مجتمع

الأسباب العلمية وراء انجذابك لـ”الرجل السيئ”

الأسباب العلمية وراء انجذابك للرجل “السيئ”

Thought Catalog

ترجمة- فاطمة لطفي

الأسباب التي تجعلنا نحب الرجال السيئين، الأشخاص المؤذيين، والشركاء غير المتاحين عاطفيًا، ليست فقط نفسية وعاطفية، لكنها بوضوح، أسباب “بَيوكيميائيّة”.

في واقع الأمر يمكن “لأدمغتنا” أن تنجذب نحو أشخاص لا يناسبوننا. تجعلنا هذه الأسباب البيوكيميائية نتورط مع الرجال غير المتاحين عاطفيًا، والشركاء المؤذيين، مثل النرجسيين والمعتلين اجتماعيًا، ونتحوّل إلى مدمنين للعلاقات الرومانسية الخطرة، على نحو يجعل الانفصال عن شخص مؤذِ أشبه بالخروج من حالة إدمان للمخدرات.

إذن هل تساءلت يومًا لماذا لست قادرة على التخلي عن علاقة مع شخص يعاملك بشكل غير عادل، ويزيد من مخاوفك وإحساسك بعدم الأمان؟

لسوء الحظ، فإن معاملة الشريك السيئة لنا، تعزز من درجة إدماننا له!

وفي ما يلي بعض الهرمونات والمواد الكيميائية داخلنا التي لها دور في ذلك:

“الدوبامين”

تسهم التجارب الإيجابية مثل الهدايا والإطراء والإيماءات الرومانسية واللقاءات الأولى في إفراز هرمون “الدوبامين” في الدماغ. ويتحكم الدوبامين في مراكز المتعة الموجودة في المخ، والتي تنتج ارتباط بين الشريك العاطفي والمتعة.

الرابط؟

يتدفق الدوبامين بيسر أكبر عند وجود جدول من “إمدادات متقطعة” من الشريك بدلًا من وجود آخر متسق وثابت. والذي يعني أن عدم قدرة الشخص المؤذي على منحنا ما نحتاجه يجعلنا متلهفين إلى أوقات طيبة والاستمرار في الاستثمار في العلاقة.

تكشف الطبيبة هيلين فيشر أن هذا “الانجذاب المحبط”، يمكن أن يزيد من مشاعر الحب بدلًا من إعاقتها. وكشفت كيف يشبه دماغ من هم في هذا النوع من العلاقات للطريقة التي يتعامل بها دماغ مدمني الكوكايين.

والرجال غير المتاحين عاطفيًا أو الشركاء المؤذيون بارعون في منح تلك “الإمدادات المنقطعة”: ربما يتغيبون عنك لأيام، ربما يحاولون إغواءك باستمرار وأيضًا حجب شكل العلاقة العاطفية عنك. كما أنهم دائمًا غير واثقين من شيء في المستقبل، ويتركونك للتخمينات بشأن نواياهم الحقيقية كل يوم في هذه العلاقة.

وعندما لا نعرف متى سنرى شخصا ما، هذا يجعل الشخص أكثر إغواءً للدماغ. لذا فالشخص اللطيف الذي يتصرف تصرفات ودودة باستمرار بدلًا من التصرفات الأخرى غير المتوقعة، يسبب مشاعر جيدة أقل للدماغ من الرجل السيئ الذي ينظم لك لقاءات رائعة ومن ثم يسيء إليك بالاختفاءات والوعود الزائفة والسلوكيات الباردة والانسحاب المفاجئ للعاطفة.

بعبارة أخرى يصبح الدماغ مازوخيا. يسعى لمن يسبب له الأذى. ذلك لأنه متكيف مع السلوكيات الجيدة التي تصدر عن الأشخاص اللطفاء والتي لا تصدر ما يكفي من الدوبامين. ولهذا حتى ونحن في علاقة صحية، نصبح “معتادين” على الأمان الذي يحققه لنا الشريك الجيد، ونجد شريكنا أقل إثارة مع الوقت.

ولمحاولة فهم تأثير الدوبامين، علينا إدراك أن السبب الذي يجعلنا مهووسين بالشريك المؤذي ليس لأنه أفضل من الشريك الجيد، لكن لأنه أسوأ بكثير منه. مقاومة تأثير الدوبامين تعني مقاومة إنشاء ذكريات ممتعة جديدة مع شخص يمنحنا السعادة من خلال الألم.

 “أوكسايتوسين

لا يجب أن ننسى كيف تقوى علاقتنا مع هؤلاء الشركاء من خلال اللمس. تمكن الحميمية الجسدية النساء في العلاقات غير الصحية من إفراز هرمون الأوكسايتوسين عشوائيا، وهو المسمى أيضًا بهرمون الحب، وهو نفس الهرمون الذي يربط بين الأم وطفلها عند ولادته، وهو أيضًا يربط المرأة بالرجل الذي لا يستحقها.

وكشفت دراسات أن الهرمون لا يعزز فقط المشاعر لكن أيضًا الثقة. ذكرت الدراسات أنه عندما يتورط أوكسايتوسين، لا يكون للخيانة بالضرورة تأثير على جهد الشخص في الاستمرار في الاستثمار في علاقة مع شخص قام بخيانته. لذا فإن خداع الشريك المؤذي لا يثنيك بالضرورة عن الثقة به بشكل أعمى. خاصة لو كنا متورطين جسديًا معه. وتأثير الهرمون يكون أقوى على النساء من الرجال. ولأن الأشخاص المؤذيين عادة ما يكونون جذابين جنسيًا، يجعلنا ذلك نتورط أكثر عاطفيًا ونفسيًا.

كورتيزول، أدرينالين، نورإيبينيفرين

يحدث الأشخاص المؤذيون ارتفاعًا في مستويات الكورتيزول والأدرينالين والنورإيبينيفرين، وجميعها مسؤولة عن تنظيم ردود أفعالنا تجاه المواقف الضاغطة. إصدارات الهرمونات المسؤولة عن الضغط بالتأكيد يقوي تركيزك على هذا الشريك. ويعمل الثلاثة معًا في تقوية الذكريات المبنية على الخوف. حينها تبدأ مخاوفك وقلقك من هجران شريكك لك، وتمتزج هذه المخاوف مع انجذابك الجسدي مما يؤدي إلى جعل الذكريات المرتبطة بهذا الشخص قوية وأصعب في التحرر منها.

سيروتونين

عندما نحب، نصبح مهووسين مثل الأشخاص المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري حرفيًا. ذكرت دراسة أن مستويات السيروتونين في الدماغ تنخفض بطريقة مشابهة عندما نحب شخصًا ما، كما يحدث في أدمغة المصابين بهذا الاضطراب. وبما أن السيروتونين ينظم ويساعد على استقرار الحالة المزاجية، والحد من نزعة التفكير الوسواسي، يمكنك تخيّل كيف يمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته عند التورط عاطفيًا مع شخص إلى إحداث خلل في قدرتنا على اتخاذ القرار والحكم على الأمور.

لكن هذا لا يعني عدم إمكانية إحداث تغير إيجابي داخل أدمغتنا، حيث يمكن لـ”المرونة العصبية”-ويبرز دورها في التنمية الصحية والتعلم والذاكرة وكذلك التعافي بعد إصابة دماغية- أن تخلق ارتباطات عصبية جديدة مع سبل مثل ممارسة التمارين، بناء روابط اجتماعية صحية، الموسيقى والهوايات الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى