مجتمعمنوعات

الرقص على العمود.. الرياضة “سيئة السمعة” في مصر “السرية”

منار دربت أكثر من 2600 سيدة في مصر

 مترجم عن dw 

تتحرك بشكل مواز على العمود، ثم تتسلق فتهبط مرة أخرى، وتعاود الصعود  وتلهو بساقيها وتلتف في الهواء، |إنها راقصة العمود المصرية، منار المقدم..

بدأت المقدم ممارسة الرقص على العمود منذ سبع سنوات كهواية، حتى أصبحت وظيفتها الأساسية بدوام كامل، عندما افتتحت أو استوديو للرقص على العمود في القاهرة عام   2013، وهي خطوة شجاعة في مجتمع محافظ يعتبر فيه كثير من الناس ممارسة تلك الرياضة نوعا من الفاحشة، لكن بالنسبة للمقدم فإن تلك الرياضة تعبّر عن الحرية.

وتعتبر رياضة الرقص على العمود من التمارين الرياضية التي اكتسبت شعبية كبيرة في شمال إفريقيا، وإن كانت تمارس خلف الأبواب المغلقة.

وفي مصر، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 92 مليون نسمة، تجتمع المتناقضات حيث الفقر إلى جانب الثراء والليبرالية إلى مقابل المحافظة، وبالنسبة للرقص الشرقي المثير والمغري، فإنه على الرغم من ذلك كان جزءا من الثقافة المصرية، لكن رقصة العمود يخشى العديد من المصريين منها، إذ غالبا ما يرتبط العامود بعروض  البغاء.

وتدرك منار المقدم التي تبلغ من العمر 24 عامًا هذا التصور العام في مصر، ولكن هذا لم يوقفها عن مواصلة رياضتها المفضلة، التي اكتشفتها عندما كانت طالبة تدرس الهندسة المعمارية في بريطانيا.

وعندما عادت المقدم إلى مصر افتتحت ستوديو مخصص للسيدات لممارسة رقصة العمود ، في البداية اعترض والداها وأخبراها بأنهما يشعران بالقلق من كلام الناس.

وإدراكا منها لحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يهرب من السيطرة الاجتماعية في مدينة مكتظة بالسكان في القاهرة، تضمن منار للنساء اللواتي يسجلن في فصولها  أن يعرفن ما يجري في الاستوديو الذي يقع في الطابق الثاني من مبنى سكني في حي جاردن سيتي في العاصمة.

وتقول: “يعتقد الناس أنه استوديو عادي للياقة البدنية”.

وأضافت: إنها تحاول عدم جذب الانتباه أو إثارة أي شخص. موضحة أنهن لا يمارسن تلك الرياضة في الأماكن العامة “لدينا قواعد صارمة”، وهذا الشرط ينطبق أيضا على المدربين الآخرين في الاستوديو. ومع ذلك، فصولها كاملة العدد.

كما أن مدرسة اللياقة التي تقدم عروضًا لتعليم فنون الاستعراض الهوائي، دربت أكثر من 2600 سيدة على الرقص على العمود.

ولمواجهة الطلب المتزايد؛ فقد افتتحت المقدم، استوديوهين آخرين للسيدات في جميع مناحي الحياة، تشمل طلابًا وأطباء ومصممين، وربات منزل، معظمهن مصريات في الفئة العمرية من 20 وحتى 56 عامًا، سمعن عن فصول اللياقة البدنية بالرقص على العمود من خلال تداول الكلام عنها فقط في أوساطهن. وترفع السيدات الحجاب والنقاب خلال التدريبات لأسباب تتعلق بسلامتهن.

تقول المقدم “هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من الإمساك بالعمود دون الانزلاق”.

وقالت ريهام سليمان (22 عامًا)، الطالبة بكلية الطلب، إنها بدأت حضور الدروس في مدرسة الرقص على العمود في مصر منذ عامين. وأن والديها يعرفان هوايتها تلك منذ فترة. كما تمكنت من تثبيت عمود في غرفتها للتدريب. لكنهم لا يعرفون إلى الآن، أنها تفضل أن تكون راقصة بدلًا من طبيبة.

وقالت سليمان، إنها ستحصل على شهادتها الجامعة من فقط أجل والديها، وتابعت “الرقص على العمود جعلني أكثر ثقة في نفسي وكذلك أكثر انضباطًا “.

وأضافت “اكتشفت في نفسي قوة  لم أكد أدركها من قبل” وجعلتها تشعر بأنها أكثر “جاذبية وإثارة” كما نجوم “الروك”، وهو شيء لن يفهمه والديها مطلقًا أو يقبلوه.

ولا يزال المجتمع المصري شديد التحفظ، حتى بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالحكم السلطوي الطويل الأمد، في عصر حسني مبارك، والتي حملت المرأة في مصر للشارع من أجل المطالبة بالمزيد من الحقوق والمشاركة في الحياة السياسية، والأهم من ذلك المطالبة المزيد من الحرية.

وبينما أصبحت المرأة المصرية هذه الأيام، أكثر ثقة بنفسها، فإن شيء آخر لم يتغير بعد، وهو أن حقوق المرأة لا تزال تُناقش علنًا، والجهود لا تزال تُبذل من أجل تفادي قصر المرأة في دور الزوجة والأم والربة المنزل. لكن الطريق إلى المساواة بين الجنسين طويل.

كما أن صورة المرأة كأنها “دون المستوى والكفاءة”، لا تزال متأصلة بعمق في المجتمع المصري الأبوي، على الرغم من حقيقة وجود 90 نائبة في البرلمان المصري –أكثر من أي وقت مضى-، وأربع وزيرات في الحكومة المصرية، كما أن مصر عينت هذا العام أول امرأة في منصب “محافظ”.

لكن لا يزال الزواج القسري والختان والتحرش الجنسي، جزء من الحياة اليومية في مصر.

وعلى الرغم من ذلك، بعض الأحيان، استطاعت المرأة المصرية الإفلات من الدور الذي فرضه عليها المجتمع –مثل الراقصة على العمود منار المقدم وغيرها الكثير من النساء ، حيث تدور وتتمايل وتنفرج وتلتف على العمود في استديوهات الرقص على العمود المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى