منوعات

البشر يأكلون البلاستيك!

البلاستيك يصل في نهاية المطاف إلى الأمعاء البشرية

المصدر: daily mail

ترجمة وإعداد: ماري مراد

لأول مرة، أكد علماء أن الأجسام البشرية مُلوثة بالبلاستيك، إذ عُثر على قطع صغيرة في عينات سُحبت من مشاركين في تجربة حاولت تقدير كمية البلاستيك التي نأكلها ونشربها كل يوم.

وحتى الآن، ركزت معظم الأبحاث على العالم الطبيعي، لكن الدراسة الجديدة تظهر أن البشر يستهلكون أيضًا البلاستيك، مع بعض القطع التي من المحتمل أن تستقر في أجسادنا.

وتحدث الباحثون عن دهشتهم من العثور على أجزاء دقيقة من البلاستيك في العينات البشرية. واقترحوا أن تشمل المصادر: تناول السمك أو شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية.

Sources could include the eating of fish or drinking of water from plastic bottles

وبحسب “ديلي ميل” فإن حجم الأزمة البلاستيكية يعني أنه من “المستحيل” على الناس تجنب تناول وشرب واستنشاق البلاستيك، مع تأثيرات قد تكون ضارة. وتشمل هذه مخاطر العدوى البكتيرية، وإدخال المواد الكيميائية الضارة على الجسم، وتهيج بطانة القناة الهضمية، والتأثير على الاستجابات المناعية.

من جانبه، قال رئيس فريق البحث، الدكتور فيليب شوبل: “هذه هي أول دراسة من نوعها وتؤكد ما كنا نتوقعه منذ زمن طويل: البلاستيك يصل في نهاية المطاف إلى الأمعاء البشرية. وما يثير القلق على وجه خاص هو ما يعنيه هذا بالنسبة لنا، لا سيما للمرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي”.

وبإمكان أصغر الجسيمات البلاستيكية “microplastics”، دخول مجرى الدم والجهاز اللمفاوي، وقد تصل إلى الكبد.

وفي الدراسة التي أجريت من قبل جامعة فيينا الطبية، عُثر على مئات الجسيمات البلاستيكية في كل عينة براز مأخوذة من أشخاص شاركوا. وذكر شوبل: “بعد أن أصبح لدينا أول دليل على وجود جسيمات بلاستيكية داخل البشر، نحتاج إلى المزيد من البحث لفهم ما يعنيه هذا بالنسبة إلى صحة الإنسان”.

وراقب باحثون من الجامعة ووكالة البيئة النمساوية، المشاركين من المملكة المتحدة وفنلندا وإيطاليا واليابان وهولندا وبولندا وروسيا والنمسا. وأظهرت النتائج أن كل عينة تم اختبارها كانت إيجابية إذ عُثر بها على جسيمات بلاستيكية، مع ما يصل إلى 9 أنواع مختلفة تم تحديدها. وأكثر أنواع البلاستيك شيوعا هو “polypropylene”، و”polyethylene-terephthalate”، الموجودين في عبوات الطعام والشراب.

كان البحث دراسة تجريبية تضم ثمانية مشاركين. احتفظ كل واحد بتدوين يوميات الطعام لمدة أسبوع قبل تحليل العينات في المختبر.

اليوميات أظهرت أن جميع المشاركين تناولوا طعامًا مغلفًا بالبلاستيك أو شربوا من زجاجات بلاستيكية. ولم يكن أي من المشاركين نباتيًا، وكان منهم 6 يأكلون أسماك البحر. ووجدت الجسيمات البلاستيكية في حجم يتراوح من 50 إلى 500 ميكرومتر. في حين أن سُمك شعرة الإنسان ما بين 17 إلى 181 ميكرومترا.

وتقود “Daily Mail” دعوات لمعالجة أزمة التلوث بالبلاستيك، مع حملات أوقفت استخدام حبيبات البلاستيك، وأسفرت عن فرض ضريبة على الكيس البلاستيكي.

وتشير التقديرات إلى أن نحو 2 إلى 5% من جميع المواد البلاستيكية المنتجة ينتهي بها المطاف في البحر، حيث تستهلكها الأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى. وتم رصد كميات كبيرة من الجسيمات البلاستيكية في التونة وسرطان البحر والروبيان وبلح البحر.

ووجد تحقيق أجرته “Daily Mail” هذه السنة أن الجسيمات البلاستيكية الصغيرة أصبحت “جزءًا من الهواء الذي نتنفسه”.

ووجدت دراسة مختبرية جزيئات محمولة جوًا على كل عينة من الأسماك من ثمانية محلات السوبر ماركت الكبرى بعد أن تركت في الهواء الطلق. وكان يُعتقد بأن الخطر على الصحة يقتصر إلى حد كبير على تناول الأسماك من المحيطات الملوثة بالبلاستيك، لكن الدراسة أثبتت أن الجسيمات البلاستيكية موجودة أيضًا في الهواء.

It is estimated that about 2 to 5 per cent of all plastic produced ends up in the sea

والباحثون في الدراسة الجديدة لاحظوا: “من المحتمل جدًا أن يكون الطعام ملوثًا بالبلاستيك خلال خطوات مختلفة من معالجة الطعام أو نتيجة التعبئة”.

وأيضًا، الأقمشة الاصطناعية مصدر هام من الجسيمات البلاستيكية في البيئة، حيث ينتهي المطاف بألياف الملابس في البحر من مياه الصرف الصحي المعالجة وغير المعالجة التي يتم إطلاقها في الأنهار.

وقال شوبل: “المواد البلاستيكية منتشرة في الحياة اليومية، كما أن البشر يتعرضون للمواد البلاستيكية بطرق عديدة. لم أكن أتوقع أن كل عينة سوف تكون إيجابية. ومع ذلك، نحتاج إلى أن نكون مدركين لحجم العينة الصغير لدراستنا”، مضيفًا: “على مستوى عالمي، يرتبط إنتاج البلاستيك والتلوث البلاستيكي بقوة. لذلك، من المحتمل أن يرتفع مقدار التلوث البلاستيكي أكثر إذا لم تغير البشرية الوضع الحالي”.

وفي السياق ذاته، قال مايك تشايلدز، رئيس حملة أصدقاء الأرض: “هذا دليل مزعج آخر على مدى انتشار المواد البلاستيكية في بيئتنا. يبدو أنه من المستحيل للأشخاص تجنب تناول أو استنشاق التلوث البلاستيكي. في حين أن برامج مثل “Blue Planet” أظهرت بوضوح التأثير المدمر للبلاستيك على الحياة البرية، فإننا لا نعرف حتى الآن ما تأثيره على صحة الإنسان”.

وعلق أليستر بوكول، أستاذ العلوم البيئية بجامعة يورك، على الدراسة قائلا: “إنها مثيرة للاهتمام للغاية وتسلط الضوء على أن البشر يتعرضون للجسيمات البلاستيكية في الحياة اليومية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى