أخبار

الشقيقتان السعوديتان.. لغز الغرق في نهر هدسون وأسرتهما تنفي انتحارهما

وجدت الجثتان مقيدتين ببعضهما بلاصق من الخصر والقدمين

المصدر: arabnews

ترجمة وإعداد – هبة حامد

نفت عائلة الفتاتين السعوديتين اللتين عثر عليهما غارقتين في نهر هدسون تقارير إعلامية تفيد بانتحار الفتاتين.

ووجدت جثث الفتاتين روتانا 22 عامًا، وتالا فارع، 16 عامًا، وهما مقيدتان معًا من بلاصق من مناطق الخصر والقدمين.

وبينما أشارت تحقيقات الشرطة الأمريكية إلى أن الواقعة تشير إلى قيام الفتاتين بالانتحار، تنفي العائلة هذه الرواية، وتؤكد على أن الفتاتين كانتا تعيشان في أسرة متفهمة وليست لديهما مشاكل في المنزل، كما أنهما تخشيان النزول إلى الماء.

وقال أحد أفراد الأسرة: “تالا وروتانا من عائلة ديمقراطية، ولم تواجها أي مشاكل، وذهبت الشقيقة الكبرى إلى نيويورك لاستكمال دراستها بمساعدة أهلها”.

وحول التقارير التي تشير إلى هروب تالا، الشقيقة الصغرى، أوضحت العائلة أنها كانت قريبة جدا من شقيقتها الكبرى ووجدت صعوبة في العيش وحدها، وهو ما دفعها للسفر إلى نيويورك دون علم الأم، والتي أبلغت الشرطة بفقدان ابنتها، لتلغي البلاغ بعد ذلك بعد اكتشاف ذهابها إلى الأخت الكبرى.

يذكر أن تالا وروتانا عاشتا في جدة قبل انتقالهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتستقرا في فيرجينيا، ووجدت جثتيهما مقيدتين بلاصق ووجههما يلاصق بعضهما البعض، لتوجد الجثتان بعد أن جرفتا على الشاطئ بملابسهما كاملة ودون وجود أي صدمات، وحتى هذه اللحظة لم يتم تحديد سبب الوفاة.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن شخصًا كان يتجول في حديقة “ريفرسايد” بعد ظهر الأربعاء الماضي على ضفة النهر إذ لاحظ شيئًا بارزًا على الضفة واستدعى الشرطة في الحال.

تفاصيل لغز لا يجد حلًا

وتحت أسفل رصيف صغير بارز بالحديقة الكائنة في شارع 68، كانت ترقد جثتا شابتين مربوطتين ببعضهما بشريط لاصق من منطقتي الخصر والكاحلين.

وقالت الشرطة إن الجثتين لم تظلا في الماء لفترة طويلة، وكانتا مرتديتين سروالي جينز أسود متماثلين وسترتين سوداوين مع فراء، بينما لم يكن جسداهما يحملان علامات واضحة لتعرضهما لصدمة نتيجة الارتطام.

واجهت الشرطة في البداية مشكلة في التعرف على الفتاتين، وبعد يوم من العثور عليهما ظهرت بعض العلامات التي تؤكد أوجه تشابه مدهشة بينهما حيث نفس الشعر المجعد الداكن، ونفس القوام، ونفس لون الجلد.

وفي يوم الجمعة، علم المحققون أن الشقيقتين من المملكة العربية السعودية وتعيشان في “فيرفاكس” بولاية فرجينيا.

روتانا فارع 22 سنة، وتالا فارع 16 سنة، كان لديهما تاريخ من الاختفاء، وطلبتا مؤخرًا اللجوء إلى الولايات المتحدة، وفقًا لما ذكرته الشرطة.

لكن بعيدًا عن ذلك، ظلت ظروف وفاتهما غامضة، إذ كافح المحققون لتجميع كيف وصلت شابتان من مدينة تبعد أكثر من 250 ميلًا بطول ضفة نهر هدسون في مانهاتن.

وتحقق الشرطة في احتمال اتفاق الشقيقتين على الانتحار، وربط نفسيهما معًا ثم القفز في النهر، لكن المحققين لم يستبعدوا أن يكون الحادث جريمة قتل، وبينما لم يحدد مكتب الفحص الطبي سبب الوفاة بعد، لم يدعِ أحد معرفته بالجثث.

مكان الجريمة غير معلوم

من جانبه، قال ديرموت ف. شيا، رئيس المباحث، في تصريحات خاصة لنيويورك تايمز يوم الخميس: “لا نعرف أين وقعت الجريمة لدينا مأساة مروعة بالتأكيد”.

في البداية، رجّحت الشرطة أن الفتاتين ربما قفزتا من جسر جورج واشنطن، إذ إن الأشخاص الذين يقفزون من الجسر غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في ريفرسايد بارك، لكن المحققين قالوا إن جثتي الفتاتين كانتا ستعانيان من علامات الصدمة بعد سقوطهما من هذا الارتفاع، بالإضافة إلى أنه كان عليهما القفز خلال النهار، وفي هذه الحالة كان أي قائد سيارة سيشاهدهما.

وقال أحد المسؤولين عن فرض القانون، طالبًا عدم الكشف عن هويته لأن التحقيقات ما زالت جارية: “نبحث حاليًا عن نقطة دخولهما إلى المياه، ونتحرى جانبي النهر”. ولا يزال من غير الواضح أين كانت الشقيقتان تقيمان قبل وفاتهما.

ومن جانبها، رفضت شرطة مقاطعة فيرفاكس تقديم أي معلومات حول حياتهما في فرجينيا، مستشهدة بقانون حظر مشاركة أي معلومات تساعد في التعرف على ضحية جريمة تحت سن 18 عامًا.

بيان من القنصلية السعودية بنيويورك

في السياق ذاته أصدرت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في نيويورك بيانا بشأن العثور على جثتين لسعوديتين في نهر هدسون بنيويورك.

وقالت القنصلية في البيان إنها تتابع الحادثة للوقوف على الحقائق.

وجاء في البيان الذي نشرته القنصلية عبر حسابها على موقع “تويتر”: “القنصلية العامة للمملكة في نيويورك تؤكد أنها والجهات المعنية في كل من السلطات المحلية، ووزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن يقومون بمتابعة مستمرة ومتواصلة للوقوف على الحقائق”.

ولفتت إلى أنه لم يصدر حتى الآن تقرير الطب الشرعي الموضح لسبب الوفاة، والقضية لا تزال قيد التحقيق.

وأشارت إلى أن القنصلية “قامت على الفور بتعيين محامٍ من قبلها لمتابعة المسار القانوني للقضية، وستقوم بإيضاح أهم المستجدات فور ورودها”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى