رياضة

“الجارديان”: جماهير كرة القدم والاقتصاد في مصر.. وجهان لعملة واحدة

بعد 6 سنوات من الغياب عن المدرجات

عندما عاد المشجعون المصريون إلى الملاعب لمشاهدة المباراة بين نادي الزمالك وإنبي في وقت سابق من هذا الشهر، مُلوحين بالإعلام، فَرحين، قاموا  بملء  مقاعد المدرجات التي  تتسع لـ16 ألف مٌشجعًا، لخلق نفس الأجواء الأولى في الإستاد التي غابت لمدة 6 سنوات، حسبما أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقريرها.

وبهتافات “الليلة جينا والدوري لينا” تواجد المُشجعين في معلب بتروسبورت، في القاهرة الجديدة، مُتجنبين أي سلوك يُصنف على أنه مُثير للجدل، ففي الوقت الذي سُمح فيه يحضور حوالي 5 آلاف مُشجع في الإستاد ، كانت صور هتاف الجماهير لحظة فاصلة، على نقيض صور  الملاعب التي تم التقاطها خلال فترة 6 سنوات مضت في أثناء المبارايات المحلية، حينما كانت تلعب الفرق في ساحة فارغة تمامًا.

فقد فُرض الحظر على المُشجعين وجماهير الإستاد في عام 2012، بعد أحداث الشغب في إستاد بورسعيد الذي أودي بحياة 74 مُشجعًا وأكثر من 500 مُصابًا، وكان قد رُفع الحظر من قبل، وأُعيد من جديد عقب وفاة 20 مشجعًا لنادي الزمالك عام 2015.

والآن خارج مقر النادي الأهلي لكرة القدم في وسط القاهرة، تجد الطلاء الأبيض يكسوه رسومات تغطي الجدران رسمها فريق الألتراس كعلامة على الولاء للنادي، أبرزها لوحة جدارية كذكرى خالدة لوفاة 74 مٌشجعًا قُتلوا في بورسعيد.

ولأن الحكومة تشير  إلى أن كرة القدم الآن هي بمثابة هدية للاقتصاد المصري ومشروعها القومي، فالنتيجة هي عودة المشجعين مرة أخرى للملاعب –  لحضور المبارايات المحلية كما العالمية –  ولكن فقط تلك المبارايات التي يتم اتخاذ موافقة عليها-  لحضور المُشجعين والجماهير  – من قبل الحكومة، على اعتبار أن النظام المصري لديه قضايا محددة وخاصة مع مُشجعين كرة القدم وعليها يستوجب التأكد من عدم انتماءهم السياسي إلى جماعات محظورة.

ومن ثم يجب على المشجعين الراغبين في مشاهدة المبارايات في الاستاد، تقديم بيانتهم الشخصية إلى أجهزة الأمن المصرية من أجل الحصول على موافقة الحضور، فقد يمكن للحكومة المصرية الوصول إلى بيانتهم للتأكد من أن ليس لديهم انتماء سياسي إلى أي جماعة إرهابية منعًا لحالات الشغب.

وبسبب الأموال التي تصب في قطاع كرة القدم، تحتاج الحكومة إلى إعادة الجماهير لأن ذلك سيزيد من القيمة الاقتصادية التي تعود لجدارة كرة القدم، حسبما قال زياد عقل، المٌحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومُشجع للنادي الأهلي.

وأفادت التقارير أن الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة هاني أبوريدة، خاطب الأندية المشاركة في بطولة الدوري الممتاز، رسميًا، بشأن ملف عودة الجماهير إلى المدرجات في الموسم الجاري وكان مسؤولو اتحاد الكرة قد عقدوا اجتماعًا مؤخرًا مع نظرائهم بالأندية في حضور وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، للاستقرار على خطة تعيد الجماهير إلى المدرجات.

وحدّد الاتحاد في خطابه للأندية أعداد الجماهير في المدرجات، على النحو التالي: “٣٠٠ ألف مشجع لصاحب الأرض، و٥٠٠ للفريق الضيف، و١٥٠٠ لطلبة الجامعات” وكان من المقرر العمل بهذا الخطاب بشكل رسمي بداية من أول سبتمبر الحالي.

ترجمة : رنا ياسر
المصدر: The Guardian

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى