حيوانات

النمس.. فأر فرعون الذي لا يخشى الوحوش

تعرف على حقيقة “تيمون” الذي ظلمته سمعته

جميعنا أحببنا شخصية تيمون في فيلم الرسوم المتحركة الشهير “سمبا.. الملك الأسد”، وأعجبنا بصداقته خفيفة الظل مع بومبا الخنزير الطيب الذي يقدس قيمة الصداقة، ولكن هل جال بخاطرك يوما ما نوع هذا الحيوان الشقي وما الذي يفعله في الواقع؟

في البرية، تيمون حيوان يدعى السرقاط وهو أحد أفراد عائلة الأنماس، والنمس هو حيوان ثديي من فصيلة السموريات، وهناك أكثر من أحد عشر جنسا منهم تضم أكثر من 400 نوع تعيش في العالم القديم أشهرها النمس الهندي الرمادي اللون.

إذا، ما الذي قد يفعله النمس أو بشكل أدق أحد أفراد عائلته في مملكة الحيوانات إذا ما جمعته الأقدار بالأسود والضباع والخنازير في البرية؟

في واقع الأمر، وبخلاف طباع شخصية الرسوم المتحركة المحبوبة، الأنماس كائنات شجاعة وشرسة جدا، لا تنظر لصغر حجمها مطلقا إذا ما قررت الهجوم على أي ما رأته مصدر تهديد لأمنها.

ففي الفيلم الشهير، شعر تيمون بالذعر لدى معرفته بأن سمبا أسد، ورفض رغبة صديقه بومبا بإنقاذه، ولكنه ينصاع في نهاية الأمر لرغبة الخنزير الطيب على مضض، كما لا يمكننا نسيان جملته الشهيرة لبومبا “الجري نص الجدعنة” عندما هاجمتهم مطاريد الأسود.

ولكن في واقع الأمر، هذا مختلف كلية عما يحدث في الحقيقة، فتبرز المشاهد المصورة للبرية شجاعة وشراسة غريبة لهذا الكائن الصغير في مواجهة الأسود حتى وإن قررت أنه تجعله وجبتها المفضلة على الغذاء، فيفضل النمس الموت بشرف على الهروب.

إنها ليست الأسود فحسب التي لا يأبه لها الأنماس.. بل الضباع أيضا!

نعم، نتذكر جملة تيمون الشهيرة، “ضباع أنا بكره الضباع” لدى عودته لأرض العزة مع سمبا وبومبا لتحريرها من قبضة يد “سكار” عم سمبا، وضباعه الأمنية، ولكن الواقع في البرية له حسابات أخرى، حيث دافع هذا النمس بشجاعة منقطعة النظير عن عائلته التي أحاطت بها الضباع، فلم يمسه أو تمس عائلته أي سوء.

لم تنته المفاجآت بعد، ففي عالم الحيوان عندما تجد الأنماس الخنازير البرية لن تفكر في مصادقتها، بل ستهاجمها!

حسنا، انتهينا من الأسد الملك ولكننا لم ننته من الأنماس، فصدق أو لا تصدق، الأنماس العدو الأول للأفاعي، وبخاصة ثعبان الكوبرا، لدرجة أن الإنجليز استقدموه من الهند إلى العراق ليخلصهم من شرها.

كما قدسه المصريون القدماء أيضا، وأسموه “فأر فرعون”، وصورت الميثولوجيا المصرية الإله رع، الإله الحاكم في كل أنحاء العالمين: “السماء والأرض” و”العالم السفلي”، وهو يظهر على هيئة نمس أثناء قتاله ألد أعدائه، إله الشر “أبو فيس” والذي صوره الفراعنة على هيئة ثعبان ضخم، كما أحب الفراعنة النمس لأنه كان يضع حدا لتماسيح النيل لا تستطيع تجاوزه، فكان ياكل بيضها، وتقول أساطيرهم أنه كان يدخل بلعوم التمساح الكبير فيمزقه ويصل للقلب ويأكله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى