سياسة

الحكاية والوقاية والعلاج .. القصة الكاملة لأنفلونزا الخنازير

إعداد- مي خليفة

ما هي إنفلونزا الخنازير؟

إنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد الإعياء يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A. ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات إمراض عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1%-4%). وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.

 يشار إلى الفيروس ب “انفلونزا الخنازير” لان الفحوصات المخبرية اظهرت ان العديد من الجينات في هذا الفيروس الجديد مشابهة لحد بعيد لجينات فيروسات الأنفلونزا التي تصيب عادة الخنازير في أمريكا الشمالية. ولكن دراسة أخرى قد أظهرت أن هذا الفيروس الجديد يختلف كثيرا عن الفيروسات السائدة لدى الخنازير في أمريكا الشمالية. فهذه الفيروسات تمتلك زوجين من جينات فيروسات الانفلونزا الخنازير المنتشرة في أوروبا وآسيا كما أحتوت هذه الفيروسات على جينات من أنفلونزا الطيور والانفلونزا البشرية[ يطلق العلماء على هذا المزيج اسم “فايروس رباعي المتفارزة”

 يمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير. وكان البعض يعتقد أنّ البشر هم الذين تسبّبوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن يُصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويُطلق عليه اسم الفيروس “المتفارز”. وعلى الرغم من أنّ فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثّل، عادة، أنواعاً فيروسية مميّزة لا تصيب إلاّ الخنازير، فإنّها تتمكّن، أحياناً، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.

عن منظمة الصحة العالمية

أول ظهور لأنفلونزا الخنازير فى العالم

يفترض بعض العلماء أن أول وباء لإنفلونزا الخنازير ينتشر بين البشر حصل عام 1918، حيث ثبت إصابة الخنازير بالعدوى مع إصابة البشر، إلا لم يثبت بشكل قاطع من تلقى العدوى أولاً. و تم التعرف على أول فيروس إنفلونزا كمسبب للإنفلونزا لدى الخنازير عام 1930،وخلال الستين سنة التي تلت هذا الاكتشاف كان فيروس H1N1 هو الفيروس الوحيد المعروف لإنفلونزا الخنازير. وبين عامي 1997 و2002 تم التعرف على ثلاث نمطيات جديدة من فيروسات إنفلونزا الخنازير في أمريكا الشمالية. فبين العام 1997 و1998 انتشر الفيروس H3N2 الناتج من عملية إعادة تشكيل الفيروس من فيروس يصيب البشر وآخر الطيور والخنازير، ومنذ ذلك الحين يعتبر الفيروس H3N2 أحد المسببات الرئيسية للإنفلونزا لدى الخنازير في أمريكا الشمالية. وثم نتج من إعادة تشكيل H1N1 و H3N2 تكون فيروس جديد وهو H1N2. وفي عام 1999 ظهر نمط جديد من الفيروسات وهو H4N6 والذي نتج من عبور بين الأصناف من الطيور إلى الخنازير، وسبب فاشية صغيرة وتم تحييدها في مزرعة في كندا.

أكثر الفيروسات المسبب لإنفلونزا الخنازير انتشاراً هو الفيروس H1N1، وهو أحد الفيروسات التي انحدرت من وباء إنفلونزا 1918. ولكن كان انتقال الفيروس من الخنازير للبشر نادرالحدوث حيث تم تسجيل 12 حالة في الولايات المتحدة منذ عام2005.كما عاد هذا المرض للظهور مرة أخرى عام 2009 و هو سلالة فيروس انفلونزا جديدة تصيب البشر. تم اكتشاف هذا الفيروس الجديد لأول مرة لدى البشر في المكسيك في أبريل 2009. ينتشر هذا الفيروس من شخص لأخر على نطاق عالمي، بنفس الطريقة التي تنتشر بها الانفلونزا الموسمية العادية. يوم 11 يونيو 2009، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور وباء H1N1 2009]

أول ظهور لأنفلونزا الخنازير فى مصر

 عام 2009 ظهر فيروس H1N1 المعروف إعلامياً بفيروس إنفلونزا الخنازير بقوة في مصر، فأثار الهلع, خاصة أن هذا الفيروس ظهر في ظل وجود فيروس H5N1 المعروف بإنفلونزا الطيور، ما أدي إلي حدوث حالة من الرعب في نفوس الجميع خوفاً من تزاوج الفيروسين لينتج عنهما فيروس أشد فتكاً، ومن هنا وضعت وزارة الصحة قواعد للرصد الوبائي للمرض، وقواعد للتعامل مع المرض الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية وقتها أنه تسبب في وفاة حوالي 18 ألف شخص حول العالم، ومن هنا بدأت المواجهة  و أوصى مجلس الشعب المصري باعدام الخنازير في مختلف أنحاء البلاد خوفا من انتشار الوباء و قامت الحكومة باعدام الخنازير بالجير الحى

الوباء الحالي في مصر :

وبعد هدنة استمرت لما يقرب من خمس سنوات عاد المرض ليظهر بشدة عام 2014  حاصداً أرواح 38  شخصاً و 318 اصابة ، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة- بل إن الأخطر من ذلك أن نقابة الأطباء أعلنت أن هناك 4 أطباء توفوا متأثرين بالمرض.

أعراض الإصابة بأنفلونزا الخنازير:

1- قد يصيب المريض بعض الكسل وفقدان الشهية.
2-و يصيب المريض بالكحة الجافة.
3- ويصيب الجهاز الهضمى بالقىء والغثيان وإسهال.
4- يصيب المريض بالرشح والتهاب الحلق وارتفاع فى درجة الحرارة

من الممكن ملاحظة تدهور الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل الربو أو السكري أو فشل القلب الاحتقاني.

وعند ظهور أعراض شديدة على المريض، يمكن للطبيب أن يجري اختبارات للتأكد في ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن الأنفلونزا. وعلى الإنسان أن يعرف متى يحتاج هو أو طفله إلى طلب العناية الطبية.

فإذا ظهرت لدى المريض أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، فعليه أن يراقب هذه الأعراض. وأعراض الأنفلونزا هي الحمى والآلام الجسدية وسيلان الأنف وألم الحلق والغثيان والإقياء والإسهال.

علاج أنفلونزا الخنازير

هناك أربعة أدوية مضادة للفيروس صرّح باستخدامها في الولايات المتحدة للعلاج ووهي : (Zanaivir – Amantadine – Rimantadine – Oseltamivir) بينما وجود أربعة فيروسات كانت مقاومة لبعض الأدوية وهي (Rimantadine – Amantadine) وفي نفس الوقت أوصت “سي دي سي” باستعمال دواء ( Zanaivir – Oseltamivir ) للمعالجة أو منع العدوى بفيروسات انفلونزا الخنزير .
كما أوصت وزبرة الصحة المصرية مها الرباط باتباع بروتوكول علاج الأنفلونزا بالمستشفيات والذى يقضى باستخدام عقار التاميفلو للفئات العمرية والفئات ذات الخطورة ( المسنين أكثر من 65 عاماً، أصحاب الأمراض المزمنة فى الجهاز التنفسى والجهاز الدورى والسكر غير المنضبط ومن يعانون من السمنة المفرطة)، وحسب رؤية الطبيب المعالج، كما أوصت باتباع إجراءات النظافة العامة والوقاية من العدوى وغسل الأيدى وتغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس وإعطاء لقاح الأنفلونزا للفئات ذات الخطورة، بالإضافة إلى المسافرين لأداء العمرة؛
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى