سياسة

السيسي والشاه .. بدايات متشابهة

 تشابه كبير بين بدايات حكم السيسي و الديكتاتور الإيراني الراحل رضا شاه، فكيف تصير النهايات؟

 image1410162701-26464-PlaceID-0_s660x390

نوجان إيتيزادو سلطنه – يور ميدل إيست

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

يعتقد الصحفي المصري البارز محمد حسنين هيكل أن عبد الفتاح السيسي هو اختيار مناسب لمصر معتبرا  أن خلفية السيسي العسكرية ميزة، كما لقبه بـ”الرجل المثالي”. هيكل كان أحد دأكثر الشخصيات قرباً من الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ولا زال صاحب تأثير كبير في سياسات البلاد، ويعتقد هيكل أن السيسي والجيش هم القوى الوحيدة القادرة على وضع نهاية لأزمة مصر الحالية.

وهناك مفكر مصري آخر هو اليساري المعروف سمير أمين يعتقد بأن السيسي يجب أن يمنح الوقت لتنفيذ خططه، وفي مقابلة مع صحيفة أيدينليك التركية قال أمين إن المجتمع المدني المصري ضغط السيسي نحو إصلاحات إجتماعية مثل زيادة الأجور,

وكان هذا جزءاً فقط من الدعم الواسع الذي أظهره الكثير من المفكرين المصريين خلال فترة الانتخابات الرئاسية، وبالإضافة إلى حقيقة أن عدداً كبيراً من المفكرين المصريين أيدوا ترشح جنرال من اجيش للانتخابات الرئاسية، كثير منهم تجنب كذلك وصف أحداث 30 يونيو بأنها انقلاب.

ومن بين هؤلاء النسوية البارزة نوال السعداوي التي تملك سجلاً يمتد لثمانية عقود من الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين حيث قضت مدداً عديدة من السجن في عهود حكام مختلفين من أنور السادات إلى حسني مبارك. وتعتقد السعداوي بأن عزل مرسي ليس انقلاباً بل ثورة شعبية>

وعلى النقيض من الكثير من المفكرين المصريين الذين أظهروا ترحيباً بترشح جنرال جيش مثل السيسي، يحمل طيف واسع من المفكرين الإيرانيين ليس فقط نظرة سلبية تجاه ذلك بل يظهرون معارضة قوية لهذه الفكرة.

وقد يعود ذلك إلى الذكريات المريرة لتدخل ضباط الجيش الإيرانيين في الشئون السياسية للبلاد في انقلاب عام 1953 وهو ما يجعل المفكرين الإيرانيين يقاومون أي نوع من تدخل ضباط الجيش في السياسة.

في الواقع، يمكن مقارنة أحداث 30 يونيو في مصر التي أنهت حكم إدارة مرسي وجاءت بحكومة مؤقتة مدعومة من الجيش، بالانقلاب الفارسي عام 1921.

باعتباره شخصية عسكرية ، مكّن الشاه رضا القوات المسلحة واستخدمها لقمع الشغب الذي أثاره الساعون إلى الحكم الذاتي في مختلف أرجاء البلاد. والحقيقة أن الافتقار إلى الأمن في الشرق الأوسط، والذي ينجم عنه حالة مستمرة من الأناركية، لطالما أزاح نداءات الحرية جانباً.

وتمر مصر بظروف مماثلة الآن لتلك التي صاحبت صعود الشاه حيث، وكما يحدث مع معظم قادة الانقلابات، تكون الأولويات هي مشاركة الإقطاعيات مع الفلاحين وبناء المدارس والمشاريع الإسكانية ومد الطرق والسكك الحديدية وتأمينها. وفي بداية حكم رضا شاه رحب الكثير من النشطاء الإشتراكيين بتأميم الصناعات وسبل الإنتاج وبالمبادرات الصحية وكذلك أيدوا الدفعة التحديثية في حقوق المرأة والعمال والفلاحين.

وبالمثل، يقف الآن عدد كبير من المفكرين اليساريين، كما فعل أسلافهم الذين أيدوا شعارات المساواة في عهد عبد الناصر، وراء السيسي حيث يرون في محياه ناصراً جديداً.

إجمالاً يمكن القول بإن مثلما حدث في إيران في زمن رضا شاه، يتجمع في مصر الآن الكثير من المفكرين خلف زعيم عسكري وعد بحكومة مركزية  ووطنية وحديثة. وبنفس الطريقة التي ركز بها قادة إيران العسكريون في ذلك الوقت على هذه المفاهيم كردة فعل على تقليدية وأرستقراطية القاجاريون، يمكن أيضاً تفسير حث الجنرال المصري على العودة إلى زمن أقرب إلى زمن عبد الناصر على أنه مواجهة واضحة لنظرة الاخوان المحافظة والتقليدية للمجتمع والسياسة.

هناك علامات تشير إلى أن مصر تقف مرة أخرى في مفرق طرق الشرق الأوسط المعتاد، الدخول في طريق التنوير أو اتباع طريق ردود الفعل والتخلف الثقافي الإجتماعي، مأزق أشار إليه الكاتب المصري البارز طه حسين في رواياته. والآن بطل القصة جنرال عليه أن يظهر ما إذا كان ،مثل ناصر، بطل الصعاب أم سيخيب الآمال بالفشل في الاختبار الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى