سياسة

المرشح الرئاسي جيب بوش “يتغزّل” بالسيسي: لابد أن نكافئه

زحمة- جيب بوش: السيسي أحد القادة العرب القلائل القادرين على مواجهة الإرهاب

دايلي كولر – جيمي وينستن – ترجمة: محمد الصباغ

في حوار مع “دايلي كولر” قام حاكم فلوريدا السابق جيب بوش والمرشح لرئاسة الولايات المتحدة عام 2016 بمناقشة رؤيته فيما يتعلق بسياسة الولايات المتحدة الخارجية. ورأى بوش أن مصر ”قضية كبيرة“ وحالة مهمة تعكس افتقاد الرئيس أوباما لاستراتيجية كبرى في التعامل مع قضايا السياسة الخارجية.  وقال إن الولايات المتحدة كانت تتأرجح في مواقفها وفقاً للظروف على الأرض خلال الثورة المصرية عام 2011.

وأضاف بوش: ”لم نتخذ موقفاً تجاه أي شئ واعتقد أننا انتهينا إلى الإضرار بعلاقة كانت سببا في أمن المنطقة“، وأكمل حديثه: ”ليست مصر المكان الأكثر أمناً في المنطقة، لكنها لعبت دوراً بناءً في هذا الشأن وتسعى جاهدة لفعل نفس الشئ الآن“.

وعند سؤال جيب بوش عما لو كان  رئيسا محل أوباما خلال ثورة 2011 هل كان سيختار الوقوف بقوة خلف  الديكتاتور المصري حسني مبارك ، لم يجب بشكل مباشر. وكان تركيزه على أن الولايات المتحدة ”لم يكن لديها سياسة آنذاك“ وبدت وكأنها تمارس “رد الفعل” على ما يجري على  الأرض“. وقال: ”لم يكن لدينا هناك استراتيجية“، وأكمل: ”مآخذي على الرئيس أوباما كرئيس – وذلك بعيداً عن الاعتقاد بالحضورالأمريكي في العالم، فالقيادة الأمريكية في العالم ليست قوة خير إذا انسحبت يصبح العالم كله غير مستقر-  هي أنه ليس هناك اتجاه ما يرشد سياستنا.  التي ينبغي أن تكون خليطاً من مناصرة الحرية والديموقراطية مع الأمن، والتركيز أيضاً على الاهتمامات الاقتصادية. لكن أيا كان، لم يتم التعبير عنها بتناسق يعكس ما تؤمن به أمريكا وما تقف من أجله أمريكا.“

يرى بوش السيسي كأحد القادة العرب القليلين القادرين على ”الوقوف ضد هذا الإرهاب الإسلامي“. لكنه أضاف أن أوباما ”لم يملك قراراً فيما يتعلق بمن سيدعمه“ بعد انقلاب السيسي ” امارس علاقة تصعيدية ومنفّرة ، وليست بالقوة التي ينبغي أن تكون بها.“ يعتقد بوش أيضاً أن السيسي ”يجب أن يكافأ“ لوقوفه ضد المتطرفين الإسلاميين. مثل هذا السياسة قد تساعد الولايات المتحدة  ”لتملك تدخلاً وعلاقة مع الحكومة“ وبمجرد حدوث ذلك، يضيف بوش: ”يمكنك أيضاً أن تعبر عن رغباتك تجاه عناصر أخرى في سياستك الخارجية“.

يقصد بوش أن الولايات المتحدة يجب أن تكسب التفاعل والثقة من أجل إقناع السيسي بتهدئة التجاوزات التي يقوم بها نظامه الديكتاتوري.

وفي الشأن الليبي يرى بوش أن الفشل الحادث كان يتعلق بالإستراتيجية والتدخل. وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة يجب عليها التدخل أم لا، أجاب بوش بانتقاد سياسة إدارة أوباما وأنها ”تقود من الخلف“.

وأضاف: ”لم يكن هناك استراتيجية على المدى الطويل للتعامل مع فوضى ما بعد القذافي.. والآن لدينا على الأقل حكومتين، بالإضافة إلى المتمردين في كل أنحاء ليبيا، وخلق ذلك وضعا غير قابل للسيطرة. أعتقد أن الولايات المتحدة كانت مخطئة لعدم وضع استراتيجية أبعد من الضربات الجوية“.

وحول إذا ما كان أوباما أخطأ في تدخله عامة، قال بوش إن الخطأ كان في فعل ذلك ”بدون استراتيجية“. وأضاف: ”الرئيس أوباما كان يلعب دوراً ثانوياً لو تتذكرون… وأعتقد أن ذلك لم يكن الوضع المناسب للولايات المتحدة“.

وعلى العكس من شقيقه جورج بوش بدا وكأنه أقل تأكيداً في خطاباته على تعزيز الديمقراطية. فقال جيب بوش إن الديمقراطية الليبرالية هي مجرد  ”إحدى” القيم التي يجب أن نعززها“، وأضاف إنها “بالكاد” الأهم.

وأكمل: ”يجب أن نقلل من إدراكنا بأن كل دولة ستكون دولة ديمقراطية صغيرة فوراً، والعراق قد يكون مثالا جيدا على ذلك“ فيما أكد على أن التركيز على الأمن سيؤدي في النهاية إلى هذا النوع من الديمقراطية.

أما عن العلاقة مع كوبا التي أعلن الرئيس أوباما أن الدولتين توصلتا إلى اتفاق بإعادة فتح السفارات في العاصمتين بعد 54 عاماً من القطيعة، أدان بوش هذا التحرك وقال إن ذلك سيساعد فقط في ”إدامة“ النظام الاستبدادي الكوبي. وعند سؤاله عن سبب رأيه هذا بالرغم من أن الولايات المتحدة على علاقة عادية بدول استبدادية أخرى كالصين والسعودية، قال: ”الفارق بين الصين وفيتنام هو أننا حصلنا على شئ مقابل التفاوض حول العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول. جعلنا الصين تدخل في منظمة التجارة العالمية وبطريقة ما جعلناهم مجرد شريك، ليسوا شريكا لنا فقط، بل شريك تجاري لبقية العالم- تتبنى المعايير العالمية“.

وأكمل: ”أما بخصوص فيتنام، وصلنا لمعادلة بشأن الأسرى والمفقودين“، وأضاف: ”لم نحصل – في كوبا- على شئ في مقابل هذا الجهد “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى