الذكرى الـ16 لسقوط بغداد.. المدينة التي أنهكتها الحرب
ذكرى سقوط بغداد.. ماذا جرى للعراق بعد 16 عامًا
وكالات
كأحجار الدومينو سقطت المدن العراقية في يد الاحتلال الأمريكي. المقاومة التي بدأت في بداية الحرب كانت تشير إلى أن شيئا ربما يحدث في هذه الحرب، لكن جاءت الأحداث لتقول بكل وضوح “لا لن يحدث أي شيء”.
بدأت الحرب على العراق في 19 مارس 2003، وبعد أيام، وتحديدا في صباح التاسع من أبريل 2003، وصلت القوات الأمريكية إلى العاصمة العراقية بغداد ودخلتها.
سقطت بغداد دون أية مقاومة تذكر، انفرط الجيش العراقي، ودخلت القوات الأمريكية إلى قلب العاصمة وشاهد العالم كله جندي أمريكي يضع العلم الأمريكي على رأس تمثال صدام حسين، قبل إسقاط التمثال البرونزي الشاهق، الذي كان موجودا في ساحة الفردوس، وسط فرحة وتهليل مجموعة من العراقيين.
سقطت بغداد الرمز، وبعدها توالى سقوط المدن العراقية الكبرى، مع مقاومة في عدد من المناطق لكنها لم تصمد أمام الجيش الأمريكي المنظم والمدرب والمسلح بأحدث الأسلحة.
العراقيون منذ ذلك الحين انقسموا بين مؤيد لدخول القوات الأمريكية وهم الجزء الأكبر من الطائفة الشيعية، معتبرين في ذلك الوقت أنهم تحرروا من ظلم واستبداد النظام الحاكم، وآملين أن تتغير أوضاعهم المعيشية والحياتية، في حين اعتبرها القسم الآخر، وهم المكون السني، قوات احتلال تجاوزت كل القوانين الدولية لتدمير البلاد وبنيته التحتية، وهذا ما أقرته لاحقاً واشنطن وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي قاد حملة بلاده العسكرية ضد النظام في بغداد.
وخلال فترة الغزو الأمريكي شهدت مناطق مختلفة من العراق الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان، خصوصاً المناطق التي انبثقت منها المقاومة المسلحة، مثل الفلوجة وجرف الصخر وبيجي والمدائن ومناطق أخرى، بالإضافة إلى جرائم المليشيات والجماعات المتطرفة، التي ارتكبت أبشع المجازر، واستمرت بعد تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء عام 2006، حيث كان يغذيها بخطاباته الطائفية، وأصبحت “منبوذة” من قبل جميع سكان العراق، بحسب تقارير عديدة صادرة من منظمات المجتمع الدولي.
انسحاب القوات الأمريكية:
انسحبت القوات الأمريكية من العراق عام 2011 بعد أن جعلت منه ساحة للقتل والعنف الطائفي وتصفية الحسابات، مفسحة المجال أمام المليشيات والجماعات المسلحة، التي كانت السبب في تصنيف منظمة الشفافية الدولية العراق في خانة أسوأ الدول الغارقة في الفساد بين دول العالم.
وبالرغم من مرور 16 عاماً على الإطاحة بنظام صدام حسين، الذي دائماً ما يصفه معارضوه بالديكتاتور والمجرم، واستبداله بـ”نظام ديمقراطي”، لا يزال العراقيون يدفعون ضريبة غزو العراق بأرواحهم وأمنهم واقتصادهم وخدماتهم، فمنذ ذلك الوقت يحصد الإرهاب أرواح العراقيين، وتعيش أغلب مناطق العراق من شماله إلى جنوبه أوضاعاً معيشية صعبة دفعتهم للنزول إلى الشوارع باحتجاجات عارمة منددة بسوء الخدمات، وتردي الوضع الاقتصادي، وانتشار البطالة، وسيطرة الجماعات المسلحة على مناطقهم.
خبراء سياسيون ومتابعون للشؤون الدولية، قالوا إنّ ما أدى إلى انقسام وطائفية واقتتال لم يتوقف يومًا داخل مدن العراق، خلّف وراءه خسائر بشرية قُدّرت بمليون قتيل ومصاب وملايين المشردين، وخسائر مادية للطرفين تقدر بتريليونات الدولارات، وانزلاق البلاد في عنف طائفي بلغ ذروته خلال 2006-2007.
وفي 9 أبريل سقطت بغداد، وأنّهت 24 عاما من حكم صدام حسين، واستولت القوات الأمريكية على وزارات حزب البعث لتنتهي فترة إدارته للعراق، ثم أطيح بتمثال حديدي ضخم للرئيس العراقي الأسبق، وسط حالة حزن عربي واسعة.