مجتمع

الجارديان: “التاكسي الوردي”في مصر.. هل يحمي النساء؟

الجارديان: “التاكسي الوردي”في مصر.. هل يحمي النساء؟

الجارديان – نور يوسف – ترجمة: محمد الصباغ

يجري حاليا التسويق لخدمة التاكسي الوردي أو “بينك تاكسي” الجديدة على أنها الأكثر أمناً للسيدات للتحرك داخل القاهرة، حيث أصبح التحرش الجنسي والاعتداء أمراً مألوفاً. ومن المدهش أن الخدمة ليست بتاكسي أو سيارة أجرة.

تقول ريم فوزي مؤسسة الخدمة: ”ليست تاكسي. إنها خدمة ليموزين”، وأضافت أن اختيار الاسم ببساطة من أجل التسويق.

وخلال العديد من لقاءاتها على شاشات التليفزيون، وعدت ريم المرأة المصرية ”بالخصوصية والأمان“ من سائقي التاكسي الذكور. وقالت: ”فقط اكتب كلمة سائق تاكسي على موقع جوجل في مصر، النتائج ستكون، سائق تاكس يغتصب، أو سائق تاكسي يقتل، أو سائق تاكسي يسرق“.

كما تأمل أيضاً في أن تقلل من المخاطر التي تواجهها المرأة والأسر التى تتنقل باستخدام مواصلات عامة: ففي خدمة التاكسي الوردي تقود السيارات سائقات، ويجب أن يتم الطلب مقدماً. ويتوجب على العملاء إرسال صورة من بطاقتهم الشخصية ”من أجل سلامة السائقة“.

كما تزود سيارات الخدمة بكاميرات مراقبة داخلية وميكروفونات لتسجيل كل رحلة للسيارة، ويمكن الضغط على أحد الأزرار لإيقاف السيارة عن بعد إذا لزم الأمر.

وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، فإن 99.3% من النساء في مصر قد تعرضن للتحرش الجنسي. وفي الشهر الماضي، حدثت 447 واقعة تحرش في منطقة وسط البلد خلال أربعة أيام فقط (عيد الأضحى). وذلك حسب أحد جماعات الضغط التي توثق وقائع التحرش.

تتحدث مرام هاني، طالبة جامعية، بولع عن ثلاثة أشهر قضتها في تعلم القيادة وكيفية تغيير الإطارات في خدمة التاكسي الوردي، لكنها اعترفت بوجود بعض المشاكل في الخدمة.

قالت: ”نتعرض للتحرش من قبل السائقين الذكور الآخرين أكثر مما نتعرض له في السيارات العادية، لكننا تدربنا على كيفية التعامل مع الأمر“، وأوضحت أن التدريب يتركز على فعل واحد: استمري في القيادة.

أما ميرفت البدري، مضيفة سابقة، فتقول إن القيادة في شوارع القاهرة بمثابة تحدي: ”الرجال يسخرون منّا قائلين (يمكنك القيادة بصعوبة. ربنا يحفظنا)“، وأضافت: ”لكننا نتعامل مع الأمر كتحدي… المرأة تقود الطائرات، فلماذا لا تقود تاكسي؟“.

تعرضت الخدمة لانتقادات من نشطاء في مجال حقوق المرأة، واتهمت ريم فوزي بأنها تجعل عملائها يبدون كالصغار غير القادرين على التصرف من خلال اختيار لون وتصميم السيارات، واعترضوا على الخدمة قائلين إنها الأحدث في سياسة الفصل المستمرة بين الذكور والإناث.

تقول داليا عبدالحميد، رئيسة ملف النوع الاجتماعي في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية: ”تقول خدمة التاكسي الوردي للمرأة: التحرش شىء حتمي. وهكذا ستتكيفين معه“.

كانت مدارس مصر الحكومية عادة ما تشهد فصلاً بين الجنسين لكن بعد ذلك بدأ تطبيق هذا الفصل في مترو الأنفاق بتخصيص عربات خاصة للسيدات، ومقاهي خاصة بهن، وحمامات سباحة وشواطىء.

أما بسمة محمد، أحد الناشطات في حقوق المرأة والتي تشير إلى أن التحرش غالباً يحدث في الشارع، والذي بكل الأحوال سيواجهه عملاء التاكسي الوردي، وأضافت ”تتاجر ريم فوزي بالخوف من أجل الربح“، وأضافت: ”لا تريد فًعلا مساعدة المرأة المصرية، فالتاكسي الوردي يجب أن يذهب إلى أي مكان وليس بتلك الأسعار“.

أقل رحلة باستخدام خدمة ريم فوزي تكلف 35 جنيها مصريا، وقد تصل إلى 210 جنيه، وهي تكلفة باهظة مقارنة بالحد الأدنى للأجور في مصر الذي يعادل 1200 جنيه، ولا يطبق عادة.

لكن بالنسبة لكثيرين لا يعد المال أمرا مهما، وتقول مها محمد الطالبة الجامعية: ”الملابس هي الأهم. فلو كنت ذاهبة إلى إحدى الحفلات بملابس كاشفة، هنا سأقرر دفع ضعف المبلغ للتاكسي الوردي“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى