مجتمعمنوعات

باربي في عيدها الـ 60: ملهمة الفتيات مرشحة رئاسية ومهندسة كمبيوتر

تحاكي الفتيات بكافة أجسادهن وأعراقهن

The independent

دُمى باربي الشقراء، ذات بشرة بيضاء وجسم نحيف، لا تمثل بصورة كلية “المرأة الحقيقية”، ومع هذا، فقد كانت لعبة”ماتيل”، الشهيرة مصدرًا للجدل إلى حد كبير بسبب أبعادها، على اعتبار أن الدٌمية الأصلية يصل طولها حوالي 29 سم، مع خصر نحيف وثدي كبير.

وحينما تم تكبير لعبة ماتيل لتكون ذات حجمًا طبيعيًا، ادعى بعض الباحثين أن باربي الحقيقية لن تكون قادرة على الوقوف لأن إطار تصميهما لن يكون متوازنًا إلى هذا الحد.

ولكن مع احتفال باربي بعيد ميلادها الستين، وبإلقاء نظرة إلى ما مضى من أرشيفها، يكشف ذلك إلى أن دُمية ماتيل كانت تحاول أن تحل محل “باربي” كمثل أعلى للشابات صغيرات السن.

إذ تعد هذه الدمية – ماتيل-  أحدث العرائس، على سبيل المثال، تم تصميمها وإصدارها احتفالاً بالذكرى السنوية الستين للدمية “باربي”.

احتفالاً بهذه المناسبة صنعت شركة ماتيل نسخًا من باربي لعشرين امرأة تمثل إلهامًا لآخريات ابتداء من نجمة التنس اليابانية نعومي أوساكا، إلى عارضة الأزياء والنشطة البريطانية أدوا أبواه، كما أنها تحاكي لاعبة الرجبي السابقة في نيوزيلندا، روبنسون.

ومن بين النساء المُلهمات الآخريات اللاتي شملن القائمة في أحدث تشكيلات باربي، رائدة الطيران الأمريكية، أميليا إيرهارت، وبطلة العالم في الملاكمة نيكولا آدمز، وآشلي جراهام، عارضة الازياء العالمية.

“على مدار 60 عامًا، وصلت باربي إلى ثلاث أجيال من الفتيات، ألهمتهن بأكثر من 200  وظيفة، وتم بيع أكثر من مليار دُمية. صمدت باربي بقوة أمام اختبار الزمن وظلت العلامة التجارية التي تمنح التمكين للجيل القادم”، حسبما ذكرت ليزا ماكنايت، النائب الأول لرئيس الشركة والمديرة العام لتصميمات باربي.

 

تقول ليزا ماكنايت: “في هذه الذكرى السنوية الهامة، نستخدم منصاتنا العالمية لإلهام الفتيات وتثقيفهن وتعليم المجتمع حول ما يُمكننا القيام به معًا، لإظهار إمكاناته بصورة كاملة. ولا نستطيع الانتظار لنرى ما سيحدث بعد ذلك، في لعبة باربي في السنوات الستين المقبلة لإلهام الجيل القادم من القادة”.

في التقرير التالي  نتعرف على تحول دمية باربي من الفتاة التي تظهر بجسد تحيف وبملابس السباحة حتى صارت تحاكي الفتيات المتمكنات بكافة أشكال أجسادهن وأعراقهن.
 
تم إصدار أول عروسة باربي عام 1959

صممت سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر – الدُمية باربي –  التي تولت منصب رئيس شركة ماتيل منذ بداية إنشائها في 1945 حينما أسست الشركة مع زوجها، حتى عام 1975 عندما استقالت.

فقد ظهرت الدمية باربي لأول مرة في السوق في أثناء معرض الدُمى في نيويورك في التاسع من مارس لعام 1959، وأطلقت عليها هاندلر اسم “باربي” بعدما ولدت بنتها باربارا سيجال.

ظهرت أول نسخة من باربي وهي ترتدي ملابسًا للسباحة أحادية اللون – بدون حمالات –  وكعبًا أسودًا، كما ارتدت النظارات الشمسية البيضاء، هذا الشكل  الذي حظى بشعبية كبيرة في عام 1950، حيث وصل سعرها في الأصل حوالي 3 دولارات أي ما يعادل (2.30 جنيه إسترليني)، ولكن اليوم يتم بيع دمى باربي بآلالاف الجنيهات عبر الإنترنت.

إطلاق اسم “كين” على أول صديق للعروسة باربي في عام 1961

على غرار صديقته، أُطلق اسم كين على دُمية تواكب صيحات الموضة، وأُطلق عليه ذلك الاسم بعدما سميت هيندلر ابنها كينيث.

كان لدى كين أكثر من 40 مهنة مختلفة على مر السنين، شملت هذه المهن، راكب الأمواج، ونادل، ولاعب كرة القدم، مؤخرًا جليس للأطفال.

وفي عام 1965، أطلقت شركة ماتيل، تصميم باربي بالزي الفضائي، لكي تثبت للفتيات الشابات بأن المشي على القمر قد تكون مهنة متاحة لهن.

وقد كان إصدار هذه الدمية ذو أهمية خاصة بالنظر إلى أنها كشفت إمكانية المشي على القمر قبل أربع سنوات من تنفيذ ذلك فعليًا.

ففي عام1968، أصدرت الدمية كريستي، كأول دمية ذات بشرة سوداء اللون


قُدمت أول دمية ذات بشرة سوداء اللون لباربي في عام 1968، وسُميت باسم كريستي، ولقت نجاحًا  ورواجًا عام 1970، لم يدم الأمر حتى عام 1980، ورغم ذلك، فإن أول دمية سوداء صدرت تحت اسم باربي.

منذ عام 1970 حتى عام 1990 امتهنت باربي عدد من المهن ذات مناصب عليا بداية من الجراحة حتى الرئاسة.

فقد، امتهنت باربي عدد من الوظائف خلال هذه الفترة. ففي عام 1970، ظهرت الدُمية التي تعمل في الجراحة حيث كانت خطوة تقدمية نظرًا لقلة عدد السيدات اللاتي يلحتقن بكليات الطب في هذه  الفترة.

ومن ثم، أصدرت شركة “ماتيل” باربي وكأنها “رئيسة تنفيذية”، وفي عام 1992، أنشأت الشركة نسخة من الدمية باربي وهي تُمثل “مٌرشحة رئاسية”، وذلك قبل فترة طويلة من أن تترشح سيدة لمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة.

وأدوار أخرى، اكتسبتها باربي خلال هذا الوقت بما في ذلك، منها دور المتزحلق الأوليمبي، والطبيب البيطري، وطيار في سلاح الجو، وطيار في  القوات الجوية، وضابط  بحرية.

في عام 2000، أضافت باربي مهنة مهندسة حاسب آلي إلى سيرتها الذاتية

استمرت باربي في التطور بعد الألفية حتى أوجدت دُمى لا تنسى، وشمل  ذلك إصدار باربي السبّاحة الأوليمبية  في عام 2001،  وباربي التي تعمل في مجال الإعداد في عام 2005، فضلاً عن امتهانها هندسة الكومبيوتر في عام 2010، مما جعل هناك أهمية خاصة حينما تعتبر أن هؤلاء النساء يشكلن حوالي 23% في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

باربي تبدأ بتكريم المرأة في حياتها الواقعية في عام 2015

عانت شركة ماتيل من انخفاض المبيعات بنسبة 20%  بين عامي 2012 و2014،  لذا قررت الشركة أخذ زمام المبادرة والقيام بأمر جديد، ومن هنا تم إطلاق دُمى مختلفة من باربي ولكنها تتسم بألوان بشرة جديدة وتسريحة شعر مختلفة، مما أدى إلى وجود مجموعة متغايرة من الدمى باربي  – كجزء من التزام تلك العلامة التجارية- لتكريم النساء اللواتي يواصلن تحطيم القيود.

وشهد العام نفسه، عام 2014 انطلاق “برنامج شيرو”، والذي يٌعد مبادرة مُخصصة لإطلاق دُمى تُمثل نماذج واقعية للمرأة.

ومنذ ذلك الحين، تم تصميم دمى شيرو –  التي تحاكي الأمريكية ابتهاج محمد، لاعبة المبارزة بالسيف – وهي ترتدي الحجاب، اٌعتبر ذلك أول إصدار للدمية باربي بهذا الزي، إلى جانب تصميم دمى لباربي تحاكي لاعبة الملاكمة الأوليمبية نيكولا آدمز.

 صُممت باربي بحجم زائد في عام 2016

في عام 2016، كشفت شركة ماتيل عن  أحجام جسم باربي لأول مرة في تاريخ هذه العلامة التجارية، بما في ذلك “الكيرفي”، والجسم الطويل، والرشيق.

 وفي عام 2019، قدمت باربي المزيد من أشكال الجسم، وشملت هذه الأشكال، الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية
 
فقد صارت الدمى باربي في عام 2019 أكثر تنوعًا مقارنة بأي وقت مضى.

ومن بين الدمى التي تم إصدارها هذا العام، كانت هناك الدمي التي تعاني من إعاقات جسدية، وذات  لون بشرة مختلف، إلى جانب أشكال أكثر تنوعًا للجسم.

والجدير بالذكر أنه خلال حديثه إلى صحيفة “ذي إندبندنت”، كيم كولمون، النائب  الأول لرئيس “تصميمات  باربي”، شرح أن العلامة التجارية ملتزمة  الآن بالكامل بجعل باربي، اللعبة الأكثر تمثيلاً في السوق.

مٌؤكدًا  “نحن نسير على طريق التطور المستمر للعلامة التجارية، ولدينا العديد من المفاهيم  المختلفة لما يمكن أن تبدو عليه باربي مما يساعدنا على توسيع تمثيلنا لما هو جميل ولما تتحتله باربي من مكانة، كونها أيقونة ثقافية، تؤخذ على محمل الجد. وكوننا نمثل العالم من حولنا يُعد أمر مهم بالنسبة لنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى