منوعات

القس الذي أنفق ميراثه على شراء الكنائس المغلقة ليعيد فتحها

نحو 200 ألف جنيه استرليني..

BBC

انفق قس بريطاني سابق نحو 200 ألف جنيه استرليني من ميراثه عن والدته على شراء الكنائس المغلقة في ويلز، والتي كانت بصدد التحول إلى شقق سكنية، وأعاد فتحها أمام المصلين.

وخلال السنوات الأخيرة قام القس روبرت ستيفي، البالغ من العمر 71 عاما، بشراء 12 كنيسة قديمة مغلقة في قرى جنوب ويلز وكلفته آخرها 40 ألف جنيه استرليني.

“كلمة الرب”

وقال ستيفي إن الأمر لا يتعلق بالمال وإنما “بنشر كلمة الرب والحفاظ على تراثنا، فمنذ 100 عام فقط كانت الكنيسة في قلب مجتمعاتنا”.

وكان القس ستيفي، الذي عمل في كنيسة بشمال العاصمة البريطانية لندن، قد زار قرى منطقة جنوب ويلز حيث لاحظ العدد الكبير من الكنائس التي يتم إغلاقها هناك وتحويلها إلى شقق سكنية أو تسويتها بالأرض.

وقال إن هذه الكنائس التي تغلق لم تكن مراكز دينية فحسب، بل كان لها نفوذ كبير في ما يتعلق بالنواحي الثقافية والتعليمية والحياة السياسية أيضا في المجتمع.

وقرر حينئذ أن يبذل كل ما في طاقته لإنقاذ ما يستطيع إنقاذه منها من هذا المصير وإعادة فتحها أمام الهدف الأصلي الذي أقيمت من أجله.

“إنقاذها من أيدي المستثمرين”

وقال القس ستيفي: “نريد أن نزرع هذه الكنائس في قلب القرى، وأريد إنقاذها من أيدي المستثمرين الذين يريدون تحويلها إلى شقق ومنازل”، مضيفا: “الناس بحاجة إلى رسالة بسيطة عن الحب وكيف مات المسيح من أجلهم”.

وأشار إلى أنه قد لا يستطيع إنقاذ كل الكنائس ولكنه يفعل ما في وسعه “وذلك يشعرني كثيرا بالرضا وبالإيجابية تجاه المستقبل”.

القس ستيفي متزوج وله خمسة أبناء توفي أحدهم وأصيب آخر في حادث مرور كاد أن يودي بحياته، ويقول ستيفي: “كاد يموت في الحادث، وقد صلينا كثيرا إلى جانب فراشه في المستشفى وهو يسير الآن على كرسي متحرك ويساعدني في إدارة الكنائس”.

“أمر إيجابي”

وقد رحب الأب جاريث كومبيس، وهو قس إنجيلي، بخطوات ستيفي قائلا: “إن الكنائس فقدت صلتها بالمجتمع ولم نعد نتوقع إقبال الناس على الكنائس بنفس الطريقة التي كانوا عليها سابقا، فالأطفال يمارسون الرياضة يوم الأحد، ولذلك فإن وجود من يفتح الباب لاستقبال الناس للصلاة أمر إيجابي”.

ومن جانبه، يقول الدكتور جيثين ماثيوز، كبير المحاضرين في التاريخ بجامعة سوانزي: “منذ عام 1905 بدأ عدد الكنائس في التراجع في ويلز ولم يرتبط ذلك بإغلاق المناجم فحسب بل إن عدداً كبيراً من العائدين من الحرب العالمية الأولى كانوا متشككين في رسالة الكنيسة في ما يتعلق بـ “الحرب العادلة”.

ومضى يقول: “ومنذ ذلك الحين تطور المجتمع المعاصر وظهرت أشكال مختلفة من الترفيه وبدأ النظر إلى الكنائس على أنها جامدة وموضة قديمة”. قد يبدو ذلك تاريخ ماض ولكن النتيجة واضحة اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى