سياسة

النصّ الكامل لخطاب نتنياهو للكونجرس: إيران تسيطر على أربع عواصم عربية

نتنياهو للكونجرس:إيران وداعش يتنافسان على عرش الإسلام المتشدد.. وامتلاك طهران لأسلحة نووية يعني كابوسا محتملا في الشرق الأوسط

نتنياهو عن إيران وداعش: لا تنخدعوا بالحرب بينهما.. وعدو عدوك هو عدوك

واشنطن بوست ترجمة: محمد الصباغ – محمد على الدين

ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابا مطولا أمام الكونجرس الامريكي في جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب. وأدى الخطاب الذى تناول مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران في ردود فعل واسعة ومختلفة في الولايات المتحدة وإسرائيل. وإليكم النص الكامل للخطاب:

نتنياهو: شكراً لكم

(تصفيق)

شكراً لكم…..

(تصفيق)

… جون بينر، المتحدث باسم المجلس، والسيناتور أورين هاتش، الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ (سيناتور الأقلية)، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتشماكونيل، وزعيمة الأقلية،نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية في مجلس النواب كيفن مكارثي.

أريد أيضاً أن أذكر السيناتور، زعيم الديموقراطيين، هاري ريد. هاري، من الجيد رؤيتك مرة أخرى على قدميك.

(تصفيق)

أعتقد أنه حقيقي ما يقولونه: لا يمكنك ترك رجل جيد يفشل.

(ضحك)

أصدقائي، أنا متأثر بشدة بفرصة التحدث لمرة ثالثة أمام أهم جهاز تشريعي في العالم، الكونجرس الأمريكي.

(تصفيق)

أريد أن أشكركم جميعاً على وجودكم اليوم. أعرف أن خطابي كان موضعا لكثير من الجدل. أشعر بالأسف الشديد لأن البعض يعتقد أن وجودي هنا هو أمر سياسي. لم يكن ذلك أبداً ما اعتزمته.

أريد أن أشكركم، الديموقراطيين والجمهوريين، لدعمكم المشترك لإسرائيل، عاما وراء عام، عقودا وراء عقود.

(تصفيق)

أعرف أنه لا يهم على أي جانب من الممر تجلسون، جميعكم يساند   إسرائيل.

(تصفيق)

التحالف الكبير بين أمريكا وإسرائيل كان دائماً فوق السياسة. ويجب أن يبقى دائماً أعلى من السياسة.

(تصفيق)

بسبب أمريكا و إسرائيل، نحن نمتلك مصيراً مشتركاً، مصير الأرض الموعودة التي تقدّر الحرية و تمنح الأمل. إسرائيل شاكرة لدعم الأمريكيين، من الشعب الأمريكي ورؤساء أمريكا من هاري ترومان إلى باراك أوباما.

(تصفيق)

نحن نقدر كل ما فعله الرئيس أوباما لإسرائيل.

الآن، بعض من ذلك معروف بشكل كبير.

(تصفيق)

بعض من ذلك معروف بشكل كبير، مثل تعزيز التعاون الأمني والتبادل الاستخباراتي ومعارضة القرارات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.

بعض مما فعله الرئيس لإسرائيل ليس معروفاً بشكل كبير.

اتصلت به في 2010 عنما احترقت غابات الكرمل عندنا، ووافق فوراً على طلبي بمساعدات عاجلة.

في 2011، عنما كانت سفارتنا في القاهرة تحت الحصار. مرة أخرى، قدم المساعدة الأكثر أهمية في اللحظة الحاسمة.

أو تدعيمه لنا بالمزيد من الأنظمة المضادة للصواريخ خلال عملياتنا الصيف الماضي ضد إرهابيي حماس.

(تصفيق)

في كل لحظة من تلك اللحظات، اتصلت بالرئيس وكان متواجداً.

وبعض ما فعله الرئيس لإسرائيل يمكن أن يبقى غير معروف للأبد، لأنه يمس بعضا من أهم القضايا الحساسة والإستراتيجية التي حدثت بين الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل.

لكني أعرفها، وسأظل دائماً ممتناً للرئيس أوباما بسبب هذا الدعم.

(تصفيق)

وإسرائيل ممتنة لكم، الكونجرس الأمريكي لدعمكم.. لدعمكم لنا بطرق كثيرة، وخصوصاً كرمكم في المساعدات العسكرية والأنظمة الدفاعية التي تشمل القبة الحديدية.

(تصفيق)

في الصيف الماضي، احتمى ملايين الإسرائيليين من آلاف الصواريخ الحمساوية لأن القبة الكبيرة ساعدتنا في بناء قبتنا الحديدية.

(تصفيق)

شكراً أمريكا. شكراً على كل شئ فعلتيه من أجل إسرائيل.

أصدقائي، لقد جئت هنا اليوم، كرئيس وزراء إسرائيل، لأني أشعر بإلتزامي العميق بالتحدث إليكم عن قضية قد تهدد بقاء دولتي ومستقبل شعبي: سعي  إيران لامتلاك أسلحة نووية.

نحن أمة عريقة.  تعود إلى  ما يقرب من 4 آلاف عام من التاريخ، كثيرون حاولوا مراراً تدمير الشعب اليهودي. غداً ليلاً، في إجازة عيد البوريم اليهودي، سوف نقرأ سفر أستير. سوف نقرأ عن هامان نائب الملك الفارسي القوي، الذي خطط لتدمير الشعب اليهودي منذ حوالي 2500 سنة. لكن المرأة اليهودية الشجاعة، الملكة ”أستر“ أوقفت المخطط وأعطت الشعب اليهودي الحق في الدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم.

أحبطت المؤامرة. وأنقذ شعبنا.

(تصفيق)

يواجه اليوم الشعب اليهودي محاولة أخرى من حاكم فارسي آخر لتدميرنا. يخرج المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامئني الكراهية القديمة، أقدم كراهية من المعادين للسامية، مستخدماً التكنولوجيا الحديثة. كتب تغريدة يقول فيها إن إسرائيل يجب أن تباد، غرد بذلك. أنتم تعرفون، في إيران، لا يوجد بالفعل حرية على الإنترنت. لكنه كتب تغريديته بالإنجليزية فيها أن إسرائيل يجب أن تدمر.

إلى من يعتقدون أن إيران تهدد الدولة اليهودية، لكن ليس فقط الشعب اليهودي، استمعوا إلى حسن نصر الله، قائد حزب الله، وإرهابي إيران الرئيس بالوكالة. قال: لو تجمع كل اليهود في إسرائيل، سوف يجنبنا ذلك مشكلة مطاردتهم حول العالم.

لكن النظام الإيراني ليس مجرد مشكلة يهودية، كما لم يكن النظام النازي مشكلة يهودية. لقد كان الـ 6 ملايين يهودي الذين قتلوا على أيدي النازيين جزءا بسيطا من 60 مليون نسمة قتلوا في الحرب العالمية الثانية. لذلك أيضاً، النظام الإيراني يمثل خطرا عميقا، ليس فقط على إسرائيل، لكن أيضاً على السلام في العالم أجمع. ولإدراك مدى خطورة إيران إذا امتلكت أسلحة نووية، يجب أن نفهم تماماً طبيعة هذا النظام.

شعب إيران موهوب جداً. إنه ينتمي  إلى إحدى أعظم حضارات العالم. لكن في عام 1979، تم اختطافهم من قبل متطرفين دينيين.. متطرفون دينيون فرضوا عليهم على الفور ديكتاتورية وحشية ومظلمة.

في ذلك  العام وضع المتطرفون دستوراً جديداً لإيران. ووجه الحرس الثوري ليس فقط لحماية حدود إيران، لكن أيضاً إلى تنفيذ مهمة الجهاد الأيدولوجية. وحث مؤسس النظام، آية الله الخميني، تابعيه على ”تصدير الثورة إلى العالم”.

أنا أقف هنا في واشنطن والفرق واضح بشدة. الوثيقة المؤسسة لأمريكا تعد بالحياة، والحرية والسعي إلى السعادة. أما وثيقة تأسيس إيران فهي تتعهد بالموت والطغيان والسعي إلى الجهاد. وفي حين تنهار الدول في الشرق الأوسط، إيران تتحرك لملئ الفراغات لفعل ذلك فقط.

مجرمو إيران في غزة، وأذنابها في لبنان، والحرس الثوري في مرتفعات الجولان يمسكون إسرائيل بثلاثة مخالب من الإرهاب. والأسد المدعوم من إيران يقتل السوريين. والمليشيات الشيعية المدعومة ايضا من إيران جامحة في أنحاء العراق. وبدعم من إيران، استولى الحوثيون على السلطة في اليمن، مهددين المضيق الاستراتيجي في مدخل البحر الأحمر. ومع مضيق هرمز، يعطي ذلك إيران نقطة تفتيش ثانية على إمدادات العالم من النفط.

فقط في الأسبوع الماضي، قرب مضيق هرمز، قامت إيران بتدريبات عسكرية وقامت بتدمير مجسم لحاملة طائرات عسكرية أمريكية. هذا فقط الأسبوع الماضي، في نفس توقيت محادثاتهم النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية. لكن لسوء الحظ، خلال الـ 36 عاماً الأخيرة، لم تكن الهجمات الإيرانية ضد الولايات المتحدة على مجسمات صغيرة وهمية. بل كانت كل الأهداف حقيقية جداً.

إيران احتجزت العشرات من الرهائن الأمريكيين في طهران، وقتلت المئات من الجنود الأمريكيين المارينز، في بيروت، وكانت إيران مسئولة عن قتل وتشويه ألاف الرجال والنساء من العسكريين الأمريكيين في العراق و أفغانستان.

وبعيداً عن الشرق الأوسط، هاجمت إيران أمريكا وحلفائها من خلال شبكة إرهابها العالمية. فجرت مركزا للجالية اليهودية والسفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس. وساعدت تنظيم القاعدة في تفجير السفارات الأمريكية في إفريقيا. وحاولت أيضاً اغتيال السفير السعودي هنا في واشنطن.

في الشرق الأوسط، تسيطر الآن إيران على أربع عواصم عربية هي بغداد، ودمشق، وبيروت وصنعاء. ولو لم يتم ردع العدوان الإيراني، سوف يتبع تلك العواصم الكثير بالتأكيد.

و لذلك، في الوقت الذي يأمل فيه كثيرون أن تنضم إيران إلى المجتمع الدولي، إيران مشغولة بإلتهام الأمم.

(تصفيق)

يجب أن نقف جميعا معا من أجل إيقاف مسيرة إيران نحو الغزو والقهر والإرهاب.

(تصفيق)

في تلك الفترة، منذ عامين، تم إخبارنا أن نعطي الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف فرصة لإحداث تغيير وتحقيق الاعتدال في إيران. بعض التغيير! بعض الوسطية!

فقامت حكومة روحاني بتوقيف المثليين، واضطهاد المسيحيين، وحبس الصحفيين، وأعدمت  سجناء أكثر من قبل.

في العام الماضي، وضع ظريف، الذي يسحر الدبلوماسيين الغربيين، زهوراً على قبر عماد مغنية. ومغنية هو الإرهابي المخطط الذي أراق دماء أمريكية أكثر من أي شخص آخر بجانب أسامة بن لادن. أود أن أرى شخصاً يسأله عن ذلك.

النظام الإيراني متطرف كما كان دائماً، هتافاته بـ”الموت لأمريكا“ ، وتسميتهم أمريكا بـ ”الشيطان الأعظم“ مازال صوتها عاليا كما كانت دائماً.

الآن، هذا لا يجب أن يدعو للدهشة، لأن أيدولوجية النظام الثوري الإيراني متجذرة بعمق في الإسلام المتشدد، ولذلك هذا النظام سيكون دائماً عدواً لأمريكا.

لا تنخدعوا، المعركة بين تنظيم الدولة الإسلامية وإيران لا تحول إيران إلى صديق لأمريكا.

إيران وتنظيم الدولة الإسلامية يتنافسان على عرش الإسلام المتشدد. أحدهما يطلق على نفسه الجمهورية الإسلامية. والآخر يطلق على نفسه الدولة الإسلامية. كلاهما يريد أن يفرض إمبراطورية إسلامية متشددة أولاً في المنطقة ثم بعد ذلك في العالم أجمع. هم فقط غيرمتفقين فيما بينهما حول من سيكون قائد تلك الإمبراطورية.

في لعبة العروش المميتة تلك، لا يوجد مكان لأمريكا أو إسرائيل، ولا سلام للمسيحيين ولا اليهود ولا المسلمين الذين لا يشاركونهم عقيدة القرون الوسطى، ولا يوجد حقوق للمرأة ولا حرية لأي شخص.

لذا عندما يتعلق الأمر بإيران وتنظيم الدولة الإسلامية، فعدو عدوك هو عدوك.

(تصفيق)

الفارق أن تنظيم الدولة الإسلامية مسلح بسكاكين الجزارين، والأسلحة المستولى عليها، واليوتيوب بينما من الممكن أن تكون إيران قريبا مسلحة بصواريخ عابرة للقارات وقنابل نووية. سأقولها مرة واحدة علينا دائما أن نتذكر المخاطر الكبرى التى تواجه العالم من تزاوج الميليشيات الإسلامية والأسلحة النووية. إذا قررنا أن نهزم داعش ونترك إيران لتحصل على الأسلحة النووية سيكون الأمر بمثابة فوز بالمعركة وخسارة الحرب بأكملها. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك.

(تصفيق)

هذا يا أصدقائي ما يمكن أن يحدث إذا قبلت إيران بالاتفاق المطروح للتفاوض الآن. هذا الاتفاق لن يمنع إيران من تطوير أسلحتها النووية. إنه يضمن لإيران أن تحصل على تلك الأسلحة، بل الكثير منها.

دعوني أشرح لماذا. لماذ لم يتم توقيع الاتفاق النهائي  حتى الآن بينما أصبحت مكونات أي اتفاق محتمل أمرا متاحا للعامة. أنت لا تحتاج إلى وكالات الاستخبارات ومعلومات سرية لمعرفة ذلك. يمكنك تعرف تلك المعلومات بواسطة “جوجل”.
في ظل غياب أي تغيير دراماتيكي، فإننا متأكدون أن أي اتفاق سيشمل تنازلين رئيسين لصالح إيران. التنازل الأول سيترك إيران بحوزتها بنية تحتية نووية كبيرة، ويمنحها وقتا مستقطعا قصيرا للحصول على قنبلة. والوقت المستقطع هو الوقت الذى تحتاجه لحشد ما يكفي من اليورانيوم والبلاتنيوم لصناعة قنبلة نووية. ووفقا للاتفاق لن تزال أي منشآت نووية. وقد تستمر ألاف الطاردات المستخدمة لتخصيب اليورانيوم في العمل. وقد يفصل ألاف منها بشكل مؤقت عن العمل لكنها لن تدمر.
لأن برنامج إيران النووي سيترك مصونا دون أن يمسه أحد، فإن الوقت المستقطع الذى ستحتاجه إيران (لإنتاج أسلحة نووية) سيكون قصيرا للغاية، وتقدره الولايات المتحدة بعام بينما تقدره إسرائيل بأقل من ذلك.
وإذا استخدمت إيران طاردات تخصيب متطورة وسريعة دون توقف عن العمل فإن الوقت المستقطع الذى ستحتاجه سيكون قصيرا للغاية.. قصير جدا.
صحيح أن قيودا محددة ستفرض على برنامج إيران النووي، وإلتزام إيران بتلك القيود سيكون تحت إشراف مفتشين دوليين. لكن هناك مشكلة، فالمفتشون  الدوليون يوثقون الانتهاكات لكنهم لا يوقفونها.
عرف المفتشون متى وصلت كوريا الشمالية إلى مرحلة تصنيع قنبلة نووية، لكنهم لم يوقفوا أي شىء. أغلقت كوريا الشمالية الكاميرات وطردت المفتشين. وخلال سنوات قليلة حصلت على قنبلة نووية. الآن نحن نعرف أنه خلال خمس سنوات سيكون لدى كوريا الشمالية ترسانة من 100 قنبلة نووية.
إيران مثل كوريا الشمالية لم تمتثل للمفتشين الدوليين. وقد حدث ذلك في ثلاث مناسبات متفرقة في 2005، و2006، و2010 عندما كسرت إيران الأقفال وأغلقت الكاميرات.
الآن أعرف أن ذلك لن يمثل صدمة لأي منكم، لكن إيران لم تتحد فقط المفتشين الدولين بل تلعب معهم الغميضة.

إن المنظمة الدولية للطاقة النووية قالت، أمس مجددا، إن إيران ترفض أن تكون واضحة فيما يتعلق ببرنامجي النووي العسكري. وقد رصدت إيران مر تين وليس مرة واحدة، وهى تدير منشآت نووية سرية في “ناتنز” و”قم”، وههى منشآت لم يكن يعلم المفتشون بوجودها أصلا.

الآن من الممكن أن تكون إيران تخفى منشآت نووية لا تعرف امريكا أو إسرائيل عنها أي شىء. وكما قال الرئيس السابق لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2013: “إذا لم يكن هناك أي  إنشاءات غير معلنة في إيران اليوم، سيكون ذلك لأول مرة منذ 20 عاما”. اثبتت إيران عدة مرات أنه لا يمكن الوثوق بها. ولهذا فإن التنازل الأول الرئيس سيكون مصدرا لقلق كبير. إنه يترك لإيران بنية تحتية نووية كبيرة ويعتمد على مفتشين لمنع الانتهاكات. هذا التنازل يمثل خطرا حقيقيا لأن إيران ستكون قادرة على امتلاك قنبلة بمجرد انتهاك الاتفاق.

لكن التنازل الثاني الرئيس يمثل خطرا أكبر حيث يمكن إيران من امتلاك قنبلة والابقاء على الاتفاق لأن كل القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني ستنتهي عمليا وبشكل تلقائي خلال عقد واحد. الآن، يبدو عقد من الزمن مدة طويلة في الحياة السياسية، لكنها مجرد غمضة عين في حياة أمة. إنها غمضة عين في حياة أطفالنا. علينا جميعا مسؤولية أن نقرر ماذا سيحدث إذا أصبحت قدرات إيران النووية عمليا غير مقيدة وبلا عقوبات.  ستصبح إيران وقتها حرة في بناء قدرات نووية ضخمة تمكنها من إنتاج الكثير والكثير من القنابل النووية.

يقول المرشد الأعلى لإيران بشكل واضح، إن إيران تخطط لامتلاك 190 ألف طارد تخصيب، وليس 6 آلاف أو حتى 19 ألفا كما تمتلك إيران اليوم. إن هذا العدد يعادل 10 مرات ما تمتلكه إيران اليوم – 190 ألف طارد لتخصيب اليورانيوم. تستطيع إيران بتلك القدرات الهائلة أن تصنع وقودا كافيا لترسانة نووية كاملة خلال أسبوع إذا اتخذت قرارها.

أكد صديقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذى اعرفه منذ وقت طويل، أن إيران يمكنها أن تمتلك بشكل شرعي طاردات تخصيب هائلة عندما تنتهي مدة الاتفاق.

أريدكم الآن أن تفكروا في الأمر. إن أبرز راعي للإرهاب العالمي يمكنه ان يمتلك خلال أسابيع اليورانيوم المخصب الكاف لترسانة  كاملة من الأسلحة النووية، وذلك في ظل غطاء كامل من الشرعية الدولية.

وبالمناسبة، إذا لم تكن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات جزء من هذا الاتفاق. وحتى الآن ترفض إيران أن تضع هذا الموضوع على مائدة المفاوضات. ستصبح إيران قادرة على إيصال تلك الترسانة النووية إلى أبعد الأماكن على الأرض، بما فيها كل مناطق الولايات المتحدة.

والآن ترون يا أصدقائي ان هذا الاتفاق يقدم تنازلين رئيسيين لإيران: الأول يترك لإيران برنامجا نوويا كبيرا، والثاني يرفع القيود على ذلك البرنامج خلال عقد من الزمان. ولهذا فإن ذلك الاتفاق سيئ. إنه لا يقطع الطريق على إيران  في سعيها لامتلاك قنبلة لكنه يمهد لها الطريق.

والسؤال: لماذا يقدم أي طرف على هذا الاتفاق؟.. هل لأنهم يأملون أن تتغير إيران للأفضل في السنوات المقبلة، أم لأنهم يعتقدون أن بديل هذا الاتفاق سيكون أمرا سيئا؟

حسنا، أنا أرفض ذلك. أنا لا اعتقد أن نظام إيران الراديكالي سيتغير للأفضل بعد هذا الاتفاق. هذا النظام في السلطة منذ 36 عاما، ومع مرور السنوات تتزايد رغبته الجامحة في العدوان. هذا الاتفاق سيزيد من شراهة—سيزيد فقط من شراهة إيران للمزيد.

هل ستصبح إيران أقل عدوانية عندما ترفع عنها العقوبات ويصبح اقتصادها أقوى؟ تلتهم إيران الآن أربع دول رغم العقوبات المفروضة عليها. إذا كم دولة ستلتهمها إيران عندما نرفع عنها العقوبات؟ هل إيران ستمول الإرهاب بشكل أقل إذا امتلكت جبال من الأموال بينما يمكنها ان تستخدمها لتمويل المزيد من الإرهاب؟

لماذا سيكون على النظام الإيراني الراديكالي أن يتغير للأفضل بينما يمكنه الاستمتاع بالأمرين معا: العدوان خارج حدوده، والرخاء في الداخل؟

هذا سؤال يطرحه كل شخص في منطقتنا. جيران إسرائيل – جيران إيران يعرفون أن إيران ستصبح اكثر عدوانية وسترعى المزيد من الإرهاب عندما يصبح اقتصادها غير مقيد وطريقها ممهد إلى امتلاك قنبلة (نووية).

العديد من هؤلاء الجيران يقولون غنهم سيردون بالتسابق إلى امتلاك أسلحة نووية. لذا فإن هذا الاتفاق لن يغير إيران إلى الافضل، إنه فقط سيغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ. اتفاق من المفترض ان يحد من انتشار الاسلحة النووية سيؤدي إلى إشعال سباق تسلح نووي في اكثر مناطق الكوكب خطورة.

هذا الاتفاق لن يعلن نهاية التسلح لكنه سينهي السيطرة على التسلح. سيصبح الشرق الأوسط قريبا محاصرا بالأفخاخ النووية. منطقة يمكن فيها  لمناوشات مسلحة صغيرة أن تشعل حروبا كبيرة وتتحول إلى منطقة نووية سريعة الاشتعال.

إذا كان أي شخص— إذا كان أي شخص يعتقد أن هذا الاتفاق يقدم حلا للمشكلة فعليه أن يعيد التفكير. عندما نصل إلى نهاية هذا الطريق سنواجه إيران الأكثر خطورة، وشرق أوسط ممزق بالقنابل النووية وعد تنازلي لكابوس نووي محتمل.
السيدات والسادة، جئت هنا اليوم لأخبركم أننا لا يجب أن نراهن بأمن العالم أملا في ان تتغير إيران للأفضل. لا يجب علينا أن نقامر بمستقبلنا ومستقبل أطفالنا.

يمكننا أن نصمم على استمرار فرض عقوبات على برنامج إيران النووي وليس رفعها طالما إيران مستمرة في عدوانها على المنطقة والعالم.

(تصفيق)

قبل رفع تلك العقوبات على العالم ان يطلب من إيران ثلاثة أمور. الأول: وقف عدوانها على جيرانها في الشرق الأوسط، والثاني….
(تصفيق)

ثانياً: توقفوا عن دعم الإرهاب حول العالم.

(تصفيق)

و ثالثاً: توقفوا عن التهديدات بإبادة دولتي،إسرائيل، الدولة اليهودية الأولى والوحيدة.

(تصفيق)

شكراً.

لو أن القوى العالمية غير مستعدة لتغير سلوك إيران قبل توقيع الإتفاقية، فعلى الأقل يجب أن يصروا على أن تغير إيران سلوكها قبل أن تنتهي مدة الإتفاقية.

(تصفيق)

لو غيرت إيران من سلوكها، سترفع القيود. أما إذا لم تغير سلوكها فستظل القيود كما هي.

(تصفيق)

لو إيران أرادت أن تعامل كدولة طبيعية، فعليها التصرف كدولة طبيعية.

(تصفيق)

أصدقائي، ماذا عن الرأي الذي يقول بأنه لا يوجد بديل لهذا الإتفاق، فالخبرة النووية الإيرانية لا يمكن محوها، هذا البرنامج النووي متقدم جداً وأفضل ما نستطيع فعله هو تأخير الأمر المحتوم، وذلك في الأساس ما يسعى إليه الإتفاق؟

الخبرة النووية الإيرانية بدون بنية تحتية نووية هو أمر لا يفيد بشىء. فقائد سيارات السباق بدون سيارة لن يستطيع القيادة. الطيار بدون الطائرة لن يطير. بدون الآلاف من أجهزة الطرد المركزي وأطنان من اليورانيوم المخصب أو منشآت المياه الثقيلة، لن تستطيع إيران أن تصنع أسلحة نووية.

(تصفيق)

البرنامج النووي الإيراني يمكن إجباره على التراجع إلى أبعد من العرض الحالي بالإصرار على إتفاق أفضل والإستمرار في الضغط على نظام سريع التأثر، وخاصة عقب الإنهيار الحالي في أسعار النفط.

(تصفيق)

الآن، لو هددت إيران بترك مائدة المفاوضات – ويحدث ذلك عادة في البازارات الفارسية – واستخدمت خداعها. سيعودون، لأنهم في حاجة إلى الإتفاق أكثر منكم.

(تصفيق)

و باستمرار الضغط على إيران وعلى من يقومون بأعمال تجارية مع إيران، أنتم تمتلكون القوة لجعلهم في حاجة للاتفاق أكثر.

أصدقائي، خلال أكثر من عام، تم إخبارنا أنه لا إتفاق أفضل من إتفاق سيئ. هذا اتفاق سيئ جداً. نحن أفضل بدونه.

(تصفيق)

الآن يتم إخبارنا أن البديل الوحيد لهذا الإتفاق هو الحرب. هذا ليس صحيحاً.

البديل لهذا الإتفاق السيئ هو اتفاق أفضل.

(تصفيق)

اتفاق أفضل لا يترك إيران مع بنيتها التحتية النووية الواسعة ومعها ما يكفيها من وقت مستقطع. الإتفاق الأفضل يضمن القيود على البرنامج النووي الإيراني كما هي حتى ينتهي عدوان إيران.

(تصفيق)

الإتفاق الأفضل لن يجعل طريق إيران سهلا إلى امتلاك قنبلة (نووية). الاتفاق الأفضل، والذي قد لا تحبه إسرائيل وجيرانها، لكن معه نستطيع أن نعيش، حرفياً. لا توجد دولة…

(تصفيق)

 لا توجد دولة لديها مصلحة أكثر من إسرائيل في اتفاق جيد يزيل تلك التهديدات بسلام.

السيدات والسادة، لقد وضعنا التاريخ على مفترق طرق مصيري. يجب علينا الآن أن نختار بين طريقين. الطريق الأول يؤدي إلى اتفاق سيئ في أفضل نتائجه سيحد من طموح إيران النووي لفترة قصيرة، لكن بلا شك سيقود إلى إيران مسلحة نووياً يؤدي عدوانها الجامح إلى الحرب.

الطريق الثاني، ورغم صعوبته، قد يقود إلى إتفاق أفضل، يمنع إيران من التسلح النووي، ويمنع وجود شرق أوسط مسلح نوويا ويمنع العواقب التى ستعود على البشرية من هذين الأمرين.

لا يجب عليكم قراءة روبرت فروست لتعرفوا. يجب أن تعيشوا الحياة لتعرفوا أن الطريق الصعب عادة هو غير الممهد، لكن سيصنع كل الفارق من أجل مستقبل دولتي، وأمن الشرق الأوسط والسلام العالمي، السلام الذي نأمله جميعاً.

(تصفيق)

صديقي، الوقوف في وجه إيران ليس بالأمر السهل. الوقوف ضد  الأنظمة القاتلة والظلامية ليس كذلك. معنا اليوم الناجي من الهلوكوست والفائز بجائزة نوبل إيلي فيزيل.

(تصفيق)

إيلي، حياتك وأعمالك تلهم وتعطي معنى لكلمة: ”ليس يحدث هذا مرة أخرى”.

(تصفيق)

و أتمنى أن أكون قادراً على وعدك، إيلي، بأننا تعلمنا من دروس التاريخ. استطيع فقط أن أناقش قادة العالم في ألا نكرر أخطاء الماضي.

(تصفيق)

ليس بالتضحية بالمستقبل من أجل الحاضر؛ ليس بتجاهل العدوان أملاً في سلام وهمي.

لكن أستطيع أن أضمن لك هذا، أن الأيام التي ظل فيها الشعب اليهودي سلبياً في مواجهة أعداء الإبادة الجماعية، هذه الأيام قد ولت.

(تصفيق)

لم نعد مشتتين بين الأمم، بلا قوة لحماية أنفسنا. لقد استعدنا سيادتنا على وطننا القديم. والجنود الذين يحمون وطننا يتمتعون بشجاعة بلا حدود. لأول مرة منذ 100 جيل، نحن، الشعب اليهودي نستطيع حماية أنفسنا.

(تصفيق)

لهذا السبب.. لهذا السبب، كرئيس لوزراء إسرائيل، أستطيع أن أعدك بأمر آخر: حتى لو وجب على إسرائيل الوقوف وحيدة، ستقف إسرائيل.

(تصفيق)

لكني أعلم أن إسرائيل لا تقف وحيدة. أعرف  أن أمريكا تقف بجوار إسرائيل.

(تصفيق)

أعرف أنكم تقفون بجوار إسرائيل.

(تصفيق)

أنتم تقفون بجانب إسرائيل لأنكم تعرفون أن القصة ليست فقط قصة الشعب اليهودي لكنها متعلقة بالنفس البشرية التي ترفض مرة أخرى وأخرى الخضوع لمخاوف التاريخ.

(تصفيق)

تواجهني الآن في هذه اللوحات، و تنظر إلينا في هذه الغرفة صورة موسى. قاد موسى شعبنا من العبودية إلى أبواب الأرض الموعودة.

و قبل دخول شعب إسرائيل إلى أرض إسرائيل، أعطانا موسى رسالة زادت من عزمنا لآلاف السنين. أترككم مع هذه الرسالة اليوم، و تحدث نتنياهو بالعبرية قائلاً: ”كونوا أقوياء وحازمون، لا خوف منهم ولا رهبة”.

أصدقائي، أتمنى أن تبقى إسرائيل وأمريكا واقفتين سوياً، قويتان وحازمتان. أتمنى ألا نخاف ولا نرهب التحديات التي تواجهنا. أتمنى أن نواجه المستقبل بالثقة والقوة والأمل.

أتمنى من الرب أن يبارك دولة إسرائيل، أتمني من الرب أن يبارك الولايات المتحدة الأمريكية.

(تصفيق)

شكراً لكم. شكراً جزيلاً لكم. شكراً لكم جميعاً.

أنتم رائعون

شكراً أمريكا. شكراً

شكراً لكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى