رياضة

العنصرية في ملاعب كرة القدم.. محمد صلاح آخر ضحاياها

آخر هدف للعنصرية في أوروبا كان محمد صلاح

تعرَّض النجم المصري محمد صلاح لهتافات عنصرية من جانب بعض المشجعين لفريق تشيلسي الإنجليزي قبل أيام قليلة في التشيك، وبالتحديد قبل مباراة تشيلسي وسلافيا براغ في الدوري الأوروبي.

كان انتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال أيام الماضية يظهر عددا من مشجعي تشيلسي وهم يطلقون أوصافا عنصرية تجاه صلاح في إحدى الحانات، وذلك قبيل مباراة ليفربول وفريقهم الأحد.

الصحافة تُعلّق على الواقعة:

 

بيان الاتحاد الدولي لكرة القدم:

أصدر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بيانا استنكر فيه السلوك العنصري لبعض الجماهير.

لكن بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «فيفا» تجاهل محمد صلاح، والمهاجم الدولي الإيطالي ولاعب يوفنتوس مويس كين، من قائمة اللاعبين الذين أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم مساندتهم إزاء الحملات العنصرية التي تعرضوا لها في مختلف الملاعب الأوروبية هذا الموسم.

كان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أعلن مساندة العديد من اللاعبين ضد الحملات العنصرية التي تعرّضوا لها هذا الموسم في أوروبا وهم: الدولي السنغالي كاليدو كوليبالي لاعب نابولي الإيطالي، الجناح الدولي الإنجليزي رحيم ستيرلينج لاعب مانشستر سيتي، وداني روز ظهير أيمن مانشستر سيتي، برينس جوانو لاعب نادي إميان الفرنسي.

وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم في بيان رسمي له عبر موقعه على أنه يقف دائمًا بجوار اللاعبين والمدربين أو أي فرد من أفراد منظومة كرة القدم والذين يتعرضون للعديد من الحملات العنصرية التي تعرّضوا لها هذا الموسم في مختلف الملاعب الأوروبية، وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم سوف يظل يحارب جاهدًا تلك الحملات العنصرية في مختلف ملاعب كرة القدم، وأن «فيفا» سوف يظل ضامنًا لجميع أطراف اللعبة أنه سوف يدعم وبقوة اللاعبين الذي يتعرضون لتلك الحملات العنصرية الشعواء وأنه سوف يعمل جاهدًا على حمايتهم باتخاذ أقوى الإجراءات القانونية ضد من يتسببون في تلك الحملات العنصرية الدخيلة على عالم كرة القدم.

وتجاهل الاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة جياني إنفانتينو، ذكر اسم الجناح الدولي المصري محمد صلاح والذي تعرّض لحملتين عنصرتين هذا الموسم في إنجلترا، الأولى كانت خلال مباراة ليفربول ووست هام يونايتد بالدور الثاني من بطولة الدوري الإنجليزي، والمهاجم الدولي الإيطالي مويس كين، والذي تعرض لهتافات عنصرية خلال مباراة فريقه يوفنتوس أمام كالياري بالدوري الإيطالي هذا الموسم.

بيان الأزهر:

وقال الأزهر عبر صفحته الرسمية على موقع “تويتر”، الجمعة: “يستنكر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بشدة الهتافاتِ العنصرية التي أطلقها بعض مشجعي نادي “تشيلسي”، مساء أمس الخميس، ضدَّ اللاعب محمد صلاح، المحترف في نادي “ليفربول”، قبل لقاء الفريقين المرتقب في الدوري الإنجليزي، وذلك على خلفية أن اللاعب عربي “مسلم””.

واعتبر الأزهر هذه السلوكيات “العنصرية المقيتة مؤشرا خطرا يدلل على أن الممارسات المتطرفة لا تقف عند حدِّ كراهية المسلمين في الشوارع أو الاعتداء على دور عبادتهم، بل وصل صداها إلى ملاعب كرة القدم.”.

في السياق نفسه، أشاد الأزهر أيضا بموقف ناديي ليفربول وتشيلسي تجاه الهتافات العنصرية التي تعرض لها صلاح.

وأعرب المرصد في تغريدات له عبر موقع التواصل “تويتر” أمس، عن تقديره لموقف نادي ليفربول، الذي وصف تلك الهتافات بأنها «تمييزية وجريمة كراهية»، وكذلك رد فعل تشيلسي الذي شدد على «اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هؤلاء الأفراد الذين تسببوا في إحراج الغالبية العظمى لمشجعي النادي الذين لا يقبلون مثل هذه الأفعال العنصرية».

وطالب الأزهر، الاتحاد الإنجليزي واتحادات كرة القدم حول العالم «بمكافحة التطرف، وتعزيز الأجواء المناسبة لنشر ثقافة قبول الآخر ونبذ الكراهية في ملاعب كرة القدم»، مشددا على أن «الاعتداء على الآخر بالقول أو الفعل أمر غير مقبول ترفضه كل الأعراف والأديان التي كرّمت الإنسان بغضّ النظر عن دينه أو جنسه أو لونه». داعيا مجتمعات العالم إلى «نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر، التي جسدها الأزهر والفاتيكان في وثيقة (الأخوة الإنسانية) التي تم إطلاقها في فبراير الماضي من أبوظبي».

وقائع عنصرية أخرى:

وقبل “صلاح” هناك العديد من نجوم كرة القدم حول العالم تعرّضوا لهتافات عنصرية، بسبب اللون أو الدين أو الانتماء السياسي.

  • تيري هنري

قال المهاجم الفرنسي تيري هنري، نجم أرسنال السابق، إنه تعرض للعنصرية، قائلا: “إنه يكره العنصرية والاضطهاد في الملاعب الأوروبية، خاصة التي يتعرض لها اللاعبون المسلمون والسود.. فعندما تذهب بالقرب من الجماهير وتسمع كلاما عنصريا، ويكون الملعب بأكمله يقول ذلك ومن المفترض أن تلتزم الهدوء”.

وتحدث عن العنصرية قائلا: “عندما تذهب للعب ضربة ركنية، أسود، أسود قرد وسلالة القرود، الملعب كله كان يقول ذلك في بعض الأحيان، ومن المفترض أن ألتزم الهدوء، لم أكن أفقد هدوئي، ولكن بعض اللاعبين لا يتمالكون أنفسهم” حد قوله.

  • صامويل إيتو

الكاميروني مهاجم برشلونة السابق صامويل إيتو، تعرض للعنصرية خلال مباراة فريقه برشلونة أمام ريال سرقسطة، ونفس الأمر تكرر بعد انتقاله من البارسا إلى إنتر ميلان، حيث وجهت بعض جماهير كالياري الإيطالي، هتافات عنصرية ضد اللاعب وهو ما قوبل بتغريم الجماهير 25 ألف يورو.

  • دروجبا

تعرض هداف كوت ديفوار ديديه دروجبا، لهتافات عنصرية من جماهير فنربخشة التركي، عندما كان لاعبا بفريق جالاتا سراي، خلال مباراة الفريقين في الدوري، وشهدت المباراة هتافات عنصرية من جماهير المنافس لنجم تشيلسي السابق، وهو ما دفعه للرد عليها قائلا: “تصفوني بأنني قرد لكنكم ابتهجتم عندما حققت الفوز بدوري الأبطال.. ونسيتم أيضا أن شقيقي القرد هو من أحرز هدفي الفوز”.

وتساءل دروجبا مخاطبا الجماهير التي هاجمته: “هل تعتبرون أنفسكم مشجعين حقيقيين بعد كل ذلك؟”.

  • يايا توريه

تعرض يايا توريه نجم برشلونة ومانشستر سيتي السابق، لإهانات عنصرية على غرار “صرخات القردة” من جماهير سيسكا موسكو، ووقتها هدد توريه بمقاطعة اللاعبين الأفارقة لكأس العالم.

  • ماريو بالوتيلي

وخلال وجوده في إيطاليا برفقة إنتر ميلان أو مع المنتخب الإيطالي، تعرض ماريو بالوتيلي للكثير من الهتافات العنصرية، مما جعله يبكي في إحدى المباراة.

  • بليز ماتويدي

وتعرض بليز ماتويدي، لاعب فريق يوفنتوس الإيطالي، لإهانات وسباب عنصري من طرف جمهور كالياري، مما تسبب في بكائه حيث نشر ماتويدي، صورة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وهو يبكي قائلًا: “أنا ضحية هتافات عنصرية من قبل مشجعي كالياري”.

  • داني ألفيش

وتعرض البرازيلي داني ألفيش، للعنصرية بعد أن رشقه الجمهور بقطعة موز، في مباراة برشلونة أمام فياريال ضمن منافسات الدوري الإسباني.

  • مونتاري

وغادر اللاعب الغاني، سولي علي مونتاري، لاعب فريق ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني، الملعب بعد أن قام جماهير فريق كالياري بتقليد أصوات القرود.

  • أسامواه

وتعرض أسامواه لهتافات عنصرية من جماهير نادي هانزا روستوك، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، في بطولة كأس ألمانيا، إضافة إلى تقليد أصوات القردة كلما اقترب اللاعب من المدرجات.

عنصرية ضد مسلمين وأفارقة:

لكن هذه ليست الواقعة الأولى من نوعها، سواء بالنسبة إلى صلاح أو لغيره من اللاعبين العرب والمسلمين والأفارقة المحترفين في أوروبا، ونستعرض هنا عددا من هذه الوقائع.

  • أوزيل يعتزل اللعب الدولي

دفعت العنصرية اللاعب الألماني من أصل تركي، مسعود أوزيل، إلى اعتزال اللعب الدولي في أعقاب كأس العام في يوليو 2018.

كانت بعض الصحف الألمانيةوجهت انتقادات شديدة لأوزيل، الذي لعب في صفوف المنتخب الألماني، بسبب صورته مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مايو من نفس العام.

واتهمته صحيفة بيلد الألمانية بدعم “طاغية يحاول فرض ديكتاتورية إسلامية”، بعد لقائه أردوغان وإهدائه قميصه، كذلك اتهمته صحف أخرى بضعف الولاء لألمانيا، وذلك قبل أسابيع من انطلاق كأس العالم.

ثم جددت بيلد الاتهام بعد خروج ألمانيا من الدور الأول من البطولة، إذ قالت إن “أداء أوزيل السيئ” أدى إلى إقصاء الفريق.

ونشر أوزيل ردا عبر حسابه على “تويتر”، اتهم فيه رئيس اتحاد الكرة الألماني بالعنصرية، وقال “في نظر غريندل (رئيس الاتحاد) ومؤيديه، أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر.”

واحتفت الحكومة التركية بقرار أوزيل، فغرّد وزير العدل التركي عبدالحميد غول عبر حسابه على “تويتر” أن قرار أوزيل بترك المنتخب الألماني “أجمل هدف ضد فيروس الفاشية.”

  • بنزيما “بلا عقل”

انتقد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، لاعب ريال مدريد، كريم بنزيما، وقال إنه “بلا عقل”.

وأتت هذه التصريحات عام 2016، في أعقاب تورّط بنزيما في قضية ابتزازه زميله في المنتخب الفرنسي، ماتيو فالبوينا.

وقال هولاند لاحقا إن بنزيما ليس مثالا يُحتذى، وإنه “سبب أزمة أخلاقية. هو لاعب كبير ولا يجب أن يفعل مثل هذه التصرفات الصبيانية ويبتز أحد مواطنيه بهذا الشكل.”

واتهم اللاعب هولاند بالعنصرية بسبب ديانته وأصوله الجزائرية، وقال “إن الرئيس بدلا من أن ينهي المشكلة أسهم في إشعالها أكثر.”

وانتقد زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد آنذاك، تصريحات الرئيس الفرنسي. وقال إن من حق الرئيس توجيه انتقادات، “لكن ليس بقول أمور غريبة” تُشعر اللاعب بالانزعاج.

وعوقب بنزيما آنذاك بالاستبعاد من المنتخب الفرنسي.

  • توريه “يشبه القرود”

نقلت صحيفة “ماركا” الإسبانية عن لاعب ساحل العاج، يايا توريه، أن أسوأ تجاربه كانت في صفوف نادي ميتالور دونستيك الأوكراني عام 2003.

وقال توريه إنه كان يشعر “بالإهانة” وبعبء كبير مع كل مباراة لاضطراره أن يواجه الهتافات العنصرية ضده.

ووجّه مشجعون هتافات عنصرية لتوريه آنذاك، إذ رددوا أغنيات تشبه صوت القرود، ووجهوا سبابا عنصريا للاعب بسبب بشرته السمراء.

وفي نوفمبر عام 2014، ذكرت مجموعة “كيك إت آوت” البريطانية المناهضة للعنصرية أن توريه تعرّض لإساءات عنصرية خلال ساعات من إعادة تنشيط حسابه عبر “تويتر”.

وينتقد توريه العنصرية في الكرة الأوروبية بشكل متكرر، ويطالب اللاعبين بالتصدي لمثل هذه التصرفات.

كانت آخر انتقاداته في يونيو 2018، إذ اتهم بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بالعنصرية وقال إن “لديه مشكلة تجاه ذوي البشرة السمراء”، كما قال “إنه عامله بقسوة” في الموسم الأخير له مع الفريق.

وعلق غوارديولا على اتهامات توريه، وقال إنها “كذب.. وهي يعلم ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى