إعلامسياسة

التيليجراف: كفانا لوماً لأنفسنا على الإرهاب الإسلامي

تلجراف البريطانية: الإرهاب الإسلامي ليس رد فعل

paris-hebdo-glasse_3157795k

التيليجراف – بادريج رايدي  –

ترجمة محمد الصباغ

ربما نسينا،   في عام 2011 تعرضت مجلة   شارلي إبدو لهجوم بالقنابل الحارقة، وذلك بعد نشر المجلة – المتأصلة في السخرية من رجال الدين-   مواداً تسخر من الإسلام تقول فيها ” ستجلد 100 جلدة إن لم تمت من الضحك“.

و في ذلك الوقت، في ضوء الهجوم الذي حدث على مكتب الجريدة، حدث جدال حول إن كان رسامو المجلة و محرروها قد ”تمادوا“. وسارع بروس كراملي مراسل التايم إلى إدانة الرسامين بدلا من  المفجرين.

و كتب ”تلك الرسومات التى تعبر عن إسلاموفوبيا ليست فقط  صبيانية و غير مجدية، لكنها تفتح الباب أمام رد فعل عنيف من المتطرفين الذين يتحداهم علانية من ينشر تلك الرسوم و بكل فخر باسم المصلحة العامة. فما هو  الجيد في خلق المزيد من الانقسام و الغضب ، و بجذب رد فعل دموي؟“

و أكمل حديثه قائلاً:” هل لازلت تعتقد أن الثمن المدفوع  مناسب في مقابل نشر رسومات ساخرة عدوانية و مخزية بمنطق “أننا نستطيع فعل ذلك” ؟ لو كنت كذلك، فحظا سعيدا مع تلك الرسومات التى تعرضها صفحاتك.“

أما  البعض الآخر فوضع الهجمات في سياق الاغتراب الذي يشعر به المسلمون في فرنسا.

و كان من ضمن كل ذلك،  كان هذا الافتراض مستمرا:  أن الهجمات الإسلامية كانت ردود أفعال بعد استفزازات غربية. و بالعودة لقصة آية الله الخميني مع سلمان رشدي عام 1989، لقد قبلنا فكرة أن الأمر متروك للكتاب  في التبرير لأنفسهم عند مواجهة التهديدات و العنف الحقيقي.

فقام رشدي نفسه بالإعتذار عن ”إهانته“ للإسلام خوفاً على حياته.

لو علّمنا ظهور تنظيم الدولة في العراق و الشام شيئاً واحداً فهو أن الاستفزاز شأن جانبي في الأمر، فالجهاديون يقتلون لأن هذا ما يفعلونه. لا يهم إن كان ضحيتهم رساما ساخرا فرنسيا أو طفل إيزيديا أو عاملا أو حتى صحفيا. فلو لم تكن من القلة المختارة فأنت هدف. يستخدم الجاني كلمة الاستفزاز كعذر ليبرر أفعاله وضمان انحناء العالم أمام  ما يرتكبه.

في أكتوبر من العام الماضي، استطاع الصحفي السوري المسجون مازن درويش أن يكتب من زنزانته  لمنظمة بين الإنجليزية. و تم ترشيحه لجائزة المنظمة مع الإيراني سلمان رشدي و أتيح له الفرصة في الكتابة لرشدي مباشرة و كتب:

”لقد ارتكبنا خطأ لا يغتفر في العالم العربي تعاملنا بلامبالاه مع الفتاوى الداعية لقتلك. لذلك كنا متواطئين بعدم اهتمامنا، و لو بصمتنا التام، و تظاهرنا بأن هذه الدعوات لن تؤثر فينا بشئ. و نحن هنا الآن، ندفع الثمن الأكبر، ندفع ثمن التواطؤ بالدماء، و نجد أنفسنا ضحايا لذلك الفكر الظلامي الذي تسلل لبلادنا و مدننا.“

و يضيف ” ياله من عار كبير أن تٌنزف كل هذه الدماء حتى نعرف أننا من سندفع ثمن منع الآخر من ابداء وجه نظره، و سندفع أيضاً ثمناً لذلك حياتنا و مستقبلنا. ياله من عار أن يستغرق الأمر كل تلك الدماء لندرك في النهاية أننا نحفر قبورنا بأنفسنا عندما سمحنا للأفكار أن يتم سحقها باتهامات الكفر و عندما سمحنا للرأي أن يواجه بالعنف.“

جريمة اليوم كانت صادمة لنا لكن لا يجب ان نقف صامتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى