ترجمات

“الموت العظيم”.. انقراض جماعي سادس يُهدد الحياة على الأرض

بحلول عام 2300 يمكن أن تصل درجات الحرارة ما بين 35 و50% في المحيطات

ترجمة: رنا ياسر

Independent

نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية تقريرًا، ذكرت فيه أنه وفقًا لبحث جديد أن الاحترار العالمي الحاد الذي جعل حيوانات المحيطات غير قادرة على التنفس، تسبب في  أكبر انقراض جماعي على الإطلاق.

وقد تم القضاء على حوالي 95% من الكائنات البحرية والقضاء على 70% من الحياة على الأرض، في هذا الحدث الذي يُشار إليه في كثير من الأحيان باسم “الموت العظيم” الذي عصف بالحياة منذ 252 مليون سنة.

وربطت الدراسات السابقة ذلك بسلسلة من الانفجارات البركانية الضخمة في سيبيريا التي ملأت الغلاف الجوي بغازات دفيئة، ولكن ما  الذي جعل المحيطات لا تصلح للحياة، بقى سؤالاً لا يصلح للإجابة حتى الآن.

وحسب دراسة جديدة نُشرت في دورية “ساينس” العلمية، تُشير إلى أن درجات الحرارة ارتفعت بشدة لدرجة أن الماء الدافئ لم يستطع أن يحمل قدر كاف من الأكسجين لمعظم الكائنات الحية للبقاء على قيد الحياة.

ويشير خبراء إلى أنه في حالة استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بدون رادع، فأن ارتفاع درجة حرارة المحيطات قد تصل إلى 20% من المستوى الذي شهده أواخر العصر البرمي عام 2100.

وبحلول عام 2300، يمكن أن تصل درجات الحرارة ما بين 35 و 50%، وحينها سيصل “الموت العظيم” إلى أقصاه.

وفي الوقت ذاته، أعرب  رئيس فريق البحث، جاست بين، طالب الدكتوراه  في جامعة واشنطن: “أن الدراسة تلقي الضوء على احتمال حدوث انقراض جماعي ناشئ عن آلية مماثلة في ظل تغيير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية”.

قبل أن تولد انفجارات سيبيريا، الغازات الدفيئة، كانت محيطات الأرض ذات درجات حرارة ومستويات أكسجين مشابهة لتلك الموجودة اليوم.

وفي سلسلة المحاكاة الحاسوبية،  أثار  العلماء  فكرة الغازات الدفيئة التي تتطابق مع ظروف “الموت العظيم”، مما تتسبب في ارتفاع درجة حرارة المحيطات بنحو 10 درجات مئوية.

وأثار هذا النموذج، تغييرات جذرية في المحيطات، والتي فقدت نحو 80% من الأكسجين، لذا فإن ما يقرب من نصف قاع المحيط ومعظم المحيطات الأكثر عمقًا، أصبحت خالية تمامًا من الغاز  الذي يحافظ على دوام الحياة.

فقد درس الباحثون بيانات منشورة عن 61 نوعًا من الكائنات البحرية الحديثة بما في ذلك القشريات والأسماك والمحار والمُرجان وأسماك القرش، لمعرفة مدى قدرتها علىى تحمل هذه الظروف، وتم إدارج هذه النتائج لإنتاج “خريطة” حول الانقراض.

“عدد قليل جدًا من الكائنات البحرية ظلت في نفس البيئات التي تعيش فيها، وما كان لها إلا أن تفر أو تهلك” وفقًا لما قاله الدكتور كريتس دويتش، من جامعة واشنطن.

وأظهرت المُحاكاة أن الأنواع الأكثر تضررًا كانت تلك الأنواع الموجودة بعيدًا عن المناطق الاستوائية والأكثر حساسية المفقود فيها الأكسجين.

في الوقت ذاته، أكدت  البيانات المأخوذة من سجل الحفريات، وجود نمط انقراض مماثل  خلال “الموت العظيم” حيث أصبحت الأنواع الاستوائية التي تتكيف بالفعل مع الظروف الدافئة، ذات نسبة أكسجين منخفضة أكثر قدرة على إيجاد منزل جديد في مكان آخر، ولكن لم يكن هناك طريق للهروب للذين يتكيفون في البيئات الباردة والغنية بالأكسجين.

والجدير بالذكر أنه في السابق، لم يكن العلماء متفقين حول ما إذا كان نقص الأكسجين، والإجهاد الحراري والمواد الكيميائية، وظروف الحموضة الشديدة أو التسمم قد قضى على الحياة في المحيطات في نهاية العصر البرمي.

ويرى تقرير “الإندبندنت” أن هذه هي المرة الأولى التي يُجرى فيها توقعًا ميكانيكيًا حول سبب الأنقراض الذي يُمكن اختباره بشكل مباشر في سجل الحفريات، والذي يسمح لنا بعد ذلك بالتنبؤ بأسباب الانقراض في المستقبل، حسبما أوضح بن.

يعتقد الخبراء أن الأرض تمر الآن بانقراض جماعي ويُعد السادس في تاريخها، بسبب البشر على اعتبار  الاستغلال المفرط لموارد الكوكب والتلوث والتغيرات المناخية نتيجة لانبعاث غازات الدفيئة، كل ذلك أدى إلى زيادة في انقراض الأنواع في السنوات الأخيرة..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى