سياسة

الغضب الأسود في ميزوري .. كيف قتلوا مايكل براون؟

  الطواريء وحظر التجوال لم يهدآ  غضب السكان السود في مدينة فيرجسون الأمريكية احتجاجا على مقتل الشاب مايكل براون

ديفيد فون دريلي – تايم

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

يستمر المسؤولون في مقاطعة سان لويس وفي مدينة فيرجسون بولاية ميزوري في صمتهم بعد  أيام من إطلاق ضابط شرطة النار على مراهق أسود البشرة وارداءه قتيلاً، لكن شاباً يقول أنه كان مع الضحية وقت إطلاق النار وصف اعتداءاً غير مبرر أطلق فيه الضابط الرصاص بشكل متكرر حتى بعد أن رفع الضحية ذراعيه وتوسل له أن يوقف إطلاق الرصاص.

في لقاء مع شبكة “إم إس إن بي سي” قال دوريون جونسون، 22 عام، إن صديقه مايكل براون، 18 عام، كان يمشي في الشارع عندما أمره الضابط بأن يمشي على الرصيف وعندما لم يستجب براون مباشرة قام الضابط بشل حركته عبر خنق رقبته وعندما حاول الشاب تحرير نفسه سحب الضابط مسدسه وأطلق النار.

بعد ان أصيب حاول براون أن يهرب لكنه تلقى طلقة ثانية في الظهر وعندها استدار رافعاً ذراعيه ويقول جونسون إنه قال “لا أحمل سلاحاً، أوقف إطلاق النار!

رواية جونسون للأحداث قابلها فراغ معلوماتي نتج عن صمت مسئولي المدينة والمقاطعة والولاية والمسئولين الفدراليين. وكان قائد الشرطة في مدينة فيرجسون، توماس جاكسون، قال الاثنين إن المعلومات المتعلقة بوفاة براون سيتم إعلانها ظهر الثلاثاء، لكن مع اقتراب الموعد أعلن متحدث باسم الشرطة تغييراً في الخطة: لن يتم الكشف عن اسم الضابط ولن تلتزم السلطات بموعد لإعلان نتائج فحص الطب الشرعي وتفاصيل التحقيقات الأخرى.

مايكل براون
مايكل براون

وقال المتحدث باسم شرطة مدينة فيرجسون، تيموثي زول، مشيراً إلى التهديدات على وسائل التواصل الإجتماعي “نحن نحافظ على سلامة الضابط بعدم الكشف عن اسمه.”

التزمت شرطة مقاطعة سان لويس الصمت كذلك، حيث تستمر تحقيقاتهم في الحادث. وقال الضابط برايان شيلمان ” لكن الأمر ليس بيدنا للكشف عن اسم الضابط إنه أمر شخصي وهو متروك لشرطة فيرجسون.”

وقال القس آل شاربتون والمحامي الحقوقي الذي يمثل عائلة براون، بينجامين كرامب، في مؤتمر صحفي بسانت لويس إنهم بصدد مقاضاة شرطة فيرجسون من أجل الكشف عن اسم الضابط، ومشيراً إلى عدم الثقة في شرطة فيرجسون طالب كرامب وزارة العدل بتولي التحقيق.

التحقيق أصبح معقداً أكثر من ذي قبل حيث أصبحت الشرطة مضغوطة لمحاولة الحفاظ على السلم وسط مجتمع غاضب ومضطرب.

( *أعلنت الشرطة يوم الجمعة أن اسم الضابط هو “دارين ويلسون، وقالت أن “مايكل براون ” كان مشتبها به في جريمة سرقة”

وتحولت مساء الأحد مظاهرة سلمية إلى مشهد فوضوي من الحرق والنهب، ومنذ ذلك الوقت يجوب رجال شرطة مجهزون بقنابل مسيلة للدموع أجزاء من مدينة فيرجسون التي يسكنها 21 ألف نسمة معظمه من الطبقة العاملة.

في فيرجسون عاشت أجيال من العائلات مختلطة العرق ويعود أصل بعض السكان إلى العبيد الذين تم بيعهم لبيوت المزادات على شاطئ الميسيسيبي. واليوم يمثل الأمريكيون من أصل إفريقي ثلثي سكان المدينة والثلث الأخير من قوقازي العرق. والعلاقات العرقية بين سكان المدينة غالباً متناغمة إلا من توترات متكررة بين السكان السود ومسئولي المدينة القوقازيين.

“فيرجسون مدينة معروفة بتحاملها ضد السود” يقول جورج تشابمان وهو أمريكي من أصل أفريقي عمره 50 عاماً وعاش معظم حياته في المدينة لكنه قال إنه رحل عنها لأنه “تعب من الشرطة.” يضيف تشابمان “الشرطة توقفنا طول الوقت ولا يظهرون لنا أي احترام ويعاملوننا وكأننا لا شيء.”

وأظهر تقرير عرقي من مكتب المحامي العام في ميزوري أن الأمريكيين من أصل إفريقي أكثر عرضة بشكل لافت للاعتقال والإيقاف من شرطة المرور.

وقال والدا مايكل براون في مؤتمر صحفي يوم الاثنين إن ابنهم تغلب على صعاب متعلقة بالعرق يواجهها الكثيرون من الشباب الامريكيين من أصل إفريقي. “كان ولداً صالحاً” قال الأب مايك براون وأضاف أنه عازماً على تحقيق ذاته وأعد نفسه لدراسة التدفئة والتبريد.

استنكرت عائلة فيرجسون نهب المتاجر والعنف والتخريب الذي أسفر عن متاجر خالية ورسومات جرافيتي على الحوائط تحرض على العنف ضد الشرطة.

سانت لويس ليست اول مكان سيذكره الأمريكيون عند سؤالهم عن المدينة الجاهزة للاشتعال، لكن الصدع يحث نتيجة احتكاك سطحين ببعضها البعض وسانت لويس كانت دوماً مكاناً يلتقي فيه السطحان.

تاريخ العنصرية في سانت لويس يرجع إلى زمن قديم، يمكن أن نرجع إلى حادثة دريد سكوت عام 1857 أو إلى عام 1916 حين مررت المدينة قانوناً يقيد ملكية السود للمنازل إلى أحياء بعينها.

بينما تمتد التوترات في فيرجسون والمناطق المحيطة بها لليوم الرابع، تهتف مجموعة من المتظاهرين السلميين “لسنا أغبياء .. لسنا أغبياء!” متوجهين بالهتاف نحو صف من 130 شرطي من شرطة مكافحة الشغب بالمقاطعة.

تشانيل روفين، 25 عام وتقيم بفيرجسون، قالت إن “شرطة فيرجسون لا تحترمنا ويتحرشون بالسود طول الوقت”. وقالت إنها كانت تعرف مايكل براون وإنه “كان شاباً لطيفاً وكان سيبدأ الدراسة في الكلية وسيبدأ في تحقيق ذاته ولم يستحق أبداً أن يطلق عليه الرصاص بهذا الشكل.”

ومثل آخرين في الحشود لم تحاول روفين أن تفسر الشغب ولكنها مالت إلى تبريره حيث قالت “لا أقول أن ما فعلوه كان صائباً،” ثم تجرأت قائلة “الناس كانوا يتصرفون وفقاً لمشاعرهم، الكثيرون مجروحون.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى