اصطياد الآفات وبعث رسائل مهمة.. أبرز مهام الكلاب في الحرب العالمية الأولى
مهارة وشجاعة ومثابرة هذه الكلاب مذهلة
ترجمة وإعداد: ماري مراد
نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية مجموعة من الصور المذهلة التي كشفت عن شجاعة الكلاب ودورها البارز خلال الحرب العالمية الأولى، إذ كانت تصطاد الآفات وتحدد موقع الجنود المصابين في منطقة لا يسيطر عليها أحد، وتبعث برسائل مهمة بينما كانت تحاول تجنب الانفجارات النارية والرصاصات.
بحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة، فالكلاب- سواء كانت راكبة على ظهر حصان أو تقود مسيرة النصر بلا مبالاة أو ترخي قدمها المصابة بعد تأدية مهمة في خنادق الخطوط الأمامية- لم تكن بعيدة عن حرارة معركة الحرب العالمية الأولى، وعادة ما كانت تُستخدم كـ”جالبات حظ” للحفاظ على الروح المعنوية خلال سنوات الحرب.
الكلاب كانت تقوم أيضًا بأدوار أخرى في القتال المخيف، فبينما بعضها عمل كمراسل بين مقار الجيش البريطاني والجبهة الأمامية، أصبحت مهمة البعض الأخر تنظيف الخنادق من الفئران والجرذان وحماية مستودع الغذاء وحمل الطعام أو الذخيرة. يأتي هذا إضافة إلى تحديد موقع الجنود المصابين ليتمكنوا من تلقي المساعدات الطبية وسحب العربات والزلاجات أو العمل في الحراسة.
الكلاب المراسلة التي خدمت في الجيش البريطاني عُينت من قبل”Battersea Dogs’ Home” في لندن، ثم تدربت على الخدمة الحيوية في مدرسة تدريب كلاب حربية في إنجلترا. والكلاب التي كان ينتهي تدريبها الأولى بالنجاح، يتم نشرها في بيوت للكلاب بإيتابلس في فرنسا. ومن إيتابلس يتم نشر الكلاب في بيوت للكلاب بالقرب من الخطوط الأمامية، حيث تنضم إلى وحدات القتال.
وبقدرتها على الركض سريعا وتدريبها العالي، كانت الكلاب توصل رسائل مهمة في براثن المعركة، ممثلة هدف أصغر بكثير وأسرع لقناصة العدو.
وفي المتوسط، ضم كل بيت 48 كلبًا و 16 مدربًا، وهو المعدل الذي يشير إلى أهمية عمل الكلاب على الجبهة.عادة ما كانت الكلاب ضالة ، لذلك لا يمكن تفضيل سلالة معينة من الكلاب. ورغم هذا، بشكل عام فإن السلالات التقليدية مثل الكولي والريتريفر والتيرير، تم اختيارها للعمل كمراسلة. بينما اعتاد الصليب الأحمر بشكل شائع على استخدام آريدال تيرير، للبحث عن الجنود المصابين.
وتم تبني بعض الكلاب من قبل الجنود المصابين بعد مقتل صاحبها أو هربه من منطقة الحرب.
وفيما يتعلق بكلاب الحراسة، فقد تدربت على حراسة الجنود وتعلمت العواء أو النبح عند سماع صوت أي غريب في المنطقة المحيطة. وتم تدريب الكثير من الدوبرمان لتكون كلاب حراسة.
لم تتوقف مهما “الكلاب الشجاعة” عند هذا الحد، فقد كان يتم إطلاق سراحها في الخنادق لاصطياد الفئران، التي كانت تتغذى على الطعام المتعفن، لعدم موجود طريقة ملامة للتخلص من القمامة في الخنادق.
وتم تدريب ما يصل إلى 20 ألف كلب على مهام الخطوط الأمامية خلال الحرب العالمية الأولى. ونقلت صحيفة the Aberdeen Evening Express قول كولونيل ريتشاردسون، الرجل الذي كان يدير مدرسة الكلاب الحربية، عام 1918: “مهارة وشجاعة ومثابرة هذه الكلاب مذهلة”.