ثقافة و فنمنوعات

الحكايات وراء ألوان اللوحات

الوردي والرصاصي والموف والكرومي، هذه الألوان الرائعة في لوحات الفنانين كيف تم صنعها؟

حكايات هذه الألوان يحكيها كتاب “التاريخ الباهر  للألوان في الفن”لفيكتوريا فينلي

Huffingtonpost- كاثرين بروكس

ترجمة دعاء جمال

الأبيض الرصاصى، “Lead White

تستخدم   “فينلى” قصة القرن ال18 فى لندن ” It Girl”عن الكونتيسة “ماريا جانينج “لإلقاء الضوء على سر الأبيض الرصاصى، حيث اشتهرت جانينغ بمكياجها، المكون من الكريم المصنوع من الرصاص الأبيض، الذى يعطى النساء مظهر “شخص لقيط”، وكان كريما شديد السمية، وفى النهاية أدى إلى امراض عقلية وجسدية، انتهت بوفاتها، عملية صناعة الأبيض الرصاصى كانت مزعجة، حيث كان العمال يقوموا بتكديس أوانى تحتوى على خل ورصاص فوق بعضها، ويظل مكدسا بهذه الطريقة لشهور، مما يؤدى لتحول اسيتات الرصاص إلى كربونات الرصاص الأساسية، ومع مرور الوقت، تخلق رقائق من الأبيض الرصاصى.

الاصفر الكرومى، “Chrome yellow

ألوان الكروم، ابتكرت عندما تفاعل الكروم مع الأحماض والقلويات، التى استخدمت فى القرن ال20، لتزيين حافلات المدارس، وعلامات الطرق، ومثل مخططى العمران وإداريي النقل، كان ” فينسينت فان جوخ” من معجبى ألوان الكروم أيضاً، وأستخدم الأحماض لتحفيز لون الطلاء الأصفر ، والقلويات لتحفيز الطلاء البرتقالى ليحدث تباين فى لوحته الأسطورية “السوسن”، والحقيقة أنه خلال واحدة من نوبات “فان جوخ” النفسية، وجد واضعا أنبوب من طلاء الأصفر الكرومى فى فمه ” الكروم الأصفر ملىء بالرصاص و كما وضح فى النهاية، لم يكن يساعد صحته النفسية”، فينسنت فان جوج “1854-1890”

الأزرق الجليّ، “Patent Blue”

اخترع الأخوان الفرنسيان،” أوجس ولويس لوميير”، هذا اللون، مستخدمين حبيبات نشا البطاطس، وابتكروا بعض من أوائل ألوان المرشحات اللونية  التى استخدمت فى “الكاميرات القديمة”، وفى أواخر القرن ال19، إحتاجوا إلى أن تكون  الصور متباينة للغاية، حتى لا تتلاشى خلال العرض، وكانت النتيجة  هذا الأزرق الجديد.

الأرجوانى، “Tyrian Purple”

عندما غزا الرومان اليونان، استوردوا أطنان من الاصباغ والألوان، والمفضل لديهم، كان تدرج اللون المصنوع من الإنزيمات المعطنة للمحار الصغير، والتى أصبحت موضة رائجة ، و فن أساسى، هذه النسخة من الأرجوانى كانت محفوظة للحكام الروم والطبقة العليا فقط، والحقيقة أن  صناعة اللون الأرجوانى، أحتوت على رائحة سمك كريهة للغاية، فكانت الأحواض المستخدمة فى  تحضير الصبغات تقع خارج أسوار المدينة، (اسم تيريان، يأتى من المدينة الرومانية تاير، الواقعة الان فى لبنان”.

الأنجستروم،”Cinnabar, Vermilion and Minium

الانجستروم، هو معدن لامع، مشع برتقالى- أحمر، مستخرج من منجم الزئبق فى وسط إسبانيا، وعند صناعته، تحول إلى “الاحمر الصارخ”، أيضا يدعى “دم التنين”، وقد انجذب  الصينيين القدماء إلى اللون، مع “المينيام”، وهو  لون برتقالى أكثر حيوية ويمكن رؤيته فى لوحة “القديس لوك” فى الأسفل، والحقيقة ان لوحات الهند والمغول تضمنت هذا اللون البرتقالى وكانوا يسمونه “المصغرون، miniature”، ليس لصغرهم ولكن بسبب “رابع أكسيد الرصاص، minium”

الوردى، “Rose”

هذه الدرجة من الوردى بالتحديد، لها أصول ترجع إلى الساكسون، ولحقبة زمنية تميزت برغبة أوروبا بنسخ ” الدهب الأبيض” الخزف الصينى، والذى كان شراءه أو نقلة بين الدول مكلفاً، ولكنها أنقذت الموقف فى النهاية، بتقليد الخزف الصينى بشكل فعال، حتى أنه أصبح المفضل لدى عشيقة الملك لويس الخامس عشر، “مدام بومبادور”، التى أعجبت بالوردى الفاتح المشرق الذى انتج عام 1757، وفيما بعد عرف باسم ” بومبادور الوردى”، و الذى تم إنتاجه عن طريق خلط الذهب، والزجاج وحمض النتروهيدروكلورايد.

الأحمر الصبغي،Madder red

يمكن رؤيته فى المفروشات المنسوجة  للملك لويس الرابع عشر، فى القرن ال17، هذا الأحمر كان مصنوعا من ” الوردى الساخن والبرتقالي”، مكون من مزيج قرمزى وجذور شجرة وردية فى الشرق الاوسط تدعى “مادر، madder” ، أحد  المفاتيح لتحويل هذا الخليط إلى صبغة :  إضافة دم ثور، أو روث بقرة .

الأصفر الهندى، “Indian Yellow”

كان “جوزيف مايورد” من دعاة “مقلاة الألوان”، والتى كانت  أساساً، عبارة عن دهانات لم تجف، وتتضمن صباغ، ولبان عربى، وجلسرين، وواحد من ألوان المقلاة الخاصة به، كان الأصفر الهندى، وهو تدرج ألوان مصنوع من بول الأبقار أو الجاموس، ومطعم بورق المانجو، حيث كان يتم جمع بولها فى دلاء، تضاف إلى الطين وتجمع فى كرات ألوان، مما نتج  عنه هذا اللون الأصفر الشفاف الذى تراه فى لوحات “تيرنر”.

البنى الداكن، “Sepia”

قبل أن تشتهر الصور الفوتوغرافية  الملونة، كان المصورون منغمسين فى عالم  من صورالأبيض والأسود، وتحولوا إلى البنى الداكن لالتقاط صور اكثر رمادية،  البنى الغامق، هو حبر مصنوع من الحبار، وكان البديل الآخرله، هو الوحات المرسومة يدوياً ، والتى كانت مهمة شاقة.

الموف، “Mauve”

لدينا الكميائى “ويليام هنرى بيركنز” لنشكره على هذا اللون، فخلال تجاربه لإيجاد علاج للملاريا، مستخرجا من القطران، لاحظ ” لون جميل وغريب”، وكان هذا اللون نسخة أخف من الارجوانى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى