سياسة

الجيش الإسرائيلي: حزب الله قد يمطرنا بألف صاروخ يوميا

 بيان قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية حذر من احتمالية سقوط مئات القتلى الإسرائيليين خلال أي صراع مستقبلي مع لبنان

تايمز أوف إسرائيل – ستيوارت وينر – ترجمة: محمد الصباغ

قال رئيس قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل، الجنرال إيال إيزنبرج، إن حرباً مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني سوف تشهد مئات أو ربما آلاف الصواريخ التي ستسقط يومياً على إسرائيل. وتحدث أيزنبرج أثناء تنحيه عن منصبه يوم الثلاثاء  الماضي وتسليم سلطته إلى الجنرال يويل ستريك.

و أضاف أن مواطني إسرائيل يجب أن يتم تجهيزهم للتحديات الكبيرة. و حسب تقديرات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية فإنه يجب تجهيز إسرائيل هجمات خاطفة تشمل من ألف إلى 1500 صاروخ قد تسقط على الأراضي الإسرائيلية يومياً. وكانت تلك الإحصائية أجريت خلال فترة تولي أيزنبرج للجبهة الداخلية.

ورغم قتامة السيناريو، فإن أيزنبرج يبقى متفائلاً بقدرة إسرائيل على صد أي إعتداء من حزب الله. فقال: ”هل سيكون الأمر صعباً؟ هل يمكننا التصدي لهم؟ بالتأكيد. ليس لدينا خيار آخر“.

وجاءت التحذيرات التي أطلقها الجنرال المنتهية ولايته في بيانات تم توزيعها مؤخراً من الجبهة الداخلية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي على السلطات الداخلية يحذر فيها من التهديد الخطير الذي يشكله حزب الله على المدنيين الإسرائيليين، وتوقع البيان أن المئات قد يلقوا حتفهم خلال أي صراع مستقبلي مع لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الإجراءات الدفاعية المتبعة بشكل صحيح من المدنيين قد تحميهم بشكل واضح، مثل أن يختبئوا خلف السلالم أثناء الهجوم. ويتطلع جيش الدفاع أيضاً إلى خطط قد تسمح بإجلاء السكان في المناطق الحدودية، وتقديم مساكن مؤقتة في القواعد العسكرية أو غيرها لآلاف من الأشخاص.

لا تعتبر التقديرات جديدة فيما يتعلق بما يستطيع حزب الله الشيعي فعله بترسانة الصواريخ التي قد يصل عددها إلى 100 ألف، ووسط التوترات في المنطقة وتحديداً في الحدود الشمالية لإسرائيل، فهناك قلق حول زيادة إحتمالات نشوب حرب. ويصل مدى ترسانة صواريخ حزب الله إلى كل الأراضي الإسرائيلية.

يرى المحللون الأمنيون في وسائل الإعلام العبرية أن أهم مفاتيح حملة التوعية التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي يكمن في جعل توقعات المدنيين حول قدرات إسرائيل التصدي للصواريخ واقعية. فخلال صيف 2014 أثناء الصراع بين حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، أطلق الفلسطينيون نحو 4 آلاف صاروخ على المدن والقرى الإسرائيلية.  وتصدت منظومة اعتراض الصواريخ الإسرائيلية (القبة الحديدية) للكثير من الصواريخ ومنعتها من السقوط على المناطق السكنية، لكن قدرة حزب الله تتفوق في أعداد ودقة الصواريخ التي ستسقط وقد تتفوق على تلك المنظومة.

وفي بداية الشهر الماضي حذر مجلس الأمن أن العنف الجاري حالياً على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ووجود أسلحة غير مصرح بوجودها في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة ينذر بصراع جديد.

أما في يناير فقد قتل اثنان من الجيش الإسرائيلي عندما تعرضت دورية إسرائيلية لإطلاق من مضادات دبابات بواسطة عناصر من حزب الله في شمال جبل دوف قرب الحدود اللبنانية.

وفي أعقاب ذلك الهجوم، قال بيان لحزب الله إن مجموعة من ”شهداء كتائب القنيطرة“ هاجموا الدورية الإسرائيلية كرد على قصف جوى إسرائيلي مزعوم لمدينة القنيطرة، على الحدود السورية. كان القصف الجوي قبل أسبوع من ذلك الهجوم وأسفر عن مقتل سبعة على الأقل بينهم جنرال إيراني وأحد قيادات حزب الله البارزة. وأضاف البيان: ”كان هذا الرد الأول“، في إشارة إلى احتمال وجود هجمات أخرى.

وفي عام 2014 تبنى حزب الله انفجار ضد قوة عسكرية إسرائيلية على الحدود ما أسفر عن إصابة جنديين. وبعد ذلك بساعات، انفجرت قنبلة أخرى بجوار الحدود في نفس المنطقة لكنها لم تسفر عن أي خسائر. وكان الاحتكاك قد حدث عقب يومين من إصابة جندي لبناني بإصابة خفيفة بواسطة قوات إسرائيلية في نفس المنطقة أيضاً.

آخر الصراعات الرئيسية بين إسرائيل وحزب الله تعود إلى عام 2006 في أعقاب قتل سبعة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي واختطاف جثتين منهم، ما أشعل حرباً دامية استمرت لأكثر من شهر. وأدى القتال إلى مقتل 43 من المدنيين الإسرائيليين و119 من جيش الدفاع، وأكثر من 1700 قتيل من الجانب اللبناني، وحسب عناصر جيش الدفاع فمن القتلى اللبنانيين من 600 إلى 800 من عناصر حزب الله.

خلال 34 يوماً من القتال، أطلق حزب الله أكثر من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل بمعدل مائة صاروخ يومياً.

وعادت جثامين الجنديين الإسرائيليين عام 2008 ضمن صفقة تبادل تضمنت الإرهابي اللبناني سمير القنطار، وأربعة من أعضاء حزب الله ورفات حوالي 200 سجين لبناني وفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى