ترجماتسياسة

الكُتاب يدقون ناقوس الخطر لوزير الداخلية ويحكون وقائع بشعة من التجاوزات الأمنية

اشتباكات أمن

على مدار الأسبوع الماضي تعالت أصوات الكتاب من صحف الشروق، والوطن، والتحرير محذرة من نتائج  تجاوزات الشرطة السلبية، ومحاولة التغطية عليها قانونياً ، وتساءل د.مصطفى كامل السيد في صحيفة الشروقهل يمكن أن تكون من أنصار ثورة 25 يناير فى موجتها الأولى فى سنة 2011 وفى موجتها الثانية فى 30 يونيو 2013 وتكون فى نفس الوقت ناقدا لبعض ممارسات أجهزة الأمن؟” ويعدد كامل في مقاله الذي اختار أن يعنونه (التكلفة الباهظة للتجاوزات الأمنية) مظاهر تجاوزات الشرطة قائلا “مع تقديرى للتضحيات الهائلة التى يقوم بها جهاز الشرطة وفرق من القوات المسلحة فى مطاردة جماعات مسلحة فى سيناء وفى شرق الدلتا وشعورى بالحزن لمن قضى نحبه فى هذه المواجهات من جنود وضباط الشرطة والقوات المسلحة، بل ومع دعوتى أن تظهر الشرطة حسما أكبر فى التعامل مع من ينتهكون القوانين جهارا سواء كانت قوانين المرور أو استخدام الفضاء العام من شوارع وكبارى لأغراضهم الخاصة، إلا أن الأمانة تقتضى الإقرار بأن ما تقوم به بعض أجهزة الشرطة يبدد ثقة كثير من المواطنين وخصوصا الشباب فى الحكومة الانتقالية، ولا يمكن اعتباره ممارسات مقبولة فى بلد قام بثورة رفضا لهذه الممارسات.”

أحد وقائع التجاوزات الشرطية يسردها بالتفصيل الكاتب محمد حليم بركات في مقاله (فضيحة في شارع طلعت حرب) بصحيفة التحرير عن اقتحام المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ،يقول بركات ” في تمام الساعة الثانية عشر إلا ربع ليلة الخميس الماضي كنت صاعداً إلى مكان عملي في إحدى عمارات هذا الشارع وسط القاهرة، وجدت خمسون رجلاً بزي مدني ويحملون أنواع مختلفة من الأسلحة، قالوا لي ممنوع الدخول الأن لأي شخص هذه العمارة، فقلت لهم أني محامي وأريد أن أصعد إلى مكتبي، فقلت لهم من أنتم، فقالوا نحن من الشرطة وننفذ مهمة في هذه العمارة، فقلت لهم أنا أحتاج للصعود إلى مكتبي الأن لأن لدي عمل يجب أن أنهيه الأن.. فدفعوني بقوة بعيداً عن مدخل العمارة وقالي لي لا تحاول أن تفعل هذا مرة أخرى كي تكون بأمان، فاعترضت على دفعهم لي بالقوة وما كان مني بعد ذلك سوى أني تنحيت جانباً.. ففوجئت بأنهم يجرون خمسة من زملائي المتطوعين بالمركز اللذي أعمل به ويقتادوهم ويوسعوهم ضرباً طوال عدد درجات السلم وأحد هؤلاء الأشخاص التابعين لهم يقوم بتصوير عملية الضرب هذه.. فقلت لهم من الواضح أن تلك العملية التي جئتم تنفذونها كانت عندنا في المركز، وهذا مكتب محاماة لا ينبغي أن تقتحموه ولا تفتشوه ولا تستولوا على أي شيء ولا تقبضوا على أحد دون أن الحصول إذن النيابة الكلية وإخطار نقابة المحامين كما ينص قانون الإجراءات الجنائية وقانون المحاماة.. فعندما طلبت رؤية إذن النيابة واعترضت على ضرب الزملاء حيث إن جاز القبض عليهم فضربهم وإهانتهم جريمة.. فما كان منهم سوى ضربي أنا الأخر وقالوا طالماً أنت زميلهم فيجب أن تأتي معهم.”

وقائع أخرى يسردها الكاتب عمار علي حسن في مقاله (عاجل لوزير الداخلية : هناك شيء خطأ) في صحيفة الوطن ، قائلا “حين يتصل بى، عند الرابعة فجرا، رجل من قرية «سلامون» مركز الشهداء بالمنوفية، ولا يحجزه عن البكاء سوى الكبرياء ليستغيث بى من ملازم أول أوقفه هو وصاحبه فى شارع بورسعيد، أمام مديرية أمن القاهرة، وهما ذاهبان لصلاة الفجر فى مسجد السيدة نفيسة، وتعمد إذلالهما. وقد كانا فى سيارتهما، وطلب منهما التوقف، وهو يرتدى الزى المدنى، فسأله أحدهما عن هويته، وهذا حقه، فسخر منهما، وبعد أن أظهر لهما «الكارنيه» طلب منهما بطاقتيهما، فمداهما إليه، وقال له أحدهما، وهو ممن شاركوا بقوة فى ثورتى يناير ويونيو وأنا شاهد على هذا: حمدا لله على عودة الشرطة إلى الشعب بعد ثورة يونيو، فتجهم الضابط فى وجهه، وقال له باستخفاف: بلاش أوهام. وتعمد أن يجرى مكالمة هاتفية مطولة مع سيدة يسمعها غزله، وربما سخفه، وتركهما واقفين فى انتظاره، بعد أن أدار لهما ظهره، ولم يكن ينقصه سوى أن يقول لهما العبارة الإخوانية الشهيرة: موتا بغيظكما … هناك شىء خطأ..”

أما الكاتبة نادية مبروك فتحكي في مقالها ( خطط أمن الدولة للتغطية القانونية على عمليات القتل) بصحيفة الشروق وقائع أكثر قدما تعود للثمانينات والتسعينات ، وتبدو عندما تقرأها إضافة إلى الوقائع السابقة وكأن ثورة لم تم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى