سياسة

واشنطن بوست: أكبر مظاهرة مصرية منذ عامين من أجل تيران  

واشنطن بوست: المصريون يهاجمون السيسي في أكبر مظاهرة منذ عامين

واشنطن بوست – كريم فهيم

– ترجمة: محمد الصباغ

تجمّع أكثر من ألف شخص يوم الجمعة بوسط القاهرة، هاتفين بشعارات تهاجم الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعترضين على قراراته بنقل سيادة جزيرتين (تيران وصنافير) بالبحر الأحمر إلى المملكة السعودية.

كانت التظاهرة هي أكبر حشد شهدته مصر منذ عامين. وأبرز تحديا واجه السيسي من نشطاء معارضين لحكومته، والذين تم إجبارهم جميعاً على البقاء في الظل بسبب تضييق الدولة وأجهزتها الأمنية على المعارضة.

لكنّهم بنزولهم إلى الشوارع متحدين حظر صارم للتظاهرات العامة –مختبرين رد السلطات الذي عادة ما كان استخدام القوة- بدا أن النشطاء أكثر جرأة في الانتقادات الأخيرة التي وجهوها للسيسي، ومن بينهم من كانوا ذات يوم موالين للحكومة.

كانت التظاهرة بوسط البلد وتظاهرات أخرى معدودة بمثابة رد فعل على قرار السيسي الأسبوع الماضي بنقل سيادة جزيرتي تيران وصنافير –جزيرتان غير مأهولتين في بداية خليج العقبة بالبحر الأحمر- إلى السعودية. وقالت الحكومة أنها ببساطة أعادت أراضي سعودية كانت قد نُقلت السيطرة عليها إلى مصر عام 1950، وسط مخاوف آنذاك من استيلاء إسرائيل على تلك الجزر.

وفي هجوم عام غير معتاد، انتقد المصريون قرار السيسي واعتبروه تنازلاً غير مقبول إلى السعودية مقابل مساعدات بمليارات الدولارات، وجرح لا يغتفر للكرامة الوطنية. ضرب المعترضون بشدة –على الإنترنت وفي الإعلام- الصورة التي صنعها السيسي بعناية لنفسه كقومي قوي يدافع عن مصر ضد مطامع القوى الأجنبية، وأجبروا الحكومة على الدفاع عن موقفها.

وأكد السيسي في خطاب الأسبوع الماضي على أن مصر لم تتخلى عن ”حبة رمل“ وانتقد العامة بسبب عدم ثقتهم في قيادات الدولة كالمخابرات والجيش. وتساءل في خطابه: ”مفيش وطنيين في الجيش؟ الكل هيبيعوا بلدهم؟“

وأضاف: ”من فضلكم منتكلمش في الموضوع دا تاني.“ وقال إن البرلمان سوف يتولى قضية الجزر، ”من خلال لجنة أو اتنين وسيفعل ما يريد.“

تعرض السيسي لهجوم أيضاً بسبب تراجع الاقتصاد وطريقة التعامل مع التحقيقات حول اغتيال الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، والتي سببت أزمة دبلوماسية مع الحكومة الإيطالية. في خطابه، قال السيسي أن ”شراسة الهجمات تؤثر على نجاحنا.“

كانت تظاهرات الجمعة أقل حجما مقارنة بالمتظاهرين الذين ملأوا الشوارع في 2011 وأطاحوا بحسني مبارك، وأيضاً أقل من التظاهرات الأخرى التي أطاحت بمحمد مرسي العضو بالإخوان المسلمين. حيث احتوى الأمن بسهولة تظاهرات الجمعة، واعتقل العشرات في القاهرة والأسكندرية ومدن أخرى.

مع ذلك، بدا الأمر وكأنه إشارة من معارضي الحكومة الذين تم قمعهم بقوة على مدى السنوات القليلة الماضية، وتأكيد على أن التظاهرات عكست غضبهم المتزايد.

وقال خالد داوود، المتحدث باسم تحالف للأحزاب المعارضة: ”الأمر لا يتعلق بالجزر. لكنه يتعلق بالأداء العام للرئيس السيسي، بطريقة معاملته لنا، بالقرارات الأحادية، وبالقبض على الشباب.“

كما نظم أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة –التي تعرضت لقمع حكومي كبير- عدة مسيرات يوم الجمعة.

وبالقرب من مركز بدء المظاهرات التي أطاحت بمبارك في 25 يناير2011، قال خالد داوود -الذي تعرض أخيه للاحتجاز- إن تلك المشاركة الكبيرة في مظاهرات بوسط القاهرة تمثل إنفراجة كبيرة للنشطاء. وأعادت القيادات اليسارية التي شكلت أغلبية الحشد، هتافات التي كان من النادر سماعها أمام الملأ في هذه الأيام، مثل ”الشعب يريد إسقاط النظام.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى