يتسن لـ”زحمة” معرفة المهنة الحقيقية لعبدالله الخشرمي، غير أنه عرّف نفسه بالشاعر سفير الثقافة العربية، كما عرّف نفسه بأنه مؤسس “المركز العربي للثقافة والإعلام” والذي تم تدشينه عام 2004 ومقره الرئيس في القاهرة واعتمدته بالفعل جامعة الدول العربية، وهناك مركز آخر بنفس  الاسم في جدة بالسعودية تم إغلاقه قبل 10 سنوات بقرار من السلطات السعودية.

عبدالله الخشرمي والرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك

يقول الخشرمي أنه تم منحه لقب سفير الثقافة العربية من مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة ومركز الشباب العربي للتنمية المتكاملة عام 2013

أسس المنتدى العربي لأسواق المال في عام 2009 في جامعة الدول العربية بحضور عمرو موسى.

عبد الله الخشرمي مؤسس نادي المخترعين العرب

مؤسس النادي العلمي العربي.

المجلس العربي للثقافة والإعلام في فلسطين.

للخشرمي صور أرشيفية غير معروف مناسباتها مع كافة الدبلوماسيين والسياسيين ورؤساء وزعماء وملوك الدول العربية منهم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك يرفقها دائما مع الأخبار وبرامج مؤتمراته.

 في 8 أكتوبر 2008 كتب الصحفي علي الرباعي في صحيفة “الحياة اللندنية” “أن مقر المركز العربي للثقافة والإعلام تم غلقه  في “مركز الطيبات ومتحف عبدالرؤوف خليل” بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، الذي يترأسه الشاعر عبدالله الخشرمي بسبب تسخيره لأمور بعيدة عن الثقافة.

ووفقا لما نشره وقتها علي الرباعي أوضح المشرف على مركز الطيبات ومتحف عبدالرؤوف خليل المهندس يوسف كيكي، أن إدارة المركز اضطرت إلى إغلاق مقر المركز العربي نهائياً،”لأن مالك الموقع تبرع به لخدمة الثقافة وحين ظهر للورثة أن الخشرمي لم يقدم ما يشفع له بالبقاء، إضافة إلى دخوله في أزمات مع مثقفين ومستثمرين جمع منهم أموالاً لاستثمارها ولم يحصلوا منه مردوداً سوى كثرة الكلام والتسويف والمماطلة، ما دفعهم إلى أن يشكوه لدى الجهات المعنية”، مضيفاً أن المقر”غدا هدفاً يومياً لرجال الأمن للبحث عن الخشرمي، ومطالبته بالحضور للرد على شكاوى المتضررين منه.”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى