أخبارسياسة

الجزائر: غضب الساعات الحاسمة قبل الانتخابات الرئاسية

أُصيب عشرات الأشخاص و50 ضابط شرطة بجروح

مع نشوب أكبر مظاهرات مناهضة للحكومة الجزائرية منذ 8 سنوات، حسب مسؤولين، طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين في الجزائر بإقالة رئيسها المريض، عبدالعزيز بوتفليقة، الذي يبلغ من العمر 82 عامًا، لعدم توليه ولاية خامسة، بسبب حالته المرضية التي أعاقته عن الحركة وتسبّبت في جلوسه على كرسي متحرّك بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2013 قبل ترشّحه للمرة الرابعة بسنة.

وأُصيب عشرات الأشخاص و50 ضابط شرطة بجروح، وفقًا لمسؤولي الصحة، وتوفي رجل يبلغ من العمر 60 عامًا، يُدعى حسن بن خدة،  في أثناء مسيرة بسبب نوبة قلبية، وهو نجل الشخصية التاريخية، يوسف بن خدة، الذي كان أحد أبرز قادة ثورة التحرير، وشغل منصب رئيس الحكومة المؤقتة الثالثة بعد استقلال الجزائر حسبما صرّحت السلطات الجزائرية.

وزار وزير الداخلية الجرحى في المستشفى، نور الدين البدوي، قائلاً “نحن هنا للتحقيق في وفاة المواطن حسن بن خدة، رحمه الله، ونقدم تعازينا لعائلته”.

وفي هذه الأثناء، قام بوتفليقة بتغيير حملته الانتخابية قبل انتخابات أبريل، وحل وزير النقل عبدالغني زعلاني، محل مدير حملة بوتفليقة ورئيس الوزراء الجزائري السابق عبدالمالك سلال.

من ناحية أخرى، تعيش الجزائر حالة استثنائية قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 18 من أبريل المقبل، ذلك بعدما خرجت مظاهرات في الشارع الجزائري، تقدّمتها المناضلة “جميلة بوحيرد” وعدد من السياسيين، احتجاجًا على ترشح بوتفليقة.

وشهدت الجزائر حالة من الغضب الشعبي عقب تأكيد ترشح الرئيس بوتفليقة في 10 من شهر فبراير الماضي، وبعد 12 يومًا من الإعلان، انطلقت المظاهرات وهو ما دفع أجهزة الأمن إلى فض الكثير من الاحتجاجات بإطلاق الغاز المسيل للدموع، واعتقال عدد من الصحفيين، بينما قامت بالإفراج عنهم.

وزادت حدة الغضب بعد تصريحات الوزير الأول، أحمد أويحيى، الذي حذر فيها المتظاهرين بالقول: “إن الثورة السورية بدأت بالورود وانتهت بالدم”، وهو ما اعتبره البعض رسالة لتخويف المتظاهرين السلميين، كما لا تزال ردود فعل غاضبة إثر تصريحات رئيس المجلس الشعبى الوطني معاذ بوشارب، الذي قال فيها إن الله بعث بوتفليقة رسولا لإصلاح الجزائر، وفي الوقت نفسه أكد مالك بلقاسم أيوب، عضو لجنة الإعلام المركزي في الحزب الحاكم، أن ترشيح بوتفليقة “ضمانة حقيقية للشعب الجزائري من أجل الاستقرار الذي شهدته البلاد على مدار الأعوام الماضية”، موضحًا أن مرضه لا يمثل إعاقة لعمله، في الانتخابات الرئاسية المقبلة حيث هناك قرابة 24 مليون جزائرى يحق لهم التصويت.

ومع ترشّح ما يقرب من 200 مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية أغلبهم مغمورون، يبقى 6 مرشحين بارزين على الساحة، وهم: عبدالعزيز بوتفليقة، وعبدالقادر بن قرينة، وعبدالعزيز بلعيد، وعبدالرازق مقري، واللواء علي غديري، وعلي بن فليس، مما وضع الناخب في حيرة من الاختيار في ظل عدم وجود مرشح توافقي في صفوف المعارضة.

وفي الوقت الذي يتعين على المرشحين الرئاسيين تقديم طلبات ترشحهم بأنفسهم، يبقى بوتفليقة في سويسرا لإجراء فحوص طبية روتينية لم يُكشف عن طبيعتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى