سياسة

الشطرنج النووي ..إعلان الاتفاق

تحديث:

رويترز:إعلان الاتفاق النووي بين إيران والقوى الست في لوزان السويسرية :  تعليق  ثلثي قدرات التخصيب الإيرانية الحالية مع فترة مراقبة  10 سنوات

 

 

تايمز أوف إسرائيل: الاتفاق النووي الإيراني اقترب من التوقيع المبدئي تمهيدا لاتفاق نهائي في يونية. وأزمة اليمن كانت في المحادثات.   

 

تايمز أوف إسرائيل – ترجمة: محمد الصباغ

تسارعت وتيرة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني  تزامناً مع انضمام وزيري خارجية فرنسا وألمانيا إلى نظيرهما الأمريكي جون كيري في المحادثات مع كبار الدبلوماسيين الإيرانيين، قبل بلوغ نهاية شهر مارس، وهو الميعاد النهائي للوصول إلى اتفاق تحضيري.

في بداية الأسبوع استقر المفاوضون في مدينة لوزان السويسرية على الحاجة إلى جولة جديدة من الجلسات المطولة أملا في التوصل إلى خطوط عريضة لاتفاقية يمكن أن تكون أساسا لاتفاق شامل يمكن بلوغه بنهاية يونيو. ونفى المفاوض الإيراني مجید تخت روانچی أن jكون أطراف المفاوضات قد اقتربت من اتفاق، وتحدث مسؤول آخر عن مصاعب باقية.

عند وصوله أخبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الصحفيين أن المحادثات ”كانت صعبة و طويلة.. تقدمنا في جوانب معينة، ولم نحقق ذلك في البعض الآخر“. فيما وصف على أكبر صالحي، مدير الوكالة النووية الإيرانية، بعض الأمور بأنها صارت ”متشابكة“. وأضاف لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن الأطراف تعمل على حل الصعوبات.

والتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وذلك قبل المحادثات مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا. وقال دبلوماسيون متواجدون في المحادثات إن تواجدهم لا يعني بالضرورة أن الاتفاق شارف على الانتهاء. وتجنب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير التكهن بما قد يحدث. وقال فقط إن الاتفاق النووي قد يساعد في تخفيف توترات الشرق الأوسط. وأضاف: ”المرحلة الأخيرة من المفاوضات الطويلة قد بدأت”.

فيما صرح أحد المسؤولين الإيرانيين لرويترز السبت الماضي أن إيران والقوى العالمية  قد ”اقتربوا جداً“ من توقيع الاتفاق المبدئي. وقال: ”أطراف المحادثات اقتربت جداً من الخطوة الأخيرة ويمكن أن يوقع الاتفاق أو تتم الموافقة عليه وإعلانه شفهياً”.

وقال مسؤول آخر مطلع على سير المفاوضات: ”الخطة هي أن تكون الصفحات رقم 2 و 3 معلنة للعامة“. وأكد مسؤول إيراني الجمعة لرويترز: ”كان هناك تقدم كبير على جميع الجوانب، بينما ظل خلاف حول مسألتين هم (البحث والتطوير) و (عقوبات الأمم المتحدة)“.

وبينما تشيد إيران بالتقدم الحادث نحو الاتفاق، وصف مسؤول إسرائيلي بنود الاتفاق الذي يلوح في الأفق بأنها سيئة وقصيرة النظر، ورفض ما تدعيه إدارة أوباما بأن الاتفاق سوف تبعد النظام الإيراني لمدة عام عن تجميع المواد الانشطارية اللازمة  لتصنيع القنبلة.

وحسب التقديرات فإن إطار الإتفاق سوف يتم توقيعه قريباً، وأن الموافقة الكاملة ستكون في يونيو. وانتقد المسؤول الإسرائيلي استعداد المفاوضين بقيادة الولايات المتحدة لرفع العقوبات عن إيران دون أن تقوم الأخيرة بأي شئ مقابل ذلك مثل وقف أنشطتها الإرهابية العالمية، وذكر قائمة من المناطق التي تعمل فيها طهران ضد مصالح الولايات المتحدة، وإسرائيل، والدول العربية المعتدلة.

تلك التصريحات أظهرت المعارضة الإسرائيلية الهائلة للاتفاق، وشهد الكونجرس الأمريكي تلك المعارضة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بداية هذا الشهر مما أدى إلى غضب إدارة الرئيس الأمريكي أوباما. وعقب تكليفه يوم الأربعاء بتشكيل حكومة عقب نجاحه في الانتخابات في 17 مارس، تعهد نتنياهو بإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنه أكد على أن إسرائيل ستفعل أي شئ لإحباط الاتفاق النووي الإيراني الوشيك، الذي حسب ما قاله نتنياهو ”اتفاق يهددنا وجيراننا والعالم أجمع”.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني: ”المحادثات كانت صعبة و معقدة“. ونفى ظريف أن يكون قلقهم حيال  الأزمة اليمنية قد أجهض محاولات الوصول لأرض مشتركة في المحادثات النووية مع ست دول عالمية كبرى. وقال إن المفاوضات تتركز على الوصول إلى اتفاق.

وقال ظريف للصحفيين إن اليمن هو ”قضية اليوم الرئيسية“، وقد تطرقوا إليها في المحادثات لكن ”لا يعنى ذلك أننا تفاوضنا حول الأزمة“.

تسببت الضربات الجوية التي تقودها السعودية على المعارضين الشيعة في اليمن في توتر العلاقات بين المملكة الخليجية السنية والدولة ذات الاغلبية الشيعية إيران. وقال جواد ظريف: ”يجب أن يوقفوا العمليات ويجب أن يشجع الجميع الحوار والمصالحة الوطنية”. وأضاف ظريف أنه رغم القلق الإيراني تجاه ما يحدث في اليمن إلا أن ”مفاوضاتنا تقتصر على الاتفاق النووي”.

ويسعى أطراف المفاوضات إلى الإسراع للوصول إلى اتفاق مبدئي قبل نهاية الشهر. وقد يسمح ذلك لهم بالمحاولة والتفاوض حول الاتفاق النهائي بحلول يونيو، ووضع قيود طويلة الأمد على أنشطة إيران النووية في مقابل تخفيف العقوبات.

يشعر مؤخراً المسؤولون الإيرانيون بالتفاؤل تجاه الفرص المتاحة لتحقيق تقدم بحلول الثلاثاء يتيح لهم فرصة متابعة المفاوضات في الصيف. لكن ظريف كان أقل تفاؤلاً الجمعة، وقال إن كل ما يأمله أن يتوصل الأطراف إلى تفاهمات بحلول الأسبوع القادم.

تصنع إدارة الرئيس أوباما اتفاقاً يقلل من المخاوف بشأن الأسلحة النووية الإيرانية، وهو الأمر الذي كان على رأس رغبات السياسة الخارجية الامريكية.

وتعكس مجموعة من الأمور الرغبة الإيرانية في الوصول إلى اتفاق، منها إرسال الرئيس الإيراني حسن روحاني خطاب إلى أوباما وباقي القادة المشاركين في المحادثات (روسيا- الصين – بريطانيا – فرنسا – ألمانيا). وقال مكتب روحاني إن تلك الخطابات تضمنت مقترحات حول كيفية الوصول إلى الاتفاق. وتحدث روحاني أيضاً هاتفياً إلى قادة فرنسا وروسيا وبريطانيا.

ويقترب مصير الخندق المحصن تحت الأرض إلى الوصول إلى حل، وهو الخندق الذى  كان يستخدم من قبل في تخصيب اليورانيوم. وقال مسؤولون لوكالة الأسوشيتد برس إن الولايات المتحدة قد تسمح لإيران بتشغيل المئات من أجهزة الطرد المركزي في منشأة سرية سابقة في مقابل تحديد أعمال الطرد المركزي والأبحاث والتطوير في تلك المواقع.

وتسمح تلك المقايضة لإيران بتشغيل عدة مئات من الأجهزة في منشأة فوردو النووية، رغم أن الإيرانيين لن يكون مسموحاً لهم بأعمال قد تقود إلى صنع قنبلة نووية وسيكون الموقع عرضة للتفتيش الدولي. وفي مقابل ذلك ستقلص إيران من أرقام أجهزة الطرد المركزي التي تديرها في منشأة نطنز وتقبل القيود الأخرى المفروضة على أعمالها المتعلقة بالطاقة النووية.

و ذكر المسؤولون أنه بدلاً من اليورانيوم الذي قد يتم تخصيبه ليصبع مادة رئيسية قابلة للانشطار في السلاح النووي، فسيكون مسموحاً لأجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو باستخدام عناصر مثل الزنك، والزينون والجرامنيوم لفصل النظائر المشعة التي تستخدم في الطب والصناعة والعلوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى