سياسة

التجديد النصفي.. ترامب على الأرجوحة بين “المرحلة العابرة” و”الشر الذي لا بد منه”

الأمر أكثر من مجرد انتخابات..

وكالات
تنطلق الانتخابات النصفية لأعضاء مجلس النواب والشيوخ، اليوم الثلاثاء، وسط حالة استقطاب شرسة، ربما لم تشهد لها الساحة الأمريكية مثيلا منذ سنوات
طويلة.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها، اليوم الثلاثاء، على الساحل الشرقي للولايات المتحدة للانتخابات التشريعية والمحلية لمنتصف الولاية، والتي تشكل اختبارا لأداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وستكون حاسمة لولايته.

وأصبح بإمكان الناخبين التصويت في عدة ولايات على الساحل الشرقي، كونيكتيكت وماين ونيوهامبشر ونيوجيرزي ونيويورك وفرجينيا وكنتاكي في الوسط.

ويتنافس الحزبان الجمهوري والديمقراطي على مقاعد مجلس النواب كلها، أي على 435 مقعدا، بينما يتنافسان على 35 مقعدا من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100 مقعد، مع العلم أن الانتخابات النصفية في العادة لا تشمل إلا 32 مقعدا، لكنها في هذه المرة ارتفعت إلى 35 نظرا لشغور 3 مقاعد أخرى جراء الوفاة أو التقاعد.

لماذا هذه الانتخابات هي الأهم على الإطلاق؟

وتعتبر هذه الانتخابات من بين أهم الانتخابات النصفية، ربما على الإطلاق، ذلك أنها قد تمنح ترامب فرصة أكبر لإقرار قوانين “مثيرة للجدل” أو حرية أكبر في فرض شخصيات معينة في مناصب مهمة للغاية، مثل منصب المحكمة العليا وذلك بالطبع في حال فاز الجمهوريون بالأغلبية.

فبالطبع ستكون الانتخابات النصفية التى تقام الآن نوفمبر 2018 ساحة معركة انتخابية شرسة بين الجمهوريين والديمقراطيين، ذلك أن الجمهوريين يسيطرون حاليا على مجلسي الشيوخ والنواب، في حين يسعى الديمقراطيون لقلب المعادلة، لمنع ترامب من فرض سياسته.

فلو حقق الديمقراطيون الانتصار في الانتخابات النصفية، فسينعكس ذلك على تقييم أداء الرئيس الجمهوري، الذي سيؤكد أن أداءه لم يكن جيدا، مما دفع الدفة تجاه اختيار الشعب الأمريكي للديمقراطيين.

لماذا يهتم العالم هذه العالم بانتخابات التجديد النصفي الأمريكية؟

لكن يبدو أن الانتخابات البرلمانية، التي سيختار فيها المواطنون الأميركيون، الثلاثاء، كل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، تحظى باهتمام دولي كبير هذه المرة، باستثناء دولة واحدة.

ويرجع الاهتمام الدولي بهذه الانتخابات، بصورة رئيسية، إلى سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي جاءت مختلفة عما سبقها من الإدارات بما أثارته من نزاعات ومخاوف.

وفي تقرير لها، رأت شبكة “سي أن بي سي” الأمريكية أن العالم يراقب الانتخابات البرلمانية الأمريكية باعتبارها استفتاء على أداء إدارة ترامب، ومؤشرا على نمو الشعبوية دوليا.

كما أشارت إلى سبب ثالث، يتعلق بنموذج الديمقراطية الأمريكية، التي يشعر حلفاء واشنطن بأنه فقد جاذبيته، واستغلال الصينيين لذلك في الترويج لنظامهم السياسي كبديل عالميا.

والاهتمام بالانتخابات ينطبق أيضا على العديد من الدول الأوروبية، ويغذي هذا الأمر المخاوف من احتمال أن يدير ترامب ظهره لحلف الناتو.

ويرغب كثير من الأوروبيين هناك بأن يعيد الناخبون الأمريكيون مجلس النواب على الأقل إلى الديمقراطيين، في محاولة للحد من سلطة ترامب.

ويقول الدبلوماسي البريطاني السابق، إيان بوند، إن الدوائر السياسية في لندن تعتبر الأمر أكثر من مجرد انتخابات، إذ إنها مؤشر حاسم على اتجاه الولايات المتحدة. التي صارت تحت رئاسة ترامب لا تخفي تعاونها مع أنظمة “شريرة” وإبرامها صفقات السلاح تحت شعار “الشر الذي لابد منه” من أجل تحسين اقتصاد الولايات المتحدة.

وأضاف أنه في حال حقق الجمهوريون نتائج إيجابية، فذلك يعني أن ترامب ليس “مرحلة عابرة”، وذلك يعني أن واشنطن أصبحت في وضع لا يدفعها لمساعدة أوروبا في حال وقوع أزمات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى