سياسة

السيسي للإيطاليين..أهم 7 إجابات

 

السيسي عن موعد نتائج تحقيقات ”ريجيني“: اكتشفنا منفذي اغتيال النائب العام بعد 9 أشهر ومصر بها 5 مليون لاجيء

Untitled

Repubblica– زحمة – المصري اليوم

أجرت صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية الشهيرة مقابلة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونشرت الحوار على جزأين –أمس واليوم. تحدث السيسي خلال الحوار عن مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في يناير الماضي، وأكد أن مصر لن تبخل بجهد لتحديد ومعاقبة الذين قتلوا وعذبوا الطالب في القاهرة.

كما تطرق الرئيس إلى المسؤولين عن الحادث وأكد أنهم يسعون لإفساد العلاقة بين مصر وإيطاليا التي كانت قد شهدت زخماً سياسياً واقتصادياً لم يسبق له مثيل، وتساءل عن سبب تنفيذ الجريمة في هذا التوقيت.  وتحدث السيسي عن الحرب ضد الإرهاب والجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية التي أدت لانخفاض العمليات الإرهابية خلال الشهور الأخيرة.

وحذر أيضاً من تدخل عسكري في ليبيا مؤكداً أنها ستكون مهمة خطيرة، وفضّل مساندة الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر في حربه ضد تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى. كما ذكرت الجريدة الإيطالية أنه بمجرد الحديث عن الوضع في ليبيا، أصبحت اليد العليا المسيطرة على حديث السيسي هي الخبرة العسكرية لا الدبلوماسية. وأكد الرئيس أن هناك 5 أسئلة يجب أن نسألهم لأنفسنا قبل التدخل في ليبيا، وقال: ”الأول: كيف سندخل إلى ليبيا وكيف سنخرج؟ والثاني: من سيكون المسؤول عن إعادة بناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية؟ الثالث: أثناء المهمة، من سيدير العملية الأمنية ويحمي السكان؟ الرابع: هل سيكون التدخل قادراً على تلبية احتياجات جميع الطوائف والشعب الليبي؟ والسؤال الخامس هو: من سيتكفل بإعادة تكوين بنية الدولة؟“ وأضاف: ”لأن التدخل الخارجي الناجح يجب أن يكون قادراً على السيطرة في كل عوامل الحياة بالدولة.“

وإلى أهم الأسئلة التي أجاب عنها الرئيس في الحوار:

ما مدى تأثير حادث مقتل الطالب جوليو  ريجيني على العلاقات المصرية الإيطالية؟

أؤكد للإيطاليين أن الحادث صدم مصر بدرجة كبيرة كما صدم إيطاليا، وهو حادث مأساوي وغير مقبول، ويستنكره الشعب المصري وحكومته. لكن من جانب آخر، فقد زار مصر آلاف الإيطاليين وعملوا هنا ولم يحدث مع أحد منهم مثلما حدث مع جوليو.

كم من الوقت يلزم حتى تظهر نتائج التحقيقات؟

الحكومة المصرية تبذل جهداً كبيراً في محاربة الإرهاب والتطرف من أجل الوصول إلى الاستقرار والأمان، ومنذ 9 أشهر تم اغتيال النائب العام المصري، وتخيلوا استطعنا بمجهودات الأمن أن نصل إلى حقيقة هذا الاغتيال الآن فقط، وسنقوم بمقاضاة المجرمين.

هل هناك معلومات عما حدث وعن المذنبين تحديداً؟

لقد تحدثت عن تحديات كثيرة تواجهنا وعن المخاطر التي تواجهها مصر، وحدثتكم ايضًا عن المجهودات التي نبذلها لتحقيق الأمن والاستقرار، ونحن مهتمون تماماً بتقديم المذنبين إلى القضاء، فنحن نواجه في ذات الوقت تحدياً إرهابياً يستهدف الأماكن السياحية،  إنه من مصلحتنا ألا نبحث عن أشياء تفرق بين مصر وإيطاليا، ولكن عن علاقات ووحدة ودعم مع بلدكم الصديق، لكن أسمحوا لي أن اتحدث ايضاً عن الشاب عادل معوض هيكل، وهو شاب مصري اختفى في إيطاليا منذ 5 أشهر، وكل المجهودات المبذولة للبحث عن لم توفق، أن هذه الأحداث لا يجب أن تدمر العلاقات بين بلدينا، إن الأوقات الصعبة التي نمر بها تجعلنا نفكر في عمر وقوة العلاقات بين مصر وإيطاليا، هناك نقطة رئيسية يجب أن نفكر فيها، إن استقرار مصر نقطة أساسية للجميع وإذا انهارت مصر سيمس الخطر شعوب البحر المتوسط وأوروبا وسيلحق الدمار بالمنطقة، وهناك خطر كبير سيصيب المنطقة بأكملها لو تطرف واحد في الألف من الشباب المصري، والذي يمثلون 60 مليوناً من النسبة الكلية لعدد المصريين الذي يبلغ 90 مليون.

بالرغم من أن التدخل الغربي في ليبيا  ليس مطروحاً على الطاولة. ما الحل البديل الذي يقترحه الرئيس؟

يشير السيسي إلى حل بديل ، استخدمته مصر منذ قرابة عامين، وهو دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء حفتر، الجيش المرتبط ببرلمان طبرق. ويقول السيسي: ”هناك نتائج إيجابية يمكن تحقيقها بدعم الجيش الوطني الليبي. وتلك النتائج يمكن تحقيقها قبل افتراض مسؤولية التدخل. لو زودنا الجيش الوطني بالسلاح والدعم، يمكنه القيام بالمهمة بطريقة أفضل من أي جهة أخرى، أفضل من أي تدخل خارجي قد يشهد خطورة اتجاهنا نحو موقف يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة.

مثل ماذا؟

”يجب أن تذكر درسي الصومال وأفغانستان. كانت هناك تدخلات أجنبية في تلك الدول منذ أكثر من 30 عاماً وما التقدم الذي تحقق؟ النتائج أمام الجميع ليروها: التاريخ واضح.“ النتيجة نفسها، سواء في مرحلة ما بعد صدام في العراق أو الحرب الأهلية في سوريا. ”لو دُمرت المؤسسات، فإعادة بنائها ستحتاج إلى فترة طويلة وجهود ضخمة. تلك هي أصل مخاوفنا في ليبيا: كلما تأخرنا في الفعل، كلما واجهنا مخاطر أكبر. يجب أن نتصرف سريعاً للدفاع عن استقرار كل الدول التي لم تسقط إلى الفوضى، لأن الأمر سيحتاج إلى استراتيجية شاملة لا تتعلق بليبيا وحدها لكن لمواجهة المشاكل عبر المنطقة، والتي تهدد بإمكانية انتقال المخاطر الأمنية إلى أوروبا أيضاً. انظر ما حدث مع اللاجئين الهاربين من سوريا. ماذا كان سيحدث ،مثلاً، لو كان على أوروبا أن تتعامل مع ثلاثة أضعاف موجات اللاجئين التي تواجهها حالياً؟ لهذا أقول أننا لا نستطيع أن نهتم بمسألة التدخل العسكري فقط في ليبيا.“

السلطات الإيطالية تدرك أن مصر تلعب دوراً هاماً في مواجهة مهربي البشر والهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.

”لنبدأ بتعريف الهجرة غير الشرعية. ما هي؟ حركة أشخاص يأملون في حياة أفضل. هذا هو التعريف الصحيح. عندما نتحدث عن الجهود لمواجهة تهريب البشر، لا يمكننا تجنب أو نسيان جذور الظاهرة. هناك أسباب سياسية- الصراعات والعنف والإرهاب وانعدام الأمن- لكن هناك أسباب اجتماعية أيضاً، مثل الفقر، والبطالة والجوع. ولهذا يستطيع الاتحاد الأوروبي لعب دوراً محورياً من خلال العمل على أسباب الهجرة، ومساعدة الدول في الأساس والتعاون معها لتقليل الصراعات والقضاء على الإرهاب.“

كيف؟

”بدعم تلك الدول حيث المجاعات والإحباطات من أجل خلق بيئة أكثر أمناً واستقراراً قد تقنع الشباب بالبقاء في أوطانهم وعدم الهجرة. هذا، بالمعنى المجازي، الحائط الذي نحن في حاجة إلى تشييده.“

”دائماً أقول أن القدرة تعني المسؤولية، يعني ذلك أن الوسائل التي تحت تصرفك تعطيك مسؤولية نحو مساعدة الناس والدول التي تعاني. لو لم نقدر على إيجاد حلول حاسمة لتلك المشاكل، ستستمر الهجرة غير الشرعية لسنوات عديدة، وسيستمر الكثير من السكان في المعاناة والأزمة ستستمر في الانتقال من دول الأصل إلى شواطئ أوروبا.“

وأضاف السيسي بالإنجليزية: ”مصر موطن ل5 مليون لاجئ، من ليبيا والعراق وسوريا وإفريقيا، ولسنا دولة غنية ومتطورة كدول أوروبا. لا نعاملهم كلاجئين لكن نشارك معهم ما نمتلكه، ونعاملهم كأخوة. أتمنى ألا تُفهم تلك الكلمات كتشجيع على الهجرة. هناك تشخيص واحد ومحاولة لإيجاد حلول لمن يعانون، ومحاولة لعدم نسيان إنسانيتنا. كم عدد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الرحلة نحو دولة أفضل للحياة؟ من نعرف بهم ومن لا نعرف عنهم شيئاً، الموتي بلا أسماء. وليست مخاطر البحر فقط، لكن المعابر الصحراوية، وحقول الألغام والهجمات الإرهابية.“ واختتم حديثه قائلاً: ”لا تتخلوا عن الفقراء والضعفاء. لا تديروا ظهوركم إليهم.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى