أخبار

الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس إلى الإمارات.. بين القيل والقال

لماذا الزيارة تاريخية.. وما الانتقادات الموجهة إليها؟

تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي، لاستقبال بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، اليوم الأحد، واللذان يزوران دولة الإمارات، تلبية لدعوة تلقياها من ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في ديسمبر الماضي، للمشاركة في مؤتمر لحوار الأديان.

ويتوجه شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب، اليوم، إلى أبو ظبي، لعقد قمة تاريخية مع البابا فرانسيس، وذلك ضمن عدة فعاليات تشملها الزيارة المشتركة لشيخ الأزهر وبابا الفاتيكان إلى دولة الإمارات.

لماذا الزيارة تاريخية..؟

وتُعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي.

وحسب شبكة “بي بي سي” البريطانية،  سيقام خلال هذه الزيارة التاريخية قداس، يوم الثلاثاء، الذي من المتوقع أن يجتذب نحو 120 ألف شخص، ومن المتوقع أيضًا أن يدلي البابا بتصريحات حول الحرب في اليمن.

ووفقا للـ”سي إن إن” سيقام القداس في مكان عام مفتوح في الإمارات التي تتكون من غالبية مسلمة، وهذا لأول مرة، كما لفتت الشبكة الأمريكية أن هذا ياتي في إطار حرص البابا على توطيد العلاقات بالقيادات المسلمة.

جدير بالذكر أن العلاقات بين القيادة الكاثوليكية والإسلامية حول العالم، توترت خلال الفترة التى تولى فيها البابا بينديكت السادس عشر، بعد تصريحات أطلقها حول الإسلام وأغضبت القيادة الإسلامية.

وذكرت الشبكة أن البابا فرانسيس التقى بالإمام الطيب سابقا، 3 مرات خلال مناسبات مختلفة، مما يدل على حرص البابا فرانسيس على إعادة العلاقات الطيبة وإحلال السلام.

المهاجرون.. الأقرب إلى قلب فرانسيس

ومن المقرر خلال الزيارة أن يلقي البابا فرانسيس خطابا للمهاجرين، وهي القضية الأقرب إلى قلبه، على حد وصف الـ”سي إن إن”، حيث أن العمالة الوافدة تشكل شريحة كبيرة من سكان الإمارات، غالبيتهم من الهند والفلبين، وبالتأكيد فهم يشكلون غالبية المليون كاثوليكي في الدولة.
وسابقا، قال البابا إن الإمارات تعد نموذجا للتعايش السلمي المشترك بين الثقافات المختلفة، ادعيا العالم إلى أن يحذو حذو الإمارات.

وأعلنت شركة “الاتحاد للطيران” ومقرها أبو ظبي، أن ضيوف الناقلة سيحظون بفرصة متابعة البث المباشر لزيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى أبو ظبي، عبر نظام الترفيه على متن الطائرة وفي صالات المطارات التابعة لها حول العالم، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.

كما قالت الناقلة، هذه المبادرة تتزامن مع عام التسامح وبهدف إرساء روح التآخي والتعايش الإنساني والحوار بين مختلف الأديان والثقافات.

جدول الزيارة

ويعقد على هامش الزيارة المشتركة مؤتمر عالمي تحت عنوان “لقاء الأخوة الإنسانية”، وذلك يومي 3 و4 فبراير، بمشاركة نخبة من كبار القيادات الدينية والفكرية في العالم.

ورحب الشيخ محمد بن زايد، يوم الخميس الماضي، بزيارة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، قائلاً، “نجدد ترحيبنا برجل السلام والمحبة، البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في “دار زايد”… ونتطلع للقاء الأخوة الإنسانية التاريخي الذي سيجمعه في أبوظبي مع فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف يحدونا الأمل ويملؤنا التفاؤل بأن تنعم الشعوب والأجيال بالأمن والسلام”.

 والجدير بالذكر أنه خلال العام الماضي، ناشد البابا المجتمع الدولي بضرورة “تفادي تدهور الوضع الإنساني المأساوي” في اليمن.

ويقطن الإمارات العربية المتحدة نحو مليون مسيحي من طائفة الروم الكاثوليك، معظمهم من الفلبين أو الهند.

وقال البابا في رسالة عبر مقطع فيديو يوم الخميس الماضي، “أنا سعيد بهذه المناسبة، وقد قدر لي الرب أن أكتب، على أرضكم العزيزة، صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين الأديان”.

كما أضاف البابا أن “الإيمان بالله يوحد ولا يفرق، إنه يقربنا من بعضنا رغم الاختلافات، إنه يبعدنا عن العداء والكراهية”.

لماذا تواجه لزيارة بعض الانتقادات؟

قال الأسقف بول هيندر، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية -رئيس الكنيسة الكاثوليكية في الإمارات والبحرين وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن، لصحيفة National Catholic Reporter الأمريكية: “ليس من الجيد لمظهر البابا أن يزور الإمارات العربية المتحدة، فيما لا يزالون متورطين في جميع أنواع الفظائع الإنسانية في اليمن”، وأضاف: “إذا لم يُثر البابا هذه القضية، فإنه سيفقد جزءاً كبيراً من مصداقيته في الشرق الأوسط”.

وقال الأب بول لانسو، من منظمة السلام الكاثوليكية Pax Christi International، إنه يأمل أن يتمكن البابا من “إقناع قيادة الإمارات بإيجاد سياسة أخرى بشأن اليمن”.

وقالت الأمم المتحدة، العام الماضي، إن التحالف الذي تقوده السعودية قتل الآلاف من اليمنيين في الغارات الجوية، وربما ارتكبوا جرائم حرب بموجب القانون الدولي.

وقال مسؤولون من الأمم المتحدة، هذا الشهر، إن أكثر من 10 ملايين شخص في اليمن معرضون لخطر المجاعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى