أخبار

استمرار احتجاجات “يهود إثيوبيا” في إسرائيل تنديدا بالعنصرية

يبلغ عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالي 140 ألف شخص

بي بي سي- فرانس24- أ ف ب- زحمة

أثار مقتل شاب إثيوبي الأحد الماضي على يد شرطي إسرائيلي لم يكن في مهمة عمل، غضبا كبيرا في أوساط اليهود الإسرائيليين من ذوي الأصول الإثيوبية. وخرج حشد كبير منهم في مظاهرات تنديدا بالعنصرية الممنهجة ضدهم. وتتواصل الاحتجاجات منذ الاثنين الفائت فيما دعا القادة الإسرائيليون إلى التهدئة.

اصطدم محتجون مع قوات الشرطة في أنحاء عدة من إسرائيل في أعقاب تشييع جثمان الشاب.

وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن 111 شرطيا أصيبوا بجراح أثناء تفريق المتظاهرين علاوة على إلقاء القبض على 136 شخصا.

واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المجتمع الإثيوبي في إسرائيل يواجه “مشكلات”، لكنه ناشد المحتجين التوقف عن إغلاق الطرق.

ونُقل عشرات الآلاف من اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، لكنهم واجهوا ما يصفونه “بتمييز ممنهج”، وعنصرية، فضلا عن الافتقار إلى التعاطف معهم في ما يواجهونه من صعوبات الحياة.

وأثناء المظاهرات أغلق المتظاهرون طرقات رئيسية في كافة أنحاء البلاد وأشعلوا إطارات السيارات ونددوا بما يرون أنه تمييز ضد الإسرائيليين من أصول إثيوبية. وتقول الشرطة إنها اعتقلت 136 شخصا، وأن 111 ضابطا أصيبوا بجروح وألقيت عليهم الحجارة والزجاجات والقنابل الحارقة.

وقتل سلمون تيكا ويرجح أن عمره 18 أو 19 عاما مساء الأحد في بلدة كريات حاييم بشمال مدينة حيفا الساحلية.

وأثار مقتله غضبا في أوساط اليهود الإثيوبيين في إسرائيل الذين يقولون بأن شبابهم يعيشون في خوف دائم من مضايقات الشرطة لأنهم من ذوي البشرة السوداء.

ذكر المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة الأنباء الفرنسية “إنه بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة، أصيب ثلاثة من ضباط الشرطة، وكان هناك حوالي ألف شخص عند مركز شرطة كريات حاييم”. وأضاف “حاول المتظاهرون اقتحام مبنى الشرطة وألقوا الحجارة والزجاجات وأطلقوا المفرقعات النارية”.

كما ذكرت الشرطة في بيان أن المتظاهرين قاموا بإغلاق الطرق والتقاطعات الرئيسية في شمال البلاد وجنوبها. وقال المتحدث باسم الشرطة إنها “لم تلق القبض على أحد”، فيما اعتبرت وسائل الإعلام أن الشرطة تعمدت عدم تصعيد الوضع تجنبا لإثارة المشاعر بشكل إضافي. وأضاف روزنفيلد أن “الشرطة تحدثت مع زعماء الجالية الإثيوبية لتهدئة الخواطر”.

إثيوبيون في إسرائيل

يبلغ عدد اليهود من أصول إثيوبية في إسرائيل حوالي 140 ألف شخص بينهم أكثر من 20 ألفا ولدوا في إسرائيل. ويتحدر معظمهم من مجتمعات منعزلة لعدة قرون عن العالم اليهودي، وتم الاعتراف بهم كيهود في وقت متأخر من قبل السلطات الدينية الإسرائيلية.

كما نقل إلى إسرائيل أكثر من مئة ألف من اليهود الإثيوبيين بين الثمانينات والتسعينيات. وتقول المجموعة اليهودية الإثيوبية إنها تواجه باستمرار عنصرية مؤسساتية ممنهجة.

واحتج آلاف الإثيوبيين اليهود في تظاهرة في تل أبيب في  يناير بعدما قتل أحد شبانهم هناك برصاص ضابط شرطة ادعى بأن الشاب توجه نحوه مسرعا وحاملا سكينا.

وفي حادث إطلاق النار ليل الأحد على سلمون تيكا قالت الشرطة في البداية إن الضابط رأى اقتتالا بين الشبان في مكان قريب وحاول الفصل بينهم. وجاء في بيان للشرطة “بعد أن عرف الضابط عن نفسه بدأ الشبان يلقون الحجارة عليه، وقام الشرطي بإطلاق النار بعدما شعر أن حياته في خطر”.

وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية “إن الشبان الآخرين وأحد المارة نفوا بأن يكون الشرطي قد تعرض لهجوم”. وقال روزنفيلد” إن ضابط الشرطة مطلق النار أخضع للإقامة الجبرية وأطلقت وزارة العدل تحقيقا في سلوك الشرطة.

وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة الثلاثاء، ندد أمير تيكا ابن عم القتيل سلمون تيكا بالحادث قائلا “هذا ليس بقتل، إنها جريمة قتل”.

نتنياهو يعتذر

أعرب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أسفه “للموت المأساوي للشاب سولومون تيكا”، موجها تعازيه لأسرة الشاب وللمجتمع الإثيوبي في إسرائيل.

وقال: “أعلم أن هناك مشكلات تحتاج إلى حلول. وقد بذلنا قصارى جهدنا، لكن لا نزال نحتاج إلى المزيد من العمل لحل المزيد من المشكلات”.

وأضاف: “لكني أطلب منكم شيئا واحدا، لا تعطلوا الطرق. فنحن دولة قانون. ولن نتسامح مع تعطيل الطرق. وأناشدكم أن تفسحوا لنا المجال حتى نحل هذه المشكلات معا من خلال التمسك بالقانون”.

الرئيس الإسرائيلي يدعو للتحقيق

ودعا الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى وقف العنف وفتح تحقيق في وفاة تيكا، قائلا: “مسؤوليتنا هي أن نمنع الموت التالي، الامتهان التالي، ونحن ملتزمون بذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى