منوعات

“الصحة العالمية”: رُبع سكان العالم لا يُمارسون الرياضة.. وبلدان عربية الأكثر استرخاءً

يعدّ الشخص غير نشيط بدينا إذا قام بأقل من 150 دقيقة من التمارين المعتدلة

زحمة

أفادت دراسة عالمية أجرتها منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من شخص من كل أربعة بالغين في جميع أنحاء العالم يواجهون مخاطر كبرى تتعلق بالإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان، لعدم ممارسة قدر كاف من التمارين الرياضية.

وحذر خبراء بمنظمة الصحة العالمية من استمرار انخفاض النشاط البدني للسكان في مختلف أنحاء العالم وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة مما ينذر بمخاطر صحية كبيرة على رأسها السرطان والسكر.

ويُقدر تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO) أن أكثر من ربع سكان العالم، أي نحو 1.4 مليارات شخص، لا يقومون بنشاط بدني أو تمارين رياضية كافية، وهو رقم يعكس ضعفا شديدا في تحسّن أداء البشر منذ عام 2001.

ووفقًا للبيانات، لم يمارس 27.5% من البالغين في العالم ما يكفي من التمرينات في عام 2016، أي بانخفاض قدره نقطة مئوية واحدة عما كان عليه عام 2001.

ويزيد عدم النشاط البدني من خطر الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.

وبحسب التقرير فإن بلدانا عربية كانت في مقدمة الدول التي يقل فيها النشاط البدني للسكان أو الأعلى في معدلات الاسترخاء وقلة الحركة وجاء على رأس القائمة:

الكويت 67%، والسعودية 53% والعراق 52%.

كما أن البلدان ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة، من بين أقل البلدان نشاطا.

وشهدت الدول الغربية الغنية وبلدان أمريكا اللاتينية، بما في ذلك ألمانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة والأرجنتين والبرازيل، أكبر ارتفاع في عدم النشاط خلال تلك الفترة.

كما أن النساء أقل حركة وأكثر استرخاء من الرجال في جميع أنحاء العالم، سواء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أو أوروبا والدول المتقدمة، باستثناء منطقتين في شرق وجنوب شرق آسيا.

150 دقيقة أسبوعيا

ونظر باحثون من منظمة الصحة العالمية إلى بيانات شخصية عن النشاط من 358 استطلاعا على مواطنين في 168 دولة، شارك فيها 1.9 ملايين شخص، وتمت دراستها في The Lancet Public Health.

ووجد الباحثون ارتفاع نسبة الأشخاص غير النشطين في البلدان ذات الدخل المرتفع مثل أمريكا، من 32% في عام 2001 إلى 37% في عام 2016، في حين ظلت النسبة مستقرة في البلدان ذات الدخل المنخفض عند 16%.

ويعد الشخص غير نشيط بدينا إذا قام بأقل من 150 دقيقة من التمارين المعتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين القوية، في الأسبوع.

ومن الدول التي كانت تشهد تطورا في مستوى نشاط مواطنيها وترتفع بشكل تصاعدي، تأتي ألمانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة.

لماذا النساء أقل نشاطا؟

وقال الباحثون إن النساء أقل نشاطا من الرجال وذلك بسبب مجموعة عوامل، منها واجبات رعاية الأطفال والثقافة العامة السائدة التي جعلت من الصعب عليهن ممارسة الرياضة.

في بريطانيا، بلغت مستويات عدم النشاط عام 2016، نسبة بين 36 و32% بين الرجال وارتفعت بين النساء إلى 40%.

وقال الخبراء إن تراجع النشاط البدني في البلدان الأكثر ثراء يعود إلى تزايد نسبة الوظائف التي تتطلب الجلوس وقلة الحركة، فضلا عن الهوايات التي لم تعد تحتاج إلى الحركة (مثل استخدام الأجهزة الحديثة والإنترنت)، وكذلك زيادة استخدام وسائل النقل.

أما في البلدان المنخفضة الدخل، فإن السكان أكثر نشاطا ربما بسبب طبيعة الأعمال والمهن والسير على الأقدام أو استخدام وسائل المواصلات العامة.

وحذر معدو أمن أن منظمة الصحة العالمية لن تستطيع تحقيق هدفها في زيادة النشاط البدني لسكان العالم بنسبة 10 في المئة بحلول 2025.

“قلق عالمي”

وقالت الدكتورة ريجينا جوثولد، الكاتبة الرئيسية للدراسة من منظمة الصحة العالمية: “بخلاف المخاطر الصحية العالمية الكبرى الأخرى، فإن مستويات قلة النشاط البدني الخطيرة على الصحة لم تتراجع، وأكثر من ربع البالغين في العالم لا يؤدون النشاط البدني المطلوب من أجل صحة جيدة”.

وتحذر من أن المناطق ذات المستويات المتزايدة من قلة النشاط البدني أصبحت مصدر قلق كبير للصحة العامة والوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.

وقالت الدكتورة فيونا بول، من منظمة الصحة العالمية ومؤلفة مشاركة إن “معالجة التفاوت في مستويات النشاط البدني بين الرجال والنساء أمر حاسم لتحقيق أهداف النشاط العالمي، وهو ما يتطلب تدخلا لتعزيز وتحسين وصول المرأة إلى الفرص الآمنة، بتكلفة معقولة ومقبولة ثقافيا”.

ودعا الخبراء الحكومات إلى توفير وصيانة البنية التحتية التي تعزز الرياضة والتحفيز على المشي وركوب الدراجات الهوائية لأغراض النقل.

وقالت الدكتورة ميلودي دينج، من جامعة سيدني في أستراليا التي لم تشارك في الدراسة، إن “التنمية الاقتصادية أدت إلى تغييرات في نمط الحياة لكنها لم تغير السلوك قليل الحركة، ويمكن للحكومات تحفيز الناس ليصبحوا أكثر نشاطا، مثل تحسين وسائل النقل العام وجعل من المشي أسهل”.

وقال الدكتور مايك برانان، مسؤول عن النشاط البدني في الصحة العامة في إنجلترا: “هذه الأرقام تسلط الضوء على قضية عدم النشاط العالمية وبريطانيا ليست استثناء”.

وأضاف: “بالتعاون مع شركائنا، نعمل على دفع البلاد للحركة والنشاط أكثر من خلال دعم البيئات الاجتماعية والفيزيائية التي تعزز أنماط الحياة الصحية والنشطة ومن خلال نشاطنا البدني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى