منوعات

البعض لا يزال يحب استخدام “النوكيا” القديم

البعض لا يزال يحب استخدام “النوكيا” القديم

Mashable- أبريل بوجل

ترجمة دعاء جمال

 

إنها الأيام الأخيرة لشبكة الجيل الثاني للهواتف المحمولة. شبكة المحمول القديمة، والتي قضى الكثيرين مِنّا التسعينات وهو يستخدمها لإرسال الرسائل النصية وقضاء الوقت مع لعبة “الثعبان”، ها هي آخذة في الاختفاء تدريجيا وببطء من أستراليا

ستنهي أكبر شركات الاتصال في الدولة استخدامها. حيث قالت شركة تليسترا أنها تهدف إلى التخلص التدريجي من الجيل الثاني للهواتف بنهاية 2016 والأمر نفسه قالته شركة أوبتس التي تهدف إلى تحقيق هذا بحلول أبريل 2017. لكن حتى الآن، لم تعلن شركة فودافون بعد عن أية خطط لإغلاق شبكة هواتف الجيل الثاني.

قال المتحدث الرسمي لفودافون، موقع ماشابيل أستراليا: “بينما يزداد الطلب على شبكات الجيل الثالث والرابع، ندرك أن العديد من العملاء راضون بخدمة الهواتف العادية. فنحن نراقب باستمرار معدل استخدام الجيل الثاني، الثالث والرابع على شبكة فودافون للتحقق من مثل هذه التفاصيل.”

وبينما يستخدم أغلب الأستراليين هواتف الجيل الثالث والرابع هذه الأيام، فإن هناك من لايزالون مخلصين لما يسمى بـ “الهواتف الغبية”. سواء بدافع الحاجة أو الموضة. حيث يحصل هؤلاء الاستراليين على أفضل ما في هواتف الجيل الثاني.

وعي اجتماعي

قالت ريتشيل، 61 عام، تعمل مدرسة بدوام جزئي، لموقع ماشبيل أستراليا، أنها لا تزال سعيدة باستخدامها لشبكة هواتف الـ 2 جي مع هاتفها النوكيا القديم، الذي لا تعرف رقم “الموديل” الخاص به بالضبط. وأن لديها في الواقع مجموعة من الهواتف وقطع الغيار التي جمعتها.

“عندما يعطب واحداً، انتقل لاستخدام الآخر ببساطة.”

أوضحت أن السبب الأساسي لالتزامها بخدمة الـ 2 جي مسبقة الدفع هو الاحتفاظ بفواتيرها متدنية. “لا أجري مكالمات، والهدف كان فقط أن أكون قابلة للاتصال.”

كما أنها تكره المشتريات التي تهدر الأموال: “بشكل عام، أنا كبيرة في السن. أكره في الواقع الآلات الجديدة ولا أشتري تقريباً أي شيء جديد.” كما أنها ترى الأمر يتعلق بالاستدامة: “أنا على دراية عالية بالمتطلبات البيئية. في النهاية، نرسل حاويات مليئة بأجهزة إلكترونية قديمة لغانا لنتخلص منها فقط.. الشيء بمجمله سخيف.”

هذا لا يعني عدم دخولها على الإنترنت أبداً. فلدى ريتشل إنترنت في المنزل، لكنها لا ترى الحاجة له على هاتفها. “لست مهتمة بالتمكن من الدخول على الإنترنت أثناء سيري في الشارع. سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما سأفعل عندما يتخلون عن الـ 2 جي.”

أضافت أن الأطفال في المدرسة يقولون لها أن النوكيا القديم رائع لغاية، وأنه يبدو من زمن آخر.

بدافع الضرورة

يستخدم آخرون شبكات الجيل الثاني لاضطرارهم لهذا. حيث قالت أخصائية في العلاج الطبيعي بمستشفى سيدني لـ موقع ماشابيل استراليا، والتي فضّلت عدم ذكر اسمها، بأن المستشفي توزِّع هواتف نوكيا 2 جي على الموظفين عند الذهاب لزيارات منزلية.

“لا يمكنك استخدام هاتفك الشخصي عند مهاتفة العملاء كنوع من الخصوصية. لا نستخدمها بكثرة، هم فقط للاحتياط.”

كما رجحت أن استمرارية استخدام هواتف النوكيا في المستشفيات تعد نوعاً من اقتصاد النفقات. “من الصعب للغاية أن تحصل على مال من نظام الصحة العامة في هيئته الحالية. طالما كان صالحًا للعمل.. فهم لا يرغبون في الإنفاق دون ضرورة.”

ومع ذلك، قد يفيد طاقم المسشتفى الحصول على هواتف بإمكانيات أكثر قليلاً. قالت أن هواتف الجيل الثالث ستكون مفيدة ليتمكن الموظفين من استخدام نظام تحديد الموقع (GPS). في الوضع الحالي، تستخدم هاتفها الذكي الشخصي في العمل. تشرح “أحياناً يكون على استخدام هاتفي الخاص لالتقاط صورة. ولا يمكنك القيام بهذا بهواتف الجيل الثاني القديمة.. سيكون من اللطيف حتى أن تملك أي باد.”

في العموم، يشعر موظفو المستشفي بالاكتفاء في استخدامهم لهواتف الـ 2 جي، لكنها قالت أن البعض يشكون. “في الأغلب لأنهم نسوا كيفية استخدام هواتف نوكيا القديمة. ففي النهاية، يكون الأمر أشبه بمحاولة ركوب دراجة بعد مرور وقت طويل على آخر مرة فعلت فيها ذلك.”

 

الإبقاء على حدود لكل شيء

أنتوني، 28 عاماً، محامي في سيدني، أجبر مؤخراً على شراء هاتف أي فون 5 إس، من قبل عمله. حتى تلك اللحظة، كان يستخدم هاتف نوكيا صغير من الجيل لثاني، كلفه حوالي 20 دولار.

ظل انتوني بعيداً عن الهواتف الذكية لأنه لم يرغب بأن يكون قابل للاتصال بشكل أكثر مما يحتاج أو مشتت من قبل الانترنت. قال “لم أرغب في أن يخبرني هاتفي بتلقي إيميلات عمل في أي وقت، لذلك بقيت بعيداً عن ذلك كله. في الوقت نفسه، كان لدي هاتفي القديم الخالي من الانترنت والأشبه بهواتف تجار المخدرات. في العموم، لا أحب أن أكون على الإنترنت طوال الوقت. فلست جيداً في تنظيم نفسي.”

قال أن امتلاكه لهاتف “غبي”  حسّن من وقت فراغه، مع تحديد أكثر وضوحًا لأوقات العمل. فزملائه في العمل أصبحوا يعلمون أنه لن يرد على الإيميلات ليلاً.

قال ضاحكاً: “قديماً، كان لدي أسوأ هاتف، حتى أن صديقي ألقاه أثناء تجولنا  في قارب أمام رفضي المعاند للانضمام لما هو معاصر. وابتعت (آخر) من بائع صحف.” يقول أنه يستخدم لابتوب للعمل كما ابتاع أي باد أيضاً عند ترحاله.

يعترف أنتوني، أن هناك بعض المميزات من وراء الحصول على إنترنت عن طريق الهاتف. من الجيد أن تمتلك خرائط، وأشياء مثل هذه”. لكنه لا يزال يفتقد الأيام القديمة. “أما الأمر مؤسفاً، أنني أصبحت قابلًا للتواصل أكثر مما أرغب.”

من أجل الخصوصية

جانين سكايف، 36 عاماً، موظفة استرداد تأمينات مقيمة في سيدني ومديرة جولة موسيقية، تستخدم هاتف الجيل الثاني، لأنها فقط لا ترغب في أن يتم إزعاجها.

توضِّح: “أحب أقل قدر ممكن من الصخب عندما يتعلق الأمر بالهواتف، فهي تؤدي مهمة بسيطة لي، وهي التواصل بسرعة وفعالية. كما أني أفضل الرسائل النصية القصيرة “SMS” ولا أرغب في الرموز التعبيرية “emojis” أو المحادثات الطويلة.”

لا ترغب في أن يعرف الناس مكانها طوال ساعات الصباح والليل. “كما أن طبيعة عملي تجعلني أُقدِّر الخصوصية فلا أرغب في تعقب الجميع لتحركاتي.”

أحياناً، ومع ذلك، تستخدم هاتفا أكثر تطورًا. عند السفر داخل الدولة، فيكون لديها هاتف أي فون 4 على شبكة 3 جي، ليتمكن من استخدام خرائط جوجل وضروريات أخرى. لكن في العموم، تميل لاختيار شبكة الـ 2 جي.

في النهاية، شكل الهاتف القديم  أشبه بقطعة جذابة من تاريخ التكنولوجيا: “إنه صغير وهذا ما أحبه. لا أفهم لماذا يرغب الناس في نصف أي باد متصل بوجههم؟”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى