سياسة

“السترات الصفراء” تطيح بقائد الشرطة الفرنسية.. واستراتيجيات جديدة تقرّها الحكومة

حظر "السترات الصفراء"في بعض الأحياء

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، أمس في مؤتمر صحفي، عن اعتماد الحكومة لإستراتيجية معززة في مواجهة المخربين، وذلك على خلفية أعمال العنف التي شهدتها باريس وعدة مدن أخرى في أثناء مظاهرات الأسبوع 18 “للسترات الصفراء” السبت الماضي.

وأوضح رئيس وزراء فرنسا أن السلطات سوف تتحرك على الفور لرصد الجماعات الراديكالية في المناطق الأكثر تضررًا، وأكد فيليب تعيين قائد جديد للشرطة في باريس،حيث أقر بوجود بعض الخلل في الإستراتيجية الأمنية التي اتبعتها القوات المعنية السبت الماضي.

وأعرب فيليب عن اعتماد إستراتيجية معززة ضد الحركات المتطرفة اعتبارًا من السبت القادم. إذ أكد أنه سيتم حظر مظاهرات”السترات الصفراء”في بعض الأحياء، في باريس وبوردو وتولوز، وذلك بالتشاور مع رؤساء بلديات المناطق المعنية.


وأوضح فيليب  أن القوات المنتدبة السريعة من أجل مكافحة المخربين ستتدخل عند بداية حدوث اضطرابات، وستوضع تحت قيادة موحدة وسيكون لها حرية اتخاذ المبادرة بصورة كبيرة، بالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيار، لدعم الأدلة القضائية.

إلى جانب ذلك، سيتم إشراك ضباط الشرطة القضائية على مقربة من هذه القوات، وبالتالي استخدام كل الأدوات اللازمة في إطار القانون.

ووفقًا للإستراتيجية الجديدة، سيتم تعزيز التفتيش حول المظاهرات، ومنع حق التظاهر لبعض العناصر الأكثر تطرفا ووضع الأشخاص المعنيين ولا سيما الذين يقومون بتغطية وجوههم تحت الحجز الاحترازي على ذمة التحقيق.

والجدير بالذكر، أنه مع تجدد العنف في شوارع باريس منذ السبت الماضي، نهب محتجون بعض المتاجر، في العاصمة الفرنسية باريس، في تجدد لاحتجاجات حركة السترات الصفراء، التي انطلقت هناك قبل نحو أربعة شهور.

فقد بدأت الاحتجاجات في أعقاب زيادة الضرائب على الوقود، لكنها تطورت منذ ذلك الحين، إلى تمرد أوسع ضد “النخبوية” المزعومة في الطبقة السياسية الحاكمة.

واستخدمت قوات الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المحتجين، الذين تضاءل عددهم خلال الأسابيع الأخيرة، قبل أن يتزايد مجددًا السبت الماضي.

ويُذكر أن المحتجون قذفوا قوات الشرطة بالحجارة، عند قوس النصر، وهو أحد معالم باريس الشهيرة.

وفضلاً عن تزايد أعداد المتظاهرين السبت، عادت مستويات العنف، التي ميزت بعض الاحتجاجات في مراحلها المبكرة.

وتعرض بعض المتاجر، ومن بينها متجر “بوس” الشهير للملابس الرجالية، للنهب واشتعلت النيران في الشوارع، وأحرقت سيارة واحدة على الأقل، كما تعرض أحد البنوك للحرق، وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 50 متظاهرًا، بحلول الظهيرة.

في الوقت ذاته، قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إن أكثر من 1400 شرطي قد نشروا، وتلقوا أوامر بالرد على أي “هجمات غير مقبولة، بأقصى درجات الحزم”

قائلاً إن المظاهرات لا تزال محدودة، مقارنة بالأيام الأولى للحركة، حيث يُقدر عدد المتظاهرين بنحو 8000 شخص في احتجاجات السبت. “لكن من بين الـ 8000 هؤلاء، ثمة أكثر من 1500 من الأشخاص العنيفين جدًا، ممن يشاركون لمجرد السعي للهجوم والعراك وتحطيم الأشياء”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى