مجتمع

التحقيق مع شرطية دنماركية “احتضنت منتقبة” خلال مظاهرة.. وهذه رواية المتظاهرة

لم ترد شرطة كوبنهاجن على طلب من “رويترز” للتعقيب

رويترز– وكالات

 قالت هيئة الفصل في الشكاوى بالشرطة الدنماركية الأربعاء، إن تحقيقات تجرى مع شرطية احتضنت محتجة منتقبة في أثناء مظاهرة في كوبنهاجن ضد حظر غطاء الوجه.

والتقط مصور من “رويترز” صورا للواقعة في أول أغسطس الماضي، في ما بدا أن المحتجة كانت تبكي عندما بدأ سريان حظر غطاء الوجه في الأماكن العامة على مستوى البلاد.

وقال ماركوس كنوت النائب بالبرلمان عن حزب الأحرار المناهض للمهاجرين وهو الحزب الأكبر في الحكومة: “الصورة جعلت من الشرطة فاعلا بشكل غير إرادي في جدل سياسي في غاية الحساسية ما كان يتعين أن تشارك فيه”.

ولفت هو وغيره انتباه الهيئة المستقلة للفصل في الشكاوى إلى الواقعة، وقال ”مهمة الشرطة هي إنفاذ القانون وليس احتضان من يعارضونه“.

وقال توربين كوتش محامي الشرطية إنها شعرت أنها تعاملت بشكل يتناسب مع الموقف في إطار دورها بوصفها ”شرطية حوار“، وهو تخصص نشأ لتخفيف التوترات في أثناء المظاهرات.

وقال كوتش ”هذا محض هراء. وكما قالت موكلتي لو كان أي شخص آخر في الموقف نفسه لفعلت نفس الشيء، لذلك فالأمر لا علاقة له بارتدائها النقاب“.

القانون الجديد يحظر ارتداء النقاب أو البرقع أو اللحية المزيفة في الأماكن العامة، ويعاقب المخالفين بغرامة تبلغ ألف كورون دنماركي، وإذا تكررت المخالفات فإن الغرامة يمكن أن تصل إلى عشرة آلاف كورون، والمتظاهرة المنتقبة تدعى “آية” وتبلغ من العمر 37 عامًا، شاركت مئات المتظاهرات الرافضات للقانون ضمن تظاهرة انطلقت في شوارع نوربرو، في كوبنهاجن.

وكشف الحظر انقسامات شديدة داخل المجتمع الدنماركي إذ يدفع البعض بأنه يدعم القيم العلمانية والديمقراطية في حين يقول البعض الآخر إنه يتعدى على حريات منها العقيدة والتعبير.

وفرضت فرنسا وبلجيكا وهولندا وبلغاريا وولاية بافاريا الألمانية قيودا على غطاء الوجه الكامل في الأماكن العامة.

وفي حوار سابق معها، أخبرت المرأة المنتقبة “رويترز” عقب انتشار صورتها وهي تحتضن الشرطية أنها لا تستطيع تذكر أحداث يوم التظاهرة، “لكني أذكر أنني كنت أتحدث مع الشرطية، ثم بكيت فجأة، وكانت لطيفة وودودة معي، وأخبرتني أنها ضد هذا القانون شخصيا، على الرغم من كونها ضابط شرطة”.

وأكدت أن اليوم كان صعبًا للغاية، وأن المتظاهرين كانوا غير آمنين إلى حد كبير، ولم يكونوا يعرفون ماذا سيحدث لهم ما يمكن توقعه، ولكن ضابطة الشرطة فاجأتهم بسؤالها عما إذا كانوا بخير أم لا، وقدمت لهم الماء.

وذكرت أنها كانت لديها مشاعر مختلطة تجاه الشرطية، وأنها كانت تخشى القرب منها لأنه من حقها توقيع الغرامة عليها، بينما شدّدت السيدة المنتقبة على أنها ستستمر في ارتداء النقاب على الرغم من الحظر رغم أنها لا تتحمل دفع الغرامات.

وانضمت الدنمارك إلى دول أوروبية أخرى في ما تعلق بحظر النقاب، بعدما أقر البرلمان الدنماركي قانونا يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة ويفرض غرامات مالية على من يخالفه، ودخل القانون حيز التنفيذ في مطلع أغسطس الماضي.

كانت فرنسا أول دولة في أوروبا تحظر النقاب في الأماكن العامة مع قانون “يمنع إخفاء الوجه في الأماكن العامة” أقر في أكتوبر 2010 ويطبّق منذ أبريل 2011، وينص القانون الذي صادقت عليه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في 2014 على دفع غرامات تصل إلى 150 يورو لكل مخالفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى